قوات كيان الوطن نتيجة طبيعية لما تعيشه الساحة السياسية من تشظي وانقسام واختلاف!
وقف كثير من السودانيين أمام المؤتمر الصحفي الذي أعلنت فيه قوات كيان الوطن عن نفسها كتنظيم عسكري في مقابل الحركات المسلحة وبقية الجيوش الاخرى بزعم الدفاع عن الشمال والوسط والشرق! ورفعوا قرني الاستشعار تحسبا وضربوا نواقيس الخطر أمام هذه الظاهرة الخطيرة خاصة وانها تأتي ممن تربوا في أعرق مؤسسة وطنية قومية وأكثرها اندماجا وصهرا لشعوب السودان واعراقه المتعددة! العديد من علامات الاستفهام برزت أمام الظاهرة وتساءل الجميع حول كيان الوطن! هل هو عملا معزولا او تعبيرا عن حالة عامة من تشظي الوطن وبداية تشتته وانقسامه؟ وقد حذر المشفقون في ظل الهشاشة والسيولة الأمنية وتشاكس الاحزاب واختلافها من ضياع الوطن وانسانه! مؤكدين ان تنامي خطاب الكراهية الذي لم يعد يحده سقف، أسهم كثيرا في الانحياز للقبيلة والعنصرية والتفرقة، مما قاد الي تكوين مثل هذه الأجسام المشوهة التي تدعو للانقسام والانتماء القبلي الجهوي ولاتخدم سوى أجندة أعداء الوطن! يرى المراقبون والخبراء أنه بخلاف تمدد خطاب الكراهية والتدخلات الخارجية واجندة بعض المخابرات الأجنبية الا ان الصراع السياسي المشتعل بالبلاد وعدم قدرة القوى السياسية الوطنية الوصول الي حالة من الإجماع والتوافق الوطني ساهم كثيرا في نشوء مثل هذه الأجسام المشوهة التي تعتبر تجلي حقيقي لتلاشي الروح الوطنية لدى كثير من المواطنين وامتداد الاتجاهات المعدمية فيهم نتيجة لما يعيشونه من إحباط لما يرونه من اختلافات مستحكمة بين احزابهم وتياراتهم السياسية التي لن تتفق برأيهم مما يزيد من أمد معاناتهم في تحقيق أحلامهم بدولة قوية ترعى مصالحهم وتمضي بهم في ركب التطور والرفاه بما جعلهم اكثر يأسا في قيام مثل هذه الحكومة الامر الذي أصبحوا معه يتمسكون بدوائرهم الاجتماعية الضيقة من قبيلة او منطقة او جهة والتمترس حولها سعيا للحماية التي فقدوها بغياب الدولة! لكل ذلك يرى كثيرون ان كيان الوطن لايمثل العلة الحقيقية وإنما هو الظاهرة والانعكاس للعلة الكبرى التي نشأ نتيجة لها وهو الخلاف السياسي الذي أصبح عصيا علي المعالجة بما اغراهم علي مزيد من التشرزم والتشتت والاختلاف وربما ضياع الوطن وانقسامه!