(انواء) .. رمضان محجوب ذكرى “إنقلاب”…!!!
مر امس عام كامل على انقلاب الجنرال البرهان على خصومه بمركزية قوى الحرية والتغيير “قحت المركزية” ولا زال الوضع كما هو عليه وان تحسن خدميا بعض الشيء الا انه سياسيا ازداد سوءا وكذلك امنيا في ظل تمدد الصراعات القبلية في النيل الازرق وسط توقعات بانتقاله الى مناطق اخرى بالبلاد
.
تاتي الذكرى للاولى ل”اجراءات” البرهان بزعمه ول”انقلابه” بزعم قحت التي ظلت غائبة عن دائرة الفعل السياسي طيلة العام الا ان رفضها القاطع الذي تعلنه بين الفينة والأخرى بمشاركة قوى سياسية في الحكومة الانتقالية بزعم أنها شاركت في حكم الإنقاذ خلال الثلاثة عقود الماضية، يفتح الباب مجدداً للتنقيب عن الأهداف الحقيقية من وراء ذلك الرفض والذي يحمل في ظاهره المصلحة الوطنية، وفي باطنه إقصاء وإبعاد لكل ما هو مخالف لتوجهات قوى التغيير العلمانية.
بالنظر إلى مواقف القوى السياسية الآن نجد أن غالبية الأحزاب والقوى السياسية تستعجل المجلس العسكري الانتقالي لتكوين هذه الحكومة منذ عام الا ان الجنرال لازال مترددا من القيام بالخطوة والتي استعاض عنها بوزراء تكنوقراط من داخل وزراتهم، وهو حل مؤقت لم يرض قحت “المتشاكسة”.
تأتي المطالب المنطقية للقوى السياسية والبلاد تعاني من فراغ تنفيذي منذ ا اكتوبر من العام الماضي الأمر الذي أثر كثيراً على الخدمات بالبلاد، وظل المواطن يجأر بمر الشكوى من تردي الخدمات إن وجدت ومن انعدامها في أطراف البلاد ولا يدري لمن الشكوى في ظل الغياب التنفيذي.
فالمجلس العسكري الآن مطالب وعلى جناح السرعة، وفي ظل الغياب التنفيذي غير (المكلف) وتمدد فوضى السوق والشارع العام بالإسراع بتشكيل حكومة قومية أكثر اتساعاً يشارك فيها الجميع دون إقصاء لأحد، وأن يواصل الحوار مع الجميع بقلب مفتوح وبصيرة نافذة بهدف الوصول لإجماع وطني متكامل يحقق الغايات المنشودة والتحول الديمقراطي المطلوب الذي من شأنه نقل البلاد إلى مربع جديد يتحقق فيه السلام والأمن.
إذاً المطلوب الآن (حكومة تكنوقراط) لنسمها بــ(حكومة التحدي) ذات مشاركة واسعة تضم كل ألوان الطيف السياسي تمهد لانتخابات حرة نزيهة وشفافة بمراقبة دولية وإقليمية تُجرى بانتهاء أمد الفترة الانتقالية والتي قطعاً ستكون الفيصل بين الجميع
فصندوق الاقتراع هو الفيصل الوحيد في تداول السلطة ليختار الشعب السوداني من يحكمه .
اعتقد أن الحكومة القادمة لا قيمة لها إذا لم يشارك في اختيارها كل الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، فالبلاد تحتاج لتوافق صادق يوحد الرؤى الوطنية ويجمع الجهود أملاً في بناء سودان يسع الجميع، فقد آن الأوان لنضع مصالحنا الحزبية والسياسية جانباً ونجعل مصلحة الوطن هي العليا.