الثورات المتشابهة المختلفة.. مقارنات ومفارقات
أثار خطاب الرئيس، السابق عمر البشير إعجاب الكثيرين حتى النشطاء المتشككين ولا يمكن أن يغادر بسرعة قائمة الموضوعات الساخنة حيث شغل الساحة ولايزال رغم مضى اكثر من اسبوع عليه ووضح أنه يثير عددًا من المناقشات الجادة ، وأحد الأسئلة الملحة هو: ما هي أوجه الشبه والاختلاف الحقيقية بين ثورتي 1989 و 2019؟
تشابه
حسب مراقبون تبين أن جوهر الثورات هو نفسه تماماً ، فقد أنقذ الثوار البلاد من كارثة وشيكة في جميع مجالات الحياة العامة، بذات القدر مرافعة البشير أشارت الي اتجاه البلاد إلى الضياع واقامة على تنفيذ التحرك العسكري الذي اسماه ثورة الانقاذ، منطق جميع الثورات متشابه أيضًا ، مما يعني أنه يجب تطبيق نفس الإجراءات على جميع الثوريين،واضاف المراقبون انه باتباع هذه القاعدة ، يجب أيضًا محاكمة قادة ثورة 2019 مدنيين وعسكريين .
وبنفس الجوهر ، يتبين أن نتيجة الثورات مختلفة تماماً يوضح مثال السودان هذا بوضوح ويفتح الباب للمزيد من الأمثلة المحددة لنتائج ثورتي 1989 و 2019م
اختلاف النتائج
الدكتور عادل التجاني المحلل السياسي والأكاديمي يعلق على هذا بالقول ان الثورات وان تشابهت شعاراتها اختلفت النتائج وربما تكون النهايات أقرب لبعضها وقال التجاني ان ثورة البشير حققت انجازات وثورة خصومه كانت مخيبة للآمال بمعطيات الراهن وانعكاس كل ذلك على معاش الناس والاقتصاد والأمن والحالة النفسية والسياسية والمجتمعية وقال إن تطلعات الشعب السوداني بشأن التغيير كانت كبيرة ولكنها اصطدمت بفشل كبير على كافة الأصعدة ومن هنا يأتي الاختلاف وتذهب المقارنات لصالح نظام البشير من واقع الاداء المتردي على مستوى الجهاز التنفيذي لمدة قاربت الأربعة أعوام .
محاكمات
وبدوره قال الخبير الإستراتيجي محمد عبد الله آدم ان المسؤلية لاتقع على المدنيين وحدهم والمكون العسكري كان جزءً اساسياً في الحالتين وربما يأتي يوم تتم فيه محاكمة البرهان وشركائه حال لم يحققوا شيئا سيما وأن كثير من الناس يصنف 2019 بأنه إنقلاب على نظام جاء نتاج انتخابات اتفق الناس أو اختلفوا حولها وكان يحظى باعتراف دولي وإقليمي وقال إن تعليق عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي في أعقاب تولي البرهان السلطة في العام 2019م دليل على تصنيفه بالانقلاب وقال إن هذا الأمر جدير بالوقوف عنده وعلى البرهان وقادة المكون العسكري التحسب له وتسليم الشعب السوداني صاحب القرار السلطة ليختار من يحكمه.