واشنطن تتذمر من انسحاب موسكو من إتفاق الغذاء وبوتين يفرض شروطه
أعتبرت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي، في البيت الأبيض، أن روسيا التي أعلنت السبت تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، تستخدم «الغذاء سلاحًا».
وقالت أدريين واتسون، في بيان، إن «روسيا تحاول مجددًا استعمال الحرب التي بدأتها ذريعة لاستخدام الغذاء سلاحًا، الأمر الذي يوثر مباشرة في البلدان على صعيد الحاجة وأسعار المواد الغذائية في مختلف أنحاء العالم، ويفاقم الأزمات الإنسانية الخطيرة أصلًا وانعدام الأمن الغذائي»، بحسب «فرانس برس».
وإعلنت روسيا إستئناف الاتفاق ولكن وفق شروط وضمانات مكتوبة سلمتها الوساطة التركية والأمم المتحدة.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو ستستأنف العمل باتفاقية الحبوب التي ينتهي مفعولها في 19 نوفمبر الجاري، مضيفة أنه بفضل الأمم المتحدة وتركيا، تمكنت روسيا من الحصول على ضمانات مكتوبة من الجانب الأوكراني.
وكانت موسكو قد علّقت السبت مشاركتها في اتفاقية الحبوب بعد اتهامها لكييف بتنفيذ هجوم بمسيّرات على أسطولها المتمركز في خليج سيباستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها منذ 2014.
وأوضح الكرملين أن موسكو اشترطت للعودة لاتفاقية الحبوب، السماح بمرور منتجاتها، ووقف استخدام كييف الممر الآمن لأهداف عسكرية.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تحتفظ بالحق في الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب، في حال انتهكت أوكرانيا الضمانات.
وأضاف بوتين أن موسكو طالبت كييف بتقديم ضمانات بأنها لن تكرر الهجمات في البحر الأسود، موضحا أنه في حال انسحاب بلاده من الاتفاقية، فإنها لن تمنع تصدير الحبوب من أوكرانيا إلى تركيا في المستقبل.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أنه اتفق مع بوتين على أن الحبوب ستذهب إلى أفريقيا والبلدان الأقل نموا أولا.
وكان الاتفاق لإطعام أطفال افريقيا الجياع وتفاجأ بوتين بان النسبة العظمى من الحبوب تتجه الى أوروبا
ولذلك اشترط أنه يجب أن يكون كل شيئ مكتوب
وكانت وزارة البنى التحتية الأوكرانية قالت إنه خلال اليومين الماضيين، عبرت 15 سفينة محملة بالحبوب الأوكرانية ممر البحر الأسود، كما عادت سفينتان فارغتان إلى الموانئ الأوكرانية لتحميل الحبوب.
وأضافت الوزارة أن جهود تركيا والأمم المتحدة أسفرت عن زيادة عدد مجموعات التفتيش في مضيق البوسفور التركي إلى 10 مجموعات، لتسريع عمليات تفتيش السفن القادمة والمغادرة في إطار اتفاقية الحبوب.
مفارقات
ويقول الدكتور سمير عطار الخبير في العلاقات الدولية أن تصريحات واشنطن حول استخدام الغذاء كسلاح يجب أن تسقطها على ممارساتها وهي تحاصر الشعوب في السودان و العراق وافغانستان وكوبا وغيرها وجوعت البلدان وأفقرتها واستخدمت المؤسسات الدولية والبنوك في الحصار الاقتصادي وقال إن الشعب السوداني عانى من ويلات الحصار الأمريكي في معاشه وعلاجه دون مبررات أخلاقية لافتاً إلى أنه لايجب أن تحدثنا واشنطن عن الأخلاق واستخدام الغذاء كسلاح وقال هذه من المفارقات أن تتحدث واشنطن عن الأخلاق وتهتم بغذاء الشعوب والدول .
دور إنساني
الى ذلك قال الاستاذ محمد الباقر المحلل السياسي أن بوتين عاد للاتفاق بشروطه التي فرضها ومن بينها ضمان أن يذهب الغذاء للدول الفقيرة والأطفال في افريقيا والعالم النامي وقال إن هذا يعكس التعامل الإنساني لبوتين الذي طلب من تركيا ان تذهب البواخر لافريقيا والدول الضعيفة والنامية وقال الباقر أيضاً من حق موسكو ان تضمن عدم استخدام كييف عائد التصدير في الحرب وكذلك عدم الاعتداء على المنشأت الروسية وبين الباقر ان صراخ الغرب وامريكا سيستمر طالما انهم يصرون على النهج الخاطئ في التعامل مع الشأن الروسي وموقفهم المعادي لموسكو في الحرب مع كييف وقال هذه كلها دروس مستمرة عليهم أن يتعلموا منها .