دلالة المصطلح وقيع الله حمودة شطة قطر من دوحة العرب تقود العالم (١)
نحو مبادرة شبابية عربية لتكريم الأمير تميم آل ثاني (٢)
القرآن الكريم على رؤوس الأشهاد (٣)
المغاربة زينوا جيد أمتنا بالموشحات(٤)
قطر فازت بكأس العالم الحقيقي (٥)
تأجل حلمنا في تحرير الأندلس إلى حين(٦)
كأس العالم تدافع حضاري وصراع ثقافي (٧)
وليد الرقراقي قائد مغربي على طراز مالك بن نبي(٨) ( ٢ – ٣)
هذا المقال الثاني من جملة ثلاثة مقالات قررت كتابتها عن الحدث العالمي الكبير ( تنظيم بطولة كأس العالم) بدولة قطر الحبيبة ، وهو مقال إستثنائي – كما ذكرت – في المقال الأول ، ولذلك على غير العادة والقاعدة العامة في اختيار عنوان المقال الصحافي، جعلت له ثمانية عناوين رغم وحدة موضوعه ، وهو تنظيم بطولة كأس العالم للعام 2022م بدوحة العرب.
إن دعوتي للشباب العربي عبر هذه المقالات ، لتكريم الشاب العربي الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني لا أعني به تكريما على نسق مهرجان رياضي في أحداث مناسبة رياضية لا لا…. ذاك تكريم يستحقه الإتحاد الرياضي العام لكرة القدم القطري الذي قاد مفاوضات واتصالات تنظيم البطولة مع الإتحاد الدولي ( الفيفا) ، وجماعات الضغط التي كانت تعارض تنظيم قطر لهذه للبطولة لأسباب حضارية قبل أن تكون فنية ! وأثبت الإتحاد الرياضي القطر نجاعة ومهارة وشجاعة في الحنكة والخبرة والثقة بالنفس تظل تجربة يتيمة الدهر في عوالمنا الإسلامية والعربية والإفريقية ، والتكريم الرياضي الثاني يستحق منتخب المغاربة الشهير (بأسود الأطلس) ، لإنجازه التاريخ ، وتجدني أيها القارئ الكريم أحبب إلى نفسي مصطلح (المغاربة) ، لدلالته ورمزيته الحضارية والثقافية في حضارتنا الإسلامية ، وثقافتنا العربية في مقابل مصطلح (الفرنجة) الغرب حالياً.. ولئن زين أشبال وليد الرقراقي جيد أمتنا بموشحات الفخز والعزة والشموخ من خلال هذه البطولة الرياضية ، هذا ليس بمستغرب عن جيل ورث تراثا ثقافيا وحضاريا موشح بالمجد والعظمة.. وبطولة كأس العالم ، هذا هو اسمها التقليدي المعلن دائماً ، إلا أنها في الواقع بطولة سلمية إن جاز التعبير في معترك معركة تدافع حضاري وصراع ثقافي ( عقيدة ، ولغة ، وقيم) تسخر فيه أدوات الإعلام والصحافة والسياسة والفكر والوجدان والمشاعر والقيم ، للوصول إلى الأهداف الإستراتيجية الخفية ، وهي غلبة الشهود الحضاري والثقافي ، وهو مصطلح في مضابط فقهنا الإسلامي حفل به القرآن الكريم في قوله تعالي ( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)… ومن هنا تتبرر عندي غاية تكريم الأمير تميم آل ثاني على نسق فكري وسياسي بوصفه قائدا فذا أستطاع أن يطوع أذرع التاريخ والحال ، ليحكم الدنيا بأسرها لمدة ثلاثين يوماً ، وهو يمثل إرادة سياسية وفكرية في صورة قيادة رشيدة أستطاعت أن تحرك مشاعر أكثر من أربعمائة مليون (٤٠٠) مليون عربي من أرض المغرب العربي إلى جيبوتي ، وما يزيد عن ثمانمائة مليون مسلم من جاكارتا إلى طنجة ودار السلام وأنقرة ، وما يزيد عن سبعمائة مليون إفريقي من ديار سفيان المرابط إلى قلعة مانديلا… توحدت هذه المشاعر لدوافع عقدية وثقافية ولغوية وجغرافية وحضارية وتاريخية واجتماعية تقول على لسان حالها ومقالها تميم تميم شكراً تميم… شكراً قطر شكراً قطر… سير سير لأسود الأطلس ، وأسمحوا لي أن استخدم عبارة (سير) بدلاً عن القاعدة النحوية (سر) لضرورة لغة الرأى العام العربي ، الذي كان يناجي ويناشد إخوان (سفيان المرابط ويس بونو).. أن الأمير تميم يستحق التكريم السياسي كصانع قرار سياسي فذ جعل كل هذه القلوب والمشاعر تردد اسم قطر في فخر وعزة أعادت إلى أذهاننا ووجداننا هتاف المتنبئ أبا محسد أحمد بن الحسين أبو الطيب المتنبئ الأمير العربي غير المتوج يزأر في بادية الكوفة:
الخيل والليل والبيداء تعرفني… والسيف والرمح والقرطاس والقلم…
أي تاريخ وإرث حضاري وثقافي يضاهي ميراثنا الحضاري هذا ! إن الأمير تميم آل ثاني من الجيل المسلم العربي الذي تربي على نشاد وهتاف الأمام الفقيه العلامة محمد الغزالي يوم أن كتب أول كتاب صدر في دوحة العرب منذ ثنتين وأربعين سنة بتاريخ جمادي الآخرة ١٤٠٢ هجرية تحت عنوان ( مشكلات في طريق الحياة الإسلامية). قال الإمام محمد الغزالي في مقدمة كتابه الرائع هذا( أتابع النشاط الإسلامي المعاصر بحب وخوف .. حبي له لأني مسلم أريد للحق الذي أعتنقه أن يسود … وخوفي عليه لأن الأعداء خبثاء أقوياء أغنياء يريدون الإجهاز على الدين… ثم قال وما على الشباب إلا أن يقدم (بضم الياء) ويقاتل ويحطم ما أمامه من عوائق ، وسوف يبتسم له النصر بعد مرحلة أو مرحلتين… وقال إن المدافعين لا ينقصهم غالباً الحماس والإخلاص وإنما ينقصهم عمق التجربة وحسن الفقه) لله درك يا الإمام الغزالي… نعم يتوفر لدى شباب الصحوة الحضارية والثقافية المدافعين اليوم عن قضايا أمتنا الحماس والإخلاص ، ولكن يحتاجون إلى عمق الفكرة وحسن الفقه اللهم نعم… في تلك المحاضن التربوية والبيئية ترعرع تميم وشب وأستوى سوقه وفي عهده قادت قطر من دوحة العرب العالم طائعا ومكرها.
نعم ما عادت لعبة كرة القدم لعبة تقليدية تنتهي أصداؤها بأهداف وجوائز وميداليات وكأس وهتاف وصراخ وأضواء إعلام وحوار جماهيري فحسب ، وإنما أصبحت مباريات كرة القدم الودية منها والتنافسية ميدانا فسيحا لحسم المعارك الحضارية والثقافية بأسلحة الإعلام والسياسة ، ودائرة مغلقة لفرض أنماط فكرية وثقافية وقيمية ، وهذه هي الحقيقة التي جندت ملايين المسلمين والعرب والأفارقة تحت علم المغاربة أسود الأطلس ، الذين شرفونا كما عبر بذلك المحلل الرياضي اللاعب العملاق المسلم الفذ محمد أبو تريكة ، وهو الآخر مثل تميم أستوعب هتاف الغزالي الأمام.
ونطرح السؤال التالي: لماذا حرص المغاربة أسود الأطلس وأشبال الرقراقي التلويح بعلم فلسطين الحبيبة عند كل إنتصار؟ تلك تربية ومسؤولية أخلاقية وعقدية ووجدانية دعتني إلى التفكير مليا في مستقبل الدعوة الإسلامية عبر منصات كرة القدم…. نواصل معكم.