الأخبار

تَجَمُّعٌ فی التَجَمُّع،ولقاءُ الدَّلِيب مع الدَّبْكَة بقلم: محجوب فضل بدری

– ليلة من ذات الليالی تلك التی أُقيمت فی فندق تريامف لكشری بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة،بمناسبة زفاف المهندس محمد ،نجل الفريق اول مهندس صلاح الدين عبد الله محمد صالح (قوش) علی الدكتورة شيماء، كريمة الفريق أول كمال عبد المعروف الماحی، جمعت الليلة فأوعت،من كل ألوان الطيف الإجتماعی،والسياسی والثقافی،فهو من جهة القباٸل تزاوج بين الشايقية والجعليين،لكن لم تغب عنه قبيلة سودانية واحدة فقد التقی الشرق بالغرب،والشمال بالوسط وبالجنوب،ومن جهة زملاء المهنة فقد التقی منسوبو الأجهزة الأمنية السابقين والعاملين،من الجيش،والأمن والشرطة، ومن الصحفيين اذاعة وتلفزيون وصحف يومية ومجلات،حتی لتحسب انك فی مٶتمر صحفی،ومن الفنانين،للحد ان يُخال إليك انك تستمع الی برنامج ما يطلبه المستمعون،او برنامج من حقيبة الفن،أو برنامج فی ربوع السودان۔
-وبعد فاصل غناٸی من الفنان محمد النصری علی ايقاع الدليب،ونقرشات الطمبور، دخل العروسان الی صالة الحفل تحفهم أسماء الله الحسنی ممزوجة بالدعاء لهما بالرفاء والبنين،وإنطلقت الزغاريد،وضجت جنبات القاعة الفسيحة،بإيقاع الدبكة الشامية،بثت الدِفْءَ فی ليل القاهرة البارد،واختلط الشامی بالمغربی والشايقی بالجعلی،والعرضة بالصفقة،فقد كان هناك (بعضٌ من كلِ شٸ) مع ماٸدة عامرة بسطها والدا العروسين بكرمٍ فيَّاض،حوت كل أنواع الطعام،مع كمية من (الطلَّاقات) تستحث الضيوف علی الاقبال علی الماٸدة المترفة،والمترعة بصنوف الاكل والشرب،فی فترة ما بين الفقرات الغناٸية،والتی بدأت بدليب الشايقية،وختمت بالعرضة الجعلية،وبينهما الدبكة الشامية۔
– وأستخف الطرب بوالد العريس فتفاعل مع كل الإيقاعات بحيوية ظاهرة، وفرح طاغٍ،وتناسی الجميع كل الاختلافات السياسية،فلم يكن هناك ثمة فرق بين المحتفلين،من اقصی اليمين الی اقصی اليسار،ولم يكن هناك مكان للقحاطة ولا راٸحة او علی الأقل لم يشعر بوجودهم احد،مما أضفی علی الليلة بهجةً لم تكدر صفوها اية خلافات،فكانت ليلة سودانية بإمتياز،
-فلو تمكن كل القادة العسكريين،والوزراء السابقين،والسياسيين المتشاكسين،والشباب الحاٸرين،من الجلوس الی بعضهم البعض،خاليين من الإحن والضغاٸن والأنانية،مثلما اجتمعوا فی ذلك العُرس الباهی الزاهی،لحُلَت كل مشاكل بلادنا جملةً واحدة،لم يكن الحفل ترفاً كاذباً،مثلما نعت تلك الخصلة ابو الصحافة الاستاذ احمد يوسف هاشم فی مقالةٍ له نشرته مجلة النهضة فی يناير١٩٣٢م تحت عنوان(الترف الكاذب) وقال فيه ضمن ماقال وهو يبحث عن أسباب تخلُّف بلادنا:-
(قد يقول قاٸلٌ،إنَّ للثورات الأهلية التی مُنِیَ هذا القُطر الباٸس دخلاً كبيراً فی هذه الضِعَة الإجتماعية!! ومهما بالغنا فی ضرر الثوارات الأهلية،فليست نتيجها وحدها هذا البوار الذی نعيشه!!)
قبح الله السياسة فقد كادت ان تنسينی الدعاء للعروسين بان يبارك الله لهما ويبارك عليهما وان يجمع بينهما فی خير،والدعوات موصولة لأهل العروسين فی البلل،والمكنية،وفی بورتسودان وشندی وللعمراب، والعبدلاب، والكنيشاب،ولعموم اهل السودان بان ينعم علينا المولی برحمته التی وسعت كل شٸ،وآخر دعوانا انِ الحمدُ لله رب العالمين۔

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى