الازمة الروسية الاوكرانية .. اروبا تتململ من طول الشتاء
لم تعي الدول الاروبية والولايات المتحدة الامريكية التي تدعم اوكرانيا عسكريا ضد روسيا خطورة الازمة الا عندما اقترب فصل الشتاء وبدا هؤلاء في البحث عن غاز التدفئة من البرد القارص .
تدفع الدول الاروبية الاموال لاشعال الحرب بين البلدين الجارين وتتباكى الان على ما ستفقده.
وتتصاعد حدة أزمة الطاقة في أوروبا مع تراجع إمدادات الغاز الروسي، في وقت تخشى مؤسسات في القارة العجوز من تحول الأزمة إلى مظاهرات واحتجاجات، وإن كانت قد بدأت في بعض المدن. وكانت إيطاليا أول من صرخ في لعبة عض الأصابع بين روسيا وأوروبا، وتلتها جمهورية التشيك ثم ألمانيا .
ويعتقد خبراء ومراقبون ان تكالب الاروبيين وامريكا على روسيا بدعم اوكرانيا بالسلاح في حربهما ستنتهي بدخول موسم الشتاء القارص، نظرا لحاجة المواطنيين للغاز الذي ياتيهم من الدولتين المعتركتين.
ويرى الخبير معتز حسن ان الغرب وامريكا يخشون من حالة التوازن التى تخلقها روسيا في العالم في موازين القوى تدعمها دولة الصين، مشيرا الى ان الاموال التي دفعها الغرب لن تنهي الحرب لصالح كييف نظر لان هذه الدول الان تواجه مشاكل وتحديات من مواطنيها الذين يسخطون من الاوضاع التي يعيشونها بعد تراجع مستواها مبينا ان مشكلة الغاز باتت تحدي كبير حيث تحتاج اي من الدول الاروبية ان توفر احتياطيات معقولة لمقابلة الموسم الامر الذي يتعذر بسبب الموقف الروسي وفي المقابل تعذر التواصل مع أوكرانيا التي تمثل مسرح الحرب .
وفي السياق يقول المحلل السياسي عبد الباقي محمد امام ان امام اروبا خيار واحد لارضاء رغبات وتطلعات شعوبها وهو وقف الدعم المادي وغير لكييف حتى تتجنب الازمات المرتقبة
واشار عبد الباقي الى ازداوجية المعايير الاروبية التي تريد ان تاخذ منك وفي ذات الوقت تقوم بضربك.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أمس، أن احتياطيات الغاز في الاتحاد الأوروبي، وصلت في المتوسط إلى نحو 80 بالمئة، وهو المستهدف الذي كان من المخطط الوصول له في نوفمبر.
وجاء تحقيق هدف تخزين الغاز، قبل شهرين من الموعد المستهدف في ظل الاستعداد لشتاء صعب، على الرغم من انخفاض الإمدادات الروسية عبر خط غاز “نورد ستريم 1” الرئيسي خلال الفترة الأخيرة إلى 20 بالمئة فقط من سعته.
أوقفت شركة “غازبروم” الروسية، تدفقات الغاز عبر خط “نورد ستريم 1” لثلاثة أيام على التوالي بهدف تنفيذ أعمال صيانة مفاجئة، على أن تعود الإمدادات من جديد في بداية سبتمبر ااماضي. كما أعلنت “غازبروم” أنها ستوقف ضخ الغاز إلى شركة المرافق الفرنسية “إنجي” بداية من اليوم، بسبب خلاف حول المدفوعات.
وتقول روسيا إن العقوبات الغربية هي السبب وراء انقطاع إمدادت الغاز، فيما وجهت الدول الأوروبية أصابع الاتهام مرة أخرى إلى موسكو مهتمة إياها باستغلال أزمة الطاقة كسلزاح في حرب العقوبات الطاحنة بين الجانبين على خلفية الأزمة الأوكرانية، مستبعدة أن تعيد موسكو ضخ الغاز عبر “نورد ستريم 1” مرة أخرى لتحقيق المزيد من الضغط على دول القارة.