سيال الفكي……يا الصالحين اهل (القبب) (دفوهم) بالبطانين….وعدنا (متدفين) برضاءهم!
كنا هنالك: اشتياق عبدالله
للمرة التاسعة علي التوالي قررت الاعلامية سهير عبد الرحيم أن تبدء حملة (دفينا) بمشاركة جهاز المخابرات والمؤسسة التعاونية ،وهي حملة تستهدف الشرائح البسيطة في المجتمع توزع لهم معينات الشتاء بطاطين ،وسيوترات، عقب اتفاق بين الاطراف الثلاثية المشاركة هذا العام قررو استهداف احدي قري شرق النيل الطرفية وتدعي*سيال الفكي سيد* وسيتم اللقاء للتحرك في تمام الساعة الحادي عشر من امام ابراج النييلين بالخرطوم ، وفي تم الساعة العاشرة وشمس الشتاء الدافئة تغازل نهار الجمعة تحرك المشاركين من منازلهم تاركين اجازة الجمعة ولم شمل الاسرة وخصوصية اليوم للمشاركة في عمل اعظم وخيري يتمني كل ذو حظ عظيم المشاركة فيه في تمام الساعة الحادي عشر والنصف اجتمع المغادرين في “رحلة الخير” وتم التحرك بعربتين محملات ببالات البطاطين في البداية كان لابد من الوصول الي بقية الاطراف ودليل المنطقة
*توتر قبل المغادرة!
توتر البعض قبل التحرك خشية العودة في زمن متأخر الي منازلهم ولكن طمان بعضهم البعض بان العودة ستكون في زمن مبكر وعند تمام الساعة الرابعة سيتم التحرك الي الخرطوم ،وبهذة الكلمات قرر الجميع ان يربط حزام الامان لانطلاقة للرحلة التي كان بدايتها عقب كبري المنشية حتي نهاية الظلط والدخول في شوارع المطبات وشجر السنمكة الذي كان يعج به المكان لم تخلو العربات المتحركة من الترابط وكان الجميع اسرة واحدة حيث تم تخفيف الضغط للمتوترين بخصوص العودة بالمزاح والغناء وبين اصوات اسرار بابكر و محمد وردي وجمال فرفور تم قطع مسافات وشوارع لا تصلح لمشي السيارات العادية والمارة وليس بها سكان ثلاث ساعات واكثر حتي تم الوصول الي نقطة التوزيع سيال الفكي هذة القرية بها عدد من الشخصيات البسيطة وذات ملامح ريفية تستحق الكثير أن تنظر اليها الجهات الحكومية من حيث الخدمات ومقومات الحياة
*في حضرة الخليفة:
استقبلنا الخليفة استقبال الفاتحين فجلسنا جميعنا في الارض كما يحدث داخل جميع الخلاوي السودانية وعقب الترحاب والتعريف ذكر احد الحاضرين ان الخليفة اسمه
“عمر الخليفة محمد” هو شقيق الخليفة في ام ضوبان وتم تقديم شراب “عكارة” ولغير الناطقين بها يعرف عند الكثيرين “بالموص ” ومن بعدها ذكر الحاضرين للشيخ بانهم قادمون لتوزيع بطانين واسم الحملة دفينا فقال الخليفة مرحبا بكم وعرف الحاضرين بان القرية منذ العام
“1894” في سؤال عن ما ينقصهم للاطمئنان علي احوالهم ذكر بأن الكهرباء دخلت لهم قبل 18 عام وبخصوص التعليم بها مدارس مشتركة
والطلاب” 400″ في مرحلة الاساس
وبها خدمات متكاملة وتم اختيارها قرية نموذجية في شرق النيل وعقب نهاية الحديث
كان هنالك اصرار منهم علي ضرورة تناول وجبة الغداء وبالرغم من الاعتذارات لضيق الزمن ولكن بالكرم السوداني المعروف والذي تتميز به الشخصيات السودانية لم يستمعو لتلك الاعتذارات، وقبل مغادرة غرفة الخليفة قام برفع الفاتحة بالتوفيق والزيادة علي المتواجدين
*لحظة التوزيع:
انطلق التوزيع واصطف الاطفال في تهذيب اهل الخلاوي والقبب والمسيد المعهود وتم تقديم البطاطين لهم اثناء ذلك التوزيع رفضت صغيرة ذات شعر منسدل ولون عينان” عسليتان ” اخذ البطانية الخاصة بها ولكن بعد حديث ومحايلة اخذ شقيقها الذي يحمل ذات الملامح نصيبه ونصيب تلك الصغيرة ، انتهت رحلة دفينا داخل الخلوي وانطلقت داخل ذلك الحي الذي يجعلك من خلال النظر الي البيوت التي تم اتمام البناء “بالشوك” أن تعلم مدي العيشة البسيطة وانعدام ابسط مقومات الحياة وتم توزيع البطانين المتبقية عليهم وحملها الجميع بابتسامة الرضاء والشكر والدعاء وتلك الابتسامات وحديث بعض النساء بأن غطاءهم كان التوب الذي يتلفحونه للمشاوير وأن الشتاء هذا العام سيكون دافي ومختلف هذا الحديث جعل فريق الرحلة لا يشعر بمعاناة الوصول واصبح طريق العودة سهل
ودعنا سيال الفكي والمغيب والشفق الاحمر كان يودع فينا ويرسم لنا خطوطه الساحرة علي السماء!