هل ينهي إعتماد السفراء مخطط أمريكا التدميري تجاه السودان؟
تداولت وسائل إعلام محلية وعالمية خبرا خطيرا حول وجود مخطط أمريكي لتدمير عدد من الدول، من بينها السودان. ونشر متحدث الخارجية الصينية تشاو لي جيان، عبر تويتر مقتطفات من تصريح الجنرال الأمريكي المتقاعد ويسلي كلارك حول خطط البنتاغون قبل عشرين عاما للسيطرة على 7 دول في العالم.
وكشف خطاب كلارك الذي نشر في نادي الكومنولث بكاليفورنيا عام 2007م، كيف أن مسؤولا في هيئة الأركان في العام 2001م أفصح عن مخطط إستراتيجي سري لوزارة الدفاع الأمريكية لمهاجمة وتدمير 7 دول في غضون 5 سنوات. وقال أن الدول المقصودة هي العراق وسوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وإيران.
تأتي هذه الأخبار متزامنة مع إعتماد الرئيس الأمريكي جو بايدن للسفير السوداني في واشنطن ومباشرة السفير الأمريكي لمهامه في السودان. حيث رحب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بتعيين الولايات المتحدة الأمريكية سفيرا لها لدى السودان، بعد إنقطاع إستمر 25 عاما. وأكد لدى تسلمه، أوراق إعتماد سفير الولايات المتحدة الأمريكية، الجديد لدى السودان، السفير جون غودفري، أهمية تطوير العلاقات بين الخرطوم وواشنطن وتمنى أن يمثل تعيينه، قوة دفع جديدة لمسيرة العلاقة بين البلدين.
من جانبه قدّم السفير محمد عبد الله إدريس، أوراق إعتماده للرئيس الأمريكي جو بايدن، سفيراً فوق العادة ومفوضاً لجمهورية السودان لدي الولايات المتحدة الأمريكية. ورحّب الرئيس الأمريكي بالسفير، مشيراً إلي أن وجود سفير للسودان بواشنطن في هذا الوقت أمر حيوي، للعمل سوياً على بناء وتوسيع التعاون بين البلدين. وأعرب بايدن عن إهتمام بلاده بدعم رغبة الشعب السوداني للدفع بالإنتقال الديمقراطي، وتحقيق الإستقرار السياسي، مؤكداً تطلع إدارته للعمل معاً من أجل تطوير العلاقات بين الخرطوم وواشنطن لمصلحة الشعبين.
وقال الخبير الإعلامي بمركز الرضا للتنوير المعرفي عاطف الشريف أن إعتماد السفراء يعتبر من الإجراءات المهمة في العلاقات الدبلوماسية بين دول العالم المختلفة، ولكن سياسة أي سفير لا تختلف عن السياسات الكلية لدولته تجاه الدولة المعنية. وأكد عاطف أن واشنطن ستستمر في مخططها وسياساتها الضاغطة تجاه السودان، برغم الخطوة الكبيرة بتعيين سفير، وهي الخطوة التي يعتبرها البعض قفزة هائلة في مسار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتساءل الشريف حول إمكانية السماح للسفير السوداني في واشنطن لممارسة ذات الحراك الذي يقوم به السفير الأمريكي في الخرطوم، ولقاءاته بقوى المعارضة وكيانات دينية وقطاعات شبابية ومنظمات مجتمع مدني وغيرها. وأكد عاطف أن حراك السفراء الأجانب في السودان يحتاج لوقفة جادة من قبل وزارة الخارجية والجهات المعنية لحسم مثل هذه التجاوزات.
وأكد الخبير عاطف أن واشنطن لا زالت تبحث عن من ينفذ مخططها التدميري في الخرطوم، لذلك ستستمر في دعم كل ما من شأنه إطالة أمد الخلافات وممارسة الضغوط على الحكومات حتى تحقق ما تريده. وشدد عاطف على أن التدخلات الأمريكية والغربية في السودان لن تنتهي إلا بقرارات حازمة تضع النقاط على الحروف، وتحسم فوضى التدخلات الدولية في شؤون السودان الداخلية.