افادات البشير .. ما بين ثورة (الانقاذ) وديسمبر .. هل من مغالطات ؟!
خطبة ضافية قدمها الرئيس المعزول عمر البشير في افاداته امام المحكمة في قضية انقلاب الانقاذ الشهير في العام ١٩٨٩، افادات البشير في المحكمة التى حكى فيها كيف كانت حالة البلد الاقتصادية في حقبة الصادق المهدي والجبهات القتالية تفتح دون ان تتمكن القوات المسلحة من حسمها بالسرعة المطلوبة، البشير حكى تفاصيل واقع الحال المعيشي المزري وانعدام الخبز وتعطيل التنمية ، الامر الذي حتم عليهم كضباط بالقوات المسلحة بالتدخل لانتشال البلد من حالة الضياع بموجب المادة ١٢ من دستور السودان الساري وقتها والتي تعطي الجيش سلطة التدخل بدافع انهيار الدولة وتسلم السلطة. ويقول المحلل السياسي ناجي محمد عبد الله هنا ان ما اشار اليه البشير في افادته عن انهيار الاوضاع فان الافادة الاهم عن ان الانقلاب لم ترق فيه قطرة دم واحدة لان الشعب كان في انتظار التغيير ، وقد اكدت قرائن الاحوال ان البشير لم يرتكب جريمة في عام 1989. وانما انقذ البلاد من حالة ضنك العيش وتدهور الاوضاع الامنية. ما قاله البشير امام المحكمة هي حقائق مجردة لا يمكن باي حال من الاحوال انكارها هكذا بدا الناشط المجتمعي المعز عمر التوم ، بالقول سيكون من الغريب نبذ الحقائق التي حدثت. هذا هو التاريخ ، ومن ثم كان لديهم منطقهم الخاص ودوافعهم الخاصة التى جعلت ان ظن البشير أنه ينقذ البلاد فرق واسع بين ثورة 1989 التى جاءت بالبشير اذ انها توسعت في التعليم واستخرجت البترول وتحسن الوضع الاقتصادي وانخفضت معدلات البطالة بل ان بعض الاجانب من الدول الصديقة ولوا وجهتهم نحو السودان بحثا عن لقمة عيش وعلى سبيل المثال المصريين وكذلك السوريين الذين ضاق بهم الوضع، شهدت فترة البشير الذي تم خلعه في تظاهرات ديسمبر الشهيرة تنمية غير مسبوقة من بنية تحتية وانشاء عشرات الجامعات والتوسع في تعليم الاساس وتحسين الرعاية الصحية وغير ها، ويبين المعز ان عناصر ثورة 2019 كانوا على النقيض تماما، واربعة أعوام قد مضت حطموا فيها البنية التحية من طرق واشارات مرور بايادي المتظاهرين وتعطلت الجامعات فلجا الكثير لتفويج ابنائهم الى الخارج بعد ان ضاعت من بين ايدهم ثلاث اعوام دراسية، ويضيف المعز ان حكومة البشير عملت على دعم الوقود والكهرباء لتخفيف الاعباء عن المواطن، والان الحكومة الانتقالية لم تجد من خيار الا رفع الدعم وتازيم الاوضاع المعيشية واضطرار الالاف السودانين للهجرة بحثا عن رغد العيش وفي ملف العلاقات الخارجية فانه وبعد ثورة 1989 فقد تعزز السودان خارجيا واصبحت له علاقات مميزة من بلدان العالم المختلفة برغم العقوبات الامريكية التي عمدت الى اجبار الدول عدم التعامل مع السودان بيد ان الامر جاء على غير ما يشتهون تعمقت العلاقات مع دولة الصين فكانت الثمرة استخراج البترول في عز الحصار الاقتصادي وتوطدت العلاقات مع روسيا فكانت داعما له في المحافل الدولية وظلت موسكو تعطي الخرطوم كل ما تريد من اسباب القوى والسلاح ليظل بلد قوى اما دول الخليج فقد وسعت في استثماراتها في السودان مما كان له كبير الاثر في تحسن الاوضاع الاقتصادية الى درجات عليا اصبح السودان ينافس فيها الدول المنتجة للبترول من واقع ما حققه الاستمار الزراعي من عوائد بجانب البترول الذي احدث النقلة الكبرى ، ويقول المعز انه وبعد ثورة 2019 وقعت البلاد في حالة من الفوضى وفقد سيادته. وحتى الآن ، لم ينجح أولئك الذين دافعوا بعناد عن أفكار الثورة في بناء سودان جديد. ويوضح المعز ان الفرق بين قادة ثورة 2019 وأنصارها المتحمسين وقادة وأنصار ثورة 1989 جوهري وكبير لا ينكره الا مكابر، فقد يبدا واضحا ان نشطاء قوى الحرية والتغيير الذين تسلموا زمام الامر وادارة البلادة فقط كانوا لا يعرفون إلى أين يقودون البلاد أكثر مما هي عليه. كمثال لذلك الاتفاق الإطاري الذي لم يجد القبول والتعاطف من الغالبية بجانب تركيزهم على التمديد المقبل للفترة الانتقالية المقبلة بعد ضياع ٤ سنوات، فهل هناك من حجة امام ما قاله البشير من مقارنة في الاوضاع ما قبل ثورة ديسمبر ويونيو التي امتدت لثلاثين عاما؟