الخارجية الامريكية قالت انها وسيط بين السودانيين ..حديث دبلوماسي يكذبه الواقع
كشف نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، الأربعاء، أن الولايات المتحدة “لا تتوسط بين السودانيين من أجل التوصل إلى اتفاق بين المدنيين والعسكريين بشأن المستقبل السياسي للبلاد وقال باتيل في رده على سؤال لقناة “الحرة” إن الولايات المتحدة “لا تقوم بأي وساطة في المبادرات الحالية التي تجري بقيادة مدنية وأضاف أن الولايات المتحدة “تعمل على تشجيع ودعم الحوار الشامل الذي يقوده السودانيون والذي يسعى في النهاية إلى إنتاج اتفاق يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية تقود السودان إلى انتخابات حرة وعادلة تعبر عن تطلعات الشعب السوداني إلى الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة والاستقرار وكان موقع بلومبيرغ نشر تقريرا يفيد بأن الجيش السوداني ومجموعة من المعارضين السياسيين يقتربون من اتفاق يهدف إلى حل الأزمة الناجمة عن انقلاب العام الماضي من خلال إعادة رئيس وزراء مدني، وضمان بعض الاستقلال للجيش، “وفقا لأشخاص مطلعين على المناقشات السرية التي توسطت فيها الولايات المتحدة
حديث الخارجية
وقال المحلل السياسي محمد خلف الله أن حديث الخارجية الامريكية عن الدور الخارجي في الازمة السياسية بالسودان حديث دبلوماسي يتنافى مع الواقع وأن الحقيقة الواضحة أن الولايات المتحدة الامريكية مارست ضغوط كبيرة على المكون العسكري للخضوع على املاءاتها بفرض عقوبات احادية وايقاف دعم المجتمع الدولي وايقاف قرار الاعفاء من الديون بجانب ماكانت تقوم به بعثة اليونتامس والاتحاد الاوربي من ممارسات وقال خلف الله ان فشل اجتماعات الالية الثلاثية التي تتبناءها الامم المتحدة يكفي لتاكيد تلك المزاعم وفقد قسّمت الاجسام المتحاورة الى ثلاثة اقسام اثنان في طاولة التفاوض وجسم ممانع وأن فولكر نفسه ابعد حزب الامة من المفاوضات حسب ماتردد حينها ذلك بجانب غضبه من قرار الجيش بالابتعاد عن العمل السياسي فقد اعتبره انسحاب يزعزع خطته فقام بتزوير توقيعي مندوب الاتحاد الافريقي والايقاد ليعلن تعليق المفاوضات وقال خلف الله ان الطريقة التي استخدمها فولكر لرمي المزيد من التعقيدات على المشهد السوداني معروفة وجاء ذلك بسبب اقحام اجندتها الشخصية وعدم معرفتها بتعقيدات المشهد السوداني الذي يسيطر عليه المجتمع وليسوا قيادات موضحاً ان لجان المقاومة والطرق الصوفية والادارات الاهلية هم اصحاب القرار
القرار الامريكي
واضاف استاذ العلوم السياسية أحمد الهادي رمضان أن الولايات المتحدة الامريكية دولة مؤسسات تتحكم في القرار فاذا كان راي الخارجية جيداً فيمكن ان يكون للكونغرس رائه المخالف وعلى السودانيين ان يهتموا بالضغط لترجمة ذلك الحديث الى مساعدات حقيقية تساهم في الانتقال الديمقراطي مشيراً الى صحة الحديث عن تسوية قادمة برعاية خارجية ولكن ان تنجح التسوية في تحقيق الاستقرار بالبلاد فان ذلك يعتمد على حجم التوافق والرضاء بالحكومة المرتقبة وان تشارك الاطياف السياسية المختلفة في ادارة الفترة الانتقالية وأن تخرج الاجندة الدولية والصراع الغربي ضد روسيا والصين من الازمة السياسية في السودان