(انواء) .. رمضان محجوب .. افعلوها من أجل الوطن
بعد الإقصاء الذي مارسته قوى الحرية والتغيير في الثلاثة اعوام الماضية والتخبط السياسي الذي مارسته في كل قراراتها فتوسعت بسبب ذلك الفشل الكبير التيارات المعارضة لها ولوثيقتها غير الدستورية والتي وقعتها في اتفاق ثنائي بينها والمكون العسكري..الان يدفع الطرفان ثمن اقصائهما للآخرين.
فتلك الوثيقة كانت مجحفة واقصائية الي حد جعلها “هشة” ولم تصمد طويلا فمزقها احد اطرافها لانها لم تكن تسوى عنده ثمن الحبر الذي كتبت به؛ فقد وقعوها في مسرحية دولية هزيلة كن عنوانها الابرز (عطاء من لا يملك لمن لايستحق) .
بعد توقيعها مباشرة ظهرت تيارات سياسية طالبت المكون العسكري بالتراجع عن بنود في اتفاقه مع قوى الحرية والتغيير، التي اعتبرتها إجحافاً في حقها وأن قوى الحرية لا تمثل كل القوى السياسية حتى تفوز بتلك القسمة (الضيظى) كما يعتبرونها.
نعم، قد يقول قائل بأن الساحة السياسية يعتورها الآن كثير تغيير في جملة مشهدها وإن بعض بشريات الحل قد بدأت تلوح في افق الازمة المظلم؛ الا ان بعض تلك التسريبات التي يحسبها البعض بشريات والتي تتمثل في اتفاق ثنائي جديد بين طرفي الازمة (الحرية والتغيير والمكون العسكري) لن يكون الا محاولة لاعادة انتاج للوثيقة الهالكة اذ لم يلامس أشواق المواطن السوداني الذي يرنو إلى دولة يحكمها جميع أبنائها نصاً وروحاً.
دعونا سادتي نذهب مذهب جد ونقولها بتجرد بأن الجميع الآن أمام امتحان (وطني) حقيقي يقتضي تغليب الخيار الوطني على الذاتي.
المكون العسكري مطالب ببسط يديه أكثر للجميع وتقديم تنازلات أكثر وتوسيع دائرة الإجماع الوطني والحوار لإثبات حسن نواياه السياسية.
قوى الحرية والتغيير مطالبة الآن بتناسي جراحات الماضي السياسي والأوبة إلى رشد العمل السياسي الذي يجعل من (فن الممكن) بوصلة له وتقبل بالجميع مشاركا لاكمال الفترة الانتقالية .
أي توافق سياسي ننشده ونحن حتى فيما بيننا (المكون العسكري ) والقوى السياسية الأخرى ونحن بعيدون كل البعد من بعضنا البعض، فشواهد الأحداث تؤكد أننا ومنذ الحادي عشر من ابريل 2019 لم نكن يوماً على قلب واحد من أجل وطن محزون ومبتلى اسمه السودان.
دعونا نتناسى الماضي بكل جراحاته المثخنة ولنفتح صفحة جديدة من أجل الوطن ومن أجل المواطن.
فالوطن الآن أشد حاجة لاتفاقنا من أجله، والمواطن قد أعياه النضال و(المتاريس) ويتطلع لواقع مستقر في حده الأدنى ليأكل من خشاش الأرض ناهيك عن توفير حياة كريمة له من قبل أطراف لازالت تضعه في ذيل أولوياتها.