عباس فوراوي يكتب : دور محلية كرري في نشر التلوث البيئي!!
يشك المرء شكاً مريباً بأن هناك مسؤولين حكوميين ، يديرون شؤون محلية بحجم محلية كرري ، وأظن أن آخر عهد لهذه المحلية بالجدية والعمل الصالح ، كان إبان عهد المهدية والتي كنا نسمع منشدها يغني كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية ، وللأسف باتت تحدث عن رجال يأكلون أموال الناس بالباطل بتقاضيهم مرتبات ، وعلاوات ، وحوافز من عرق المواطن المغلوب على أمره ، وهم لا يحسنون صنعاً ، ولا يؤدون عملاً ناجعاً ، ويبدو أنهم لم يسمعوا بالحديث الشريف القائل ( من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل ) … لن أتحدث عن كل الانتهاكات الأمنية ، والبيئية والصحية ، والاخفاقات الاجتماعية على مستوى المحلية ككل ، ولن أتحدث عن خيبة أمل أهل كرري في موظفي ومسؤولي هذه المحلية العاطلين حتى عن استحداث وسيلة نافعة ، ليعرفهم الناس بأعمالهم ، او يلجأون إليهم لحل مشاكلهم ، ومعاناتهم ، واوجاعهم ، وهذا بالطبع غير أنهم متوفون اجتماعياً ووظيفياً … لقد ظل سكان مدينة الواحة بمربعاتها المختلفة ، والحارة العشرين يعانون أشد المعاناة من النفايات المتراكمة ، بل يعانون من أمراض الملاريا ، والحميات المختلفة ، والتلوث البيئي جراء استغلال الميدان الكبير الواقع شرق مسجد كزام وشمال الشؤون الهندسية ، حتى شارع الوادي الرئيسي ، كمكب لمياه الصرف الصحي الملوثة ، حتى كادت أن تتسرب المياه المتعفنة داخل المنازل وداخل مسجدالحي الكبير ، هذا غير ميادين الخماسيات الخمسة التي يرتادها الآلاف من الشباب لمارسة الرياضة ، وآلاف الناس لقضاء أمسياتهم بالميدان كمتنفس لهم ولأسرهم غير حوالي عشرين من ستات الشاي وبائعي الطعام للباحثين عن مكان طيب لقضاء اوقاتهم … عدد ليس أقل من عشرين من التناكر حاملة المياه الملوثة ، تفرغ حمولتها يومياً داخل هذا الميدان الواقع بين مربعي 1 و 2 وبين شارع الوادي الرئيسي وظلط العشرين غرباً .. للأسف يقومون بتفريغ مياه الصرف الصحي أيضاً في الجزيرة الممتدة داخل شارع الوادي ، ابتداء من استوب الأبراج وحتى كبري الحلفايا غرباً ، تحت بصر ورعاية مسؤولي محلية كرري ، ويفرغون هذه المياه الملوثة داخل المجرى الكبير الممتد حتى خور شمبات الذي يؤدي لنهرالنيل ، فلماذا لا تحرك السلطات المختصة ساكناً يا ترى !!؟؟ ما ومن الذي منعهم ويمنعهم من منع هذه الممارسات الفاسدة والخاطئة وتجنيب أهل الحي ومرتادي الميدان شر الأمراض والاشتباك مع هؤلاء الرجرجة !!؟؟ لقد ضاق الناس ذرعاً ، وبدأ بعضهم في هجر منازلهم بالبيع او تأجيرها ، والرحيل لأن الوضع الصحي بات تحت رحمة من لا يخافون الله في عباده ، وأولهم محلية كرري ، وثانيهما أهل هذه التناكر آكلي السحت ، وممتهني الجرائم الذين لا يفقهون ان المسلم هو من سلم الناس من يده ومن لسانه .. لكم تدخل أهل الحي لمنع هذه الظاهرة الخطيرة والمهلكة ، واشتكوا للسلطات فلم تحرك ساكناً، ولكم اصطدموا واشتبكوا مع مجرمي التناكر هذي ، فكان مصيرهم الضرب والإساءة من هؤلاء المعتدين المسلحين بالأسلحة البيضاء ، حيث يفرغون كل مياه الصرف الصحي داخل هذا الميدان ، الذي امتلأ عن آخره الآن بالمياه الآثنة الملوثة الناشرة للحميات ، مثل الملاريا ، والتايفويد ، وحمى الضنك ، وأمراض أخرى يتطوع البعوض والذباب بنقلها للناس إنابة عن مسؤولي محلية كرري !!
إننا نكتب هذا الوجع ولا نأمل خيراً في هؤلاء المسؤولين الهراء ، ولا ثقة لنا في أمثال هؤلاء الموظفين المتنطعين ، الذين يفتقرون للأخلاق المهنية والإنسانية والوطنية .. فيا سعادة والي الخرطوم ٌ- وقد سمعنا أنك صاحب شوكة – ماذا أنت قائل وماذا أنت فاعل في أمرنا ، ونحن ومعتمد كرري المسكين من رعاياك في انتظار خطوة ايجابية نحو حمايتنا من الأمراض ، والعفن المزدوج ، بردع هؤلاء المتفلتين ، وردع مسؤولي الصحة البيئية بهذه المحلية الخواء … المعروضات موجودة ، وحاضرة ليلاً ونهاراً ، وعند الفجر ونظرة واحدة للميدان الشاسع ، وللمجرى الرئيسي المؤدي لخور شمبات ، ومنتصف شارع الوادي الرئيسي كافية ، ان تجعل من حاكم كرري ورهطه من مسؤولي الصحة ، ومبني محليته قاعاً صفصفاً …
عميد شرطة ( م ) عباس فوراوي
22/12/2022
كرري ..منزل 211 مربع 2 ( جار الميدان المنكوب )
0123033056