كفاءات وطنية تنحت في الصخر بقلم دكتور زين العابدين صالح عبدالرحمن

أن الدول التي تتطلع أن تصعد علي سلم الحضارة، تحافظ علي عقولها المفكرة و المبتكرة التي تستطيع أن تنقل وسائل الاتصال من مرحلة إلي مرحلة متقدمة، تجعلها في مصاف الدول المتقدمة في العالم، و قد لفت نظري ما قدمه المهندس أسماعيل بابكر محمد أحمد الذي كان يعمل في المركز القومي للمعلومات مدير الادارة العامة للبنيات التحتية ثم مديرا للإدارة العامة للتخطيط و المتابعة، و هي وظيفة في غاية الأهمية التي تربط الدولة و وزاراتها و مؤسساتها من خلال شبكة الكترونية تسهل عملية التخطيط و المتابعة في تناغم كامل، و في نفس الوقت تسهم في تقديم المعلومات لمراكز الدراسات و البحوث، و تدفع العديد من العقول السودانية المساهمة الجادة في عملية تقديم المبادرات و المساهمة في حل قضايا الوطن.
إذا كانت حاجة البلاد ملحة إلي كفاءات في مجال الحوسبة الالكترونية، يجب أولا الإلتفات للكفاءات التي تعمل داخل السودان و استطاعت أن تقدم كل ما عندها من خبرات رغم التجاهل و عدم التقدير لها من قبل عناصر النظام السابق، يقول المهندس أسماعيل بابكر أنهم قدموا فكرة لتأسيس ” مركز موسوعة الإنتاج الفكري للسودانيين بدول المهجر عام 2003م، و كان مولانا دفع الله الرضي قد وضع له نظاما أساسيا و كان مفروض هذا المركز يتابع مجهودات السودانيين العلمية و الإبداعية بالخارج. لكن أصرار قيادات العمل بوزارة الإعلام في عهد الإنقاذ أن يتبع المركز لها جعلت المشروع يتعطل عمله. و لديهم الرغبة و الإصرار أن يرى هذا المشروع النور بعد انتصار الثورة، و هي فكرة جيدة و بالفعل تخدم السودان لمتابعة مجهوداتهم في المهجر، و كيفية استفادة البلاد منها في المشروعات المختلفة.
و مراجعة أوراق المهندس أسماعيل بابكر، يقودنا إلي أكتشافه لفايروس في دولة الأمارات العربية المتحدة في ” أمارة الشارقة” عندما كان يعمل مدير مركز مايكروسوفت للتدريب عام 1989م عندما ضرب الفايروس الباكستاني عدة أجهزة حيث استطاع أكتشافه و إزالته. و بعد عودته للعمل في السودان استطاع تطبيق خدمة الكترونية في المحليات حيث أوقف العمل بالأوراق المكتوبة ليصبح العمل من خلال النيت الكترونيا. و بالفعل استطاع أن يوفر أموال طائلة للمحليات. إضافة لمساهمته في أعداد مقر تدريبي في الدورات الحتمية للجمارك السودانية بأسم مكافحة تهريب التكنولوجيا و قد سهلت العمل في هذه المؤسسة. خاصة عمل تفتيش الحاويات التي كانت تفتش قبل ذلك يدويا، حيث كان تفتش عشرة حاويات يوميا، و بعد النظام الالكتروني أصبح التفتيش يتجاوز مئة حاوية يوميا.
أن العقول التي تستطيع أن تقدم مبادرات في مجال الحوسبة توفر الوقت و المال حيث استطاع المهندس أسماعيل بابكر بعد الانتقال إلي وزارة المعادن أن يربط رئاسة الوزارة بعدد من مكاتب الوزارة في الولايات المختلفة وتركها وهي وزارة اوارق واول وزارة تعمل عبر الشبكة وتطبق سياسة امن المعلومات وصدر مجلة ارض المعدن وهو يحمل القيد الصحفي من اميز ابمجلات العربية في مجال المعادن. هذا إلي جانب برنامج حصر الوجود الأجنبي في السودان الذي قدمه لوزارة الداخلية ٢٠١٣م إلا أن البرنامج لم يكتمل لأسباب عديدة و يقول أن الفكرة يمكن أن يتم التواصل فيها لكي يتم حصر الأجانب في السودان و معرفة حركتهم. و هي فكرة تدعم الأمن الوطني.
وتم انتدابه لوزارة العدل الذي اسس لها مركز معلومات علي أعلي مستوي وربط شبكي
أن البلاد في أشد الحاجة لمثل هذه الكفاءات التي تعمل في مجال الحاسوب و الخدمة الالكترونية و المهندس أسماعيل أستطاع أن يشارك بمساهماته في عدد من السمينارات المتعلقة بمهنته في كل من الأمارات و تركيا و سلطنة عمان و المغرب و دول أخرى مما يؤكد أهتمامه و استيعابه للمهمة الوطنية المطلوبة و التي تجعل البلاد من مصاف الدول المتقدمة التي تشتغل بالتكنولوجيا الاتصالات. و الرجل رغم كل هذا النشاط المحموم و نزاهته في خدمته يترحل بالموصلات العامة و يسكن في منزل إيجار. لذلك لابد للدولة أن تلتفت لهؤلاء الذين يقدمون جهدا مضنيا من أجل الوطن.
زين العابدين صالح عبد الرحمن