نيويورك تايمز: السودان -الذي أصبح “ممرا” لطائرات تنقل أسلحة إلى إقليم تيغراي
الخرطوم ـ وكالات
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) أن الدبلوماسية الأميركية فشلت في وقف القتال الدائر شمالي إثيوبيا، مشيرة إلى أن الحرب الأهلية في تلك الدولة الواقعة في شرق أفريقيا دخلت أكثر مراحلها إثارة للقلق حتى الآن.
وأوضحت أن إقليم تيغراي الواقع شمالي إثيوبيا بات ساحة حرب “غير مرئية”، وبؤرة صراع متمدد يتوارى خلف حصار حكومي قاس أدى إلى قطع الاتصالات في المنطقة، ومنع المراسلين من دخول البلاد، وجعل 5.2 ملايين شخص في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية.
وأشارت الصحيفة إلى أن دولا أخرى في المنطقة انجرفت نحو القتال في إثيوبيا، مثل السودان -الذي أصبح “ممرا” لطائرات تنقل أسلحة إلى إقليم تيغراي- طبقا لإحاطة سرية قدمتها للاتحاد الأوروبي مبعوثته إلى القرن الأفريقي، أنيت ويبر، سبتمبر/أيلول الماضي، حيث أكدت المسؤولة بحسب الصحيفة ان الجيش السوداني تورط في دعم التغراي وقدم تسهيلات لوجستية خاصة السلاح لمساندة التغراي على حكومة ابي أحمد .
وكشفت الصحيفة -في تقرير لكبير مراسليها في أفريقيا، ديكلان والش- عن أن طائرة عسكرية أميركية تقل دبلوماسيين كبارا عبرت خط الجبهة في مهمة سرية لوقف إراقة الدماء، في وقت احتدم فيه القتال مجددا في شمال إثيوبيا سبتمبر/أيلول الماضي، مما أجهض هدنة استمرت 5 أشهر.
وجاء في التقرير أن الطائرة حلّقت على علو منخفض حتى لا يتم رصدها، متوجهة إلى إقليم تيغراي المحاصر في شمال البلاد -الذي ظل يخوض غمار حرب مع قوات حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد- قبل أن تواصل رحلتها إلى جيبوتي، لإجراء جولة من محادثات السلام المتوترة، وفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات.
وفي مؤشر على عدم ثقة واشنطن بطرفي الحرب الأهلية، كان المبعوث الأميركي إلى المنطقة مايك هامر من بين ركاب الطائرة التابعة للقوات الأميركية لضمان عدم إسقاطها.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة عقدت 3 اجتماعات سرية خارج إثيوبيا (في جيبوتي وسيشل)، جمعت فيها لأول مرة القادة المتحاربين منذ اندلاع الحرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كان آخرها في التاسع من سبتمبر/أيلول الماضي، وحضره رضوان حسين مستشار آبي أحمد، وممثلون غربيون وتيغرانيون.
غير أن التحول الأبرز الذي شهدته الساحة الأسابيع الأخيرة تمثل في عودة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي وجيشه إلى القتال بجانب قوات آبي أحمد في الحرب الأهلية في إثيوبيا.ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فقد استنفرت السلطات الإريترية قواتها المسلحة بالكامل، ودعت جميع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 55 عاما إلى الخدمة العسكرية.
وذكر مسؤولان أمميان أن نحو 650 من عرقية تيغراي، كانوا يؤدون مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان، فروا من الجيش الإثيوبي طالبين اللجوء.