عودة قسم شرطة الصافية للعمل “عودة الروح للجسد”
ترتيبات كبيرة لامست نهاياتها تجري الان لعودة قسم شرطة الصافية بمحلية بحري للعمل بعد أن تم حرقه ونهبه تحت ستار التظاهرات وتتم الان عودة القسم للعمل بجهد مشترك بين أهل حي الصافية الزاهي الجميل بأهله وبين الشرطة .
وأكد عدد كبير من سكان حي الصافية أن غياب قسم الشرطة لفترة تناهز العام عكر صفو حياتهم وجعلهم عرضة لاستهداف بعض الجماعات الاجرامية مبينين أن عودة القسم هي عودة الروح لجسدهم مشيرين إلى أنه كان يقوم بخدمة أحياء عديدة من ضمنها حي الصافية وحمل إسم الحي نسبة لتأسيسه هناك ولكن على أرض الواقع فإنه يقدم خدماته للعديد من أحياء محلية بحري.
وأشار الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي أن الشرطة السودانية وطوال تاريخها منذ التأسيس لم تكن يوماً جزءاً من أي صراعات سياسية وإنما تؤدي أدوارها في حفظ الامن والاستقرار جنباً إلى جنب مع القوات النظامية الاخرى موضحاً أن الشرطة وبحكم أدوارها المدنية العديدة في التعامل المباشر مع المواطن السوداني في إداراتي السجل المدني والجوازات فهي الاقرب للمواطن والاقرب لوجدانه ومزاجه وثقافته العامة منوهاً إلى أن الشرطة يغلب عليها الطابع المدني أكثر من الطابع العسكري في تعاملها مع المواطنين مؤكداً أن الادارات الشرطية الاخرى لم تكن يوماً تتعامل بعنف غير قانوني مع مختلف التظاهرات التي شهدها السودان إبان مختلف الثورات الشعبية السودانية مبدياً دهشته من محاولات شيطنة الشرطة وإحداث وقيعة بينها والمواطن لافنتاً إلى أن السودانيين أذكي من أن تؤثر فيهم مثل هذه الحملات المعلومة الاهداف والمرامي.
وقال بشارة أن الذين يستهدفون الشرطة ويقومون بالاعتداء عليها وعلى ضباطها وأفرادها ويقومون بحرق مقراتها ونهبها هم مرتبطون بأجندة واهداف إستخباراتية أجنبيه هدفها إغراق السودان في مربع الفوضى وعدم الامن والاستقرار حتى يسهل لهم السيطرة عليه وعلى موارده مؤكداً أن مثل هذا السيناريو لن يتم تحقيقه إلا بإضعاف الشرطة وجعلها عاجزة عن أداء مهامها.
وثمن بشارة مشاركة الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الشرطة أعيادها وتكريمه لعدد من رموزها وخيرة ضباطها مبيناً أن الشرطة تحتاج من قيادة الدولة لرفع روحها المعنوية حتى تعود أكثر قوة مشيداً بإعلان دقلو تشكيل لجنة عليا للتقصي في كل الجرائم التي أرتكبت منذ إندلاع الثورة وحتى الان ومحاسبة كل من أجرم مؤكداً أن ذلك يمثل رسالة هامة لكل القوى السياسية السودانية بأن تقبل على العملية السياسية المزمع إنطلاقها في غضون أيام وهي مطمئة أنه لن تسقط أي جريمة بالتقادم مشيراً إلى أن إعلان نائب رئيس مجلس السيادة للجنة يمثل خطاب مباشر لكل من ينادي بتحقيق العدالة التي هي إحدى أهم شعارات ثورة ديسمبر المجيدة من أسر الشهداء ولجان المقاومة.
ودعا الدكتور عبدالحليم بشارة كل القوى السياسية السودانية لتعظيم حسن النوايا وإشاعة روح الثقة الوطنية فيما بينهم وأن يقبلوا على ماتبقى من الفترة الانتقالية بقلب وعقل مفتوحيين حتى يطوي السودانيين هذه الصفحة من تاريخهم السياسي ومن ثم يتفرغوا لتنمية السودان ورفاهية شعبه.