(وطن النجوم) ..علي سلطان .. *مختار مكي رحل الحبيب.. ويبقى الاثر والعطر
يفجعنا رحيل الاحباب.. يحزننا فراق من نحب.. وما اكثر الذين مضوا الى الدار الآخرة.. وَفارقوا الدنيا الى العليا..والموت حق بل هو الحقيقة الوحيدة التي لا خلاف ولا جدال حولها..! وهو مصير كل حي.. كل نفس ذائقة الموت.. نسال الله تعالى لكم ولنا حسن الخاتمة والفردوس الاعلى من الجنة برحمة الله التي وسعت كل شئ.
تناقلت الاخبار قبل ايام عبر السوشيال ميديا خبر وفاة المهندس مختار مكي حنفي في القاهرة.. رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وادخله الجنة وفردوسها الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
واحزنني وكثيرون الخبر و شق علينا نعيه..وتوالى الاصدقاء والاحباب والأخوان في سرد مآثره وكثير افضاله وجليل اعماله ويده الممدودة بالعطاء.
ذكريات كثيرة مرت كشريط سينمائي وانا اتذكر الراحل المقيم مختار مكي له الرحمة والمغفرة.. وقد بدات معرفتي به عندما قابلته لاول مرة مكتبه ببلدية عجمان في الثمانينيات من القرن العشرين المنصرم.. وكان وقتها مدير عام البلدية.
َومنذ مصافحتي له في ذاك اليوم وتعرفي عليه.. ظللت شبه مداوم على بلدية عجمان وعلى مكتبه.. والبلدية كانت تعج بالبرامج والانشطة المتعددة.. وكانت تتميز بكوادر مؤهلة من المواطنين والوافدين.. وكنت احظي يوميا باخبار متنوعة عن أنشطة البلدية في المجالات كافة.. وما اكثرها.!!ومازلت اذكر الراحل المقيم الاستاذ خلف حمد ثاني نائب مدير بلدية عجمان.. الرجل البشوش اللطيف رحمه الله.
كنت في ذلك الوقت مراسلا لصحيفة البيان من امارتي عجمان وام القيوين و لادارات المحاكم بشرطة الشارقة.. ثم بعد مفارقتي لصحيفة البيان والتحاقي بجريدة الاتحاد صحافيا متفرغا.. تكليفي بتفطية الانشطة المتعددة في إمارة عجمان وبعضها في الشارقة.. وتوثقت العلاقات أكثر بالمهندس مختار مكي وكنت الى حد كبير مساهما في نشر نشاطات بلدية عجمان في جريدة الاتحاد.
َفي ذاك الوقت.. ولم اكن وحدي ولكن كانت عجمان نحظي باهتمام من الصحف المحلية كافة وخاصة الاتحاد والخليج والبيان.. ومن الزملاء والزميلات الذين ساهموا في تغطية أنشطة امارة عجمان الزميلة الدكتورة آمينة ذيبان والزميل سمير الشيخ وجيهان شعيب من الخليج.. ومراسل وكالة انباء الامارات المعتق الاستاذ غازي ابودقة والاستاذ فتحي سلمي من جريدة الاتحاد وقد حللت محله في عجمان.. والاستاذ علي الهنوري ابن عجمان والصحافي المتميز في صحيفة الاتحاد الذي غطى انشطة البلدية وانارة عجمان في عهد الاستاذ علي الحمراني مدير البلدية من بعد مختار مكي.. وكذلك الاخ الراحل المقيم علي انور الصحافي بجريدة الاتحاد.. والاستاذ نادر مكانسي من صحيفة البيان.. والصحافي السوداني الاستاذ اسامة احمد بصحيفة البيان الذي مازال يواصل عطاءه بمحبة وامتياز.. وايضا صحافي مصري اسمه مصطفى… ونسيت اسمه بالكامل كان مراسلا للبيان ايضا.
وفي عهد مختار مكي كان الاستاذ كمال حمزة مديرا عاما لبلدية دبي والدكتور عبداللطيف فضل مديرا عاما لبلدية الشارقة.. والاستاذ احمد عوض الكريم مديرا عاما لبلدية أبوظبي.. حفظهم الله أجمعين.. وكان مديرو بلديات ام القيوين وراس الخيمة والفجيرة من مواطني الامارات.
اجتهد المهندس مختار مكي اجتهادا عظيما مقدرا في ان تتبوا إمارة عجمان مكانة متميزة بين إمارات الدولة.. وقد ساعد في إنجاح مهمته صاحب السمو الشيخ حميد النعيمي حاكم امارة عجمان وهو رجل راجح العقل واسع الحكمة طيب المعشر.. نال محبة مواطنيه من ابناء امارته الفتية.. ويدين المهندس مختار لنجاحاته في البلدية لصاحب السمو حاكم عجمان.. الذي اصدر العديد من المراسيم والقرارات التي ساعدت البلدية في انجاز خططها ومشروعاتها واهمها التوسع العقاري وفي بناء المساكن وتوفيرها لمواطني عجمان.. وتم توسيع المساحة الجغرافية للامارة من خلال ردم مناطق من الخليج واضافة عدد من للاحياء المهمة لمدينة عجمان التي توسعت بشكل كبير واصبحت مدينة مهمة في وسط الامارات واقبل عليها كثير من الوافدين للاقامة فيها. والعمل بها وزادت فيها الاستثمارات الوطنية والاجنبية بشكل ملحوظ.. واهتمت بلدية عجمان باصحاح البيئة والصحة العامة والخدمات العامة وتنظيم الاسواق وبناء اسواق جديدة مكتملة الخدمات.. وكان هناك تعاون وثيق ومثمر بين بلدية عجمان وديوان الحاكم والدوائر الحكومية في الامارة مثل غرفة التجارة والصناعة والشرطة والمحاكم والميناء كذلك مع المكاتب الاتحادية مثل المنطقة التعليمية والمنطقة الطبية.
ومعلوم ان بلدية عجمان تم انشاؤها في عام 1969..واذكر ان مديرها السابق قبل المهندس مختار مكي هو السيد عدنان الدجاني وربما يكون اردني الجنسية او فلسطينيا لا اذكر على وجه التحديد لكنه احد الذين وضعوا بصمة متميزة في إمارة عجمان.
وعُرف المهندس مختار رحمه الله بين اهل عجمان باللطف وحسن الخلق وكان مكتبه مفتوحا للجميع.
وبعد مغادرته الامارات للسودان واصل نشاطه عبر عدد من أعماله الخاصة وعرف عنه اهتمامه بالرياضة والنشاط الرياضي.. وكان رجلا صوفيا ذاكرا وزعيما للطريقة الإسماعيلية.
رحمه الله تعالى وغفر.. والعزاء لاسرته واهله ومريديه واحبابه وعارفي فضله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.