بين يدي احتفال الاتحاد الاوربي في السودان بيوم حقوق الانسان .. ما احوجنا الي إعتناق حقوق الاخر المختلف
محمد امين ابو العواتك
سعدت بتلبية دعوة السيد سفير الاتحاد الاوربي بالسودان بمناسبة يوم حقوق الانسان والتي امها عدد من المهتمين والفاعلين ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخرطوم وحضور احتفالها المميز واستمعت باهتمام الي الكلمة الضافية للسيد السفير عن حالة حقوق الانسان و همومها والجهود الكبري التي يقومون بها واهميتها في تحسين حالة حقوق الانسان.
اعلم احتياجنا الشديد لتحسين حالة حقوق الانسان عندنا وذلك لتأثيرها العميق في واقع حياتنا الثقافية والاجتماعية والدينية بل علي وحدة جغرافيتنا وليس انفصال جزء عزيز من الوطن ببعيد ، وكمهتم وفاعل طوال العقود الماضية بالحريات الفكرية والدينية تجدني اعلم اهمية الجهد الذي ينبغي ان يبذل لتحسين حالتها والاهم منع تصفية الحسابات السياسية والدينية والاثنية وفي حالات مجرد التفضيل الشخصي عبرها، واري ضرورة العمل من كل الشركاء علي اهمية رفع الوعي التثقيفي بموضوع الحقوق الانسان سواء في المجتمع او لمن يتولي شأنا و وظيفة عامة في بلادي سواء في المناهج التربوية او التدريبية لان اهمية ذلك توازي اهمية وقف كل صور الانتهاكات وتريح في الاجل الطويل.
فما احوجنا الي اعتناق ثقافة حقوق الاخر المختلف..
في كل ما يتعلق بها من تنوع وتفصيل سواء كان ثقافة تنشئة ..
ايمانيات ..
موروث اجتماعي ..
اسلوب حياة ..
تفكير مختلف
او حتي مجرد وجهة نظر .
فنحن كامة نعاني نزفا حادا في مخزون ثقافة قبول الاخر المختلف ..
بل تكاد تكون منعدمة فينا..
ففي كل شئ ..
نحيل الاختلاف في اصغر التفاصيل ..
الي معارك كبري
حتي ان كان ملكية داجن ..
او
علي مستوي ..
وسع النفس في اجتهاد التقرب الي الخالق العظيم بما تحب وتطيق..
والتي بالطبع تختلف بين الخلق
لانها ارادة الله التي لاتغير
ان جعلنا مختلفين
والهدي لايزال : ( لايكلف الله نفسا الا وسعها)
فنحيل الامر بضيق انفسنا وظلمها
الي معركة كبري تؤدي الي استباحة الحرمات واراقة الدماء..
مقيم فينا هذا الفقر المتأصل
في (عمي رؤية) جمال (الاخر المختلف)
لا نري فيه الا ذلك العدو الذي يجب استئصاله
و لانري فيه ارادة الخالق
فنستأصله كحالة جغرافيتنا جنوبا
ولانري فيه ابدا ..
تكميل جانب النقص فينا تنوعا..
هو مراد الله في الاشياء
اما في جانب الحقوق القانونية
فلا نزال في فصول (محو أمية) الحقوق
ندبج الدساتير ونزينها بايقونات الحرية تجملا
ونضرب بها عرض الحائط في اول (إحاطة)
او نتحايل عليها (حظا للنفس)
او نشرع في نقيد الحقوق الدستورية الكبري
بقانون اقل…
تكميما للافواه و تدويرا لدولة السلطان القمئ
الجاثمة علي رؤوسنا منذ قرون
فقط تتبدل فينا الوجوه
وهي قصتنا الاصلية الحزينة..
رغم اننا نمتلك اعظم مقررات الحقوق..
واجملها
واكملها
في اعظم (رسالات الاخلاق)
لشمولها ما سبق
من الهدي الالهي …
في رسالات لامم سبقتنا في طريق السير الي مجتمع الاخلاق الفاضل..
وفيه بيان ما فسر منها خطأ من بعض اتباعها الا انها في اصلها صحيحة..تختلف شعائرها بتنوع واختلاف رسالتها ومجتمعاتها واممها..
ولدينا ..
قدوة الاخلاق
الممدوح بعظيمها
الذي بينها لنا تجسيدا حيا وهو بين ظهرانينا
لمن هم اشد كفرا ونفاقا ..
بالحرية ..
وعدم الاكراه
وعدم الاعتداء ..
“ومن نظر الي اخيه نظرة تخيفه اخافه الله يوم القيامة..”
“واستوصوا بالنساء خيرا”
” لاتغضب لا تغضب لا تغضب”
” لا اكراه في الدين”
” قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ”
“اذهبوا فانتم الطلقاء وهو الفاتح المنتصر”
” الدين المعاملة”
” ان المرء ليبلغ بحسن الخلق مرتبة الصائم القائم”
” اكرموا عمتكم النخلة”
“في كل كبد رطب اجر”
فكان الرحمة المهداة لهم
ولكل العالمين..
في يوم الحقوق
ما احوجنا للتقدم
للمبعوث رحمة للعالمين
(وكافة للناس)
صلوات ربي وبركاته عليه ووالديه واله
بلا تصنيف او جهوية او لون او عرق او دين.