التسوية السياسية إلى أين؟
راجت في هذه الايام وفي الاسبوعين الماضين ومازالت تروج وتتصدر مجالس المدينة وفي المدن والبلدان البعيدة وفي القرى والفرقان ؛ و في كل الوسائل الاعلامية التلفزيون القومي واخواته
“قناة الخرطوم وقناة النيل الازرق والسودانية 24” والقنوات الاقليمية والدولية “كقناة الجزيرة ؛ والعربية ؛ والعربية الحدث ؛ والبي بي سي العربية ؛ وقناة الفرنسية 24 ؛ وقناة الحرة الامريكية”وغيرها من القنوات والفضائيات والاذاعات “الاذاعة القومية ورديفاتها “ووسائط التواصل الاجتماعي”الفيس بوك ؛ تيوتير ؛ والواتساب” كلها تتحدث عن قرب التسوية السياسية في البلاد ولكن للاسف لا تلوح حتى الآن في الافق المنظور بوادر لهذه التسوية السياسية والتي تشير كل الارهاصات والتوقعات وحدوثها تفضي الي تشكيل حكومة كفاءات وتنهي حالة الاحتقان للواقع السياسي السوداني المأزووم ؛ والذي يزيد إحتقاناً كل يوم .
فعندما اعلن الفريق اول عبدالفتاح البرهان في الرابع من يوليو 2022م عن انسحاب الجيش من المشهد السياسي ؛ وعلى نفس المنوال وفي كل المناسبات والمحافل يقول نائب رئيس المجلس السيادي القائد قوات الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو نفس الحديث بانّ القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى ستنسجب من المشهد السياسي لكي تتفرغ لحراسة الحدود وحفظ الامن والاستقرار والامن القومي .
إنّ المراقبين يقولون بانّ كثرة المبادرات المطروحة كلها مبادرات لا تخرج من انها تكرس للمحاصصات الحزبية الضيقة ولا تخرج من كونها تلبي اشواق وتطلعات اصحابها .
يرى الخبراء بانّ التسوية السياسية ما زالت بعيدة المنال ولا تلوح في الوقت القريب اي بوادر لقربها حتى تنهي حالة الجمود السياسي والاحتقان في مجمل الاوضاع في البلاد وتأثير ذلك على حياة المواطنيين الذين لا حول لهم ولا قوة .
كما يشير الخبراء بانّ المنظومة العسكرية “الجيش وقوات الدعم السريع” قد قالت كلمتها وذكرت مراراً بانها خرجت تماماُ من الحياة السياسية ورمت الكورة السياسية في ملعب السياسيين الذين فشلوا حتى الان في امتحان التوافق الوطني ؛ وبالتالي لا يزال الافق السياسي السوداني منغلقاً تمامأ ؛ ولاحلاً جذرياً للراهن السياسي السوداني الذي يزيد كل يوم إحتقاناً .