ابشر رفاي يكتب في (رؤى متجددة) قراءة في اقتصاديات الزراعة السياسية .. هل صحيح مبادرة حمدوك استوت على سوقها تعجب الزراع وسيد الزرع ؟
ذكرت في قراءات سابقة من منظور فكري ينبغي التفريق بين مفهوم المهنة وفكر المهنة وفقها كذلك ، وعندما نتحدث عن المهنة يذهب الحديث مباشرة الى مهاراتها وموهبتها وادواتها ، وحينما يذهب ويسهب الحديث عن فكرها هذا يعنى ضرورة تفعيل عمليات البحث والتنقيب والاستخلاص في صور الترقية والتنمية والتطوير . مثال مهنة الطب والفكر الطبي ، مهنة الهندسة والفكر الهندسي مهنة القانون والفكر القانوني ، مهنة التشريع والفكر التشريعي، مهنة التجارة والفكر التجاري ، مهنة المحاسبة والفكر المحاسبي ، مهنة الدبلوماسية والفكر الدبلوماسي ، مهنة الفن والفكر الفني والأدبي ، مهنة الزراعة والفكر الزراعي ، الذي من ابعاده الرسالية الانسانية الاعمق ، زراعة الناس أول مرة رأسيا في الارض وافقيا في الارحام كيف يشاء وسقياها وصرفها الصحي عبر الحبل السري والمسامات وحبل الاسرار وحبل الوريد ، ومنتوجها الولدان ومواعين حصادها المشايم وقيمتها المضافة التنشئة الفاضلة ومكارم الاخلاق وكريم المعاملات ، وفي سياق اقتصاديات الزراعة السياسية علمنا وعلم الجميع بأن السيد رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك خبيرا اكاديميا ومهنيا في علم الاقتصاد الزراعي وهذا بلا شك في مجال المهنة ومهاراتها المتعلقة بالعيشة ولقمة العيش النمطية المعروفة ، ولكنه اليوم قد دخل وانخرط بتقدير من العزيز الحكيم وعن رغبته وأرادة الثورة دخل في مجالات وسعات واتاحات اوسع مساحة وتنوع مساحي من مهارات مهنته المحدودة ، الأمر الذي يحتم عليه التفكير بشكل ابداعي في الزراعة بمفهوم اشمل واعمق ومنها الزراعة السياسية واقتصادياتها الرسالية والانسانية المتقدمة ( الإنسان رأس المال الحقيقي التي تتواضع امامها من حيث العمق والابعاد المعرفية والادراكية الامم المتحدة نفسها التي لازالت وما انفكت منذ تأسيسها في العام ١٩٤٥ تبحث حول اعوجاج الظل دون أن تذهب فكريا واستراتيجيا تجاه البحث المعمق حول السبب الرئيس للعوجة واعوجاج ظل مسيرة الشعوب والامم . وهذا يتطلب والحديث لحمدوك وللتجربة السودانية يتطلب النظر في الفكرة والرؤية والخطط والاستراتيجيات المتصلة بالنظرة الكلية وبالحل الشامل والرضا والاستقرار المثالي وسياسات وعمليات الانعاش المبكر وبفرص التنمية الشاملة وفي حالة غياب هكذا قراءات وحيثيات .هذا يجعل كورس التغيير الشاب والشايب والاشيب يردد بصوته الشاذ والشجي يردد بحماس استهلاكي كوبليهات على شاكلة جدودنا زمان وصونا علي الوطن على التراب الغالي الما ليهو ثمن . وعازة في هواك . و الكان داكا سيدي سيد الاراكا…. .دكتور عبد الله ادم حمدوك رئيس الوزراء معني بالدرجة الأولى عن حسن إدارة الحكومة وحسن ادارة الحكومة يصب في حاصل جمع حسن ادارة الدولة ( مجلس السيادة ) وحاصل جمع: حسن ادارة الدولة لن تكتمل عمليته الحسابية الا بشيئين اثنين هما تماسك الجبهة الداخلية على اسس وطنية قومية عادلة والثاني تحويل تماسك ارادة الجبهة الداخلية إلى مدخلات للنهضة والتنمية الشاملة المستدامة . وهذا ماذهب إليه أول مرة حسن ظننا بمبادرة السيد حمدوك التي ترجمتها وساندتها الرؤى المتجددة في قراءة ايجابية مطولة وصفتها لحظة الإعلان عنها بطوق نجاة الوطن والمواطن وقواه الوطنية ، قبل أن تتراجع المبادرة بشكل مثير للشفقة والحيرة تتراجع عند ضربة البداية من سعة الفكرة إلى ضيقها . ومن شمولها إلى تبعيضها واختصاراتها ، ومن احاطتها إلى تحوطاتها ومن القومية النبيلة إلى الحزبية الايدلوجية الاقصائية الوبيلة ، ومن قيم التغيير إلى خم التخيير ومن قيم لم الشمل إلى انتقاميات فجور التشتيت حتي بلغ بها التشويهة والنبش السياسي مبلغ جعلها كأنها ليست هي النسخة الاصلية لمبادرة حمدوك .. وهذا هو بالضبط الشئ الذي حصل للحوار الوطني في النظام السابق الذي بدأ بوثبة وصفت حينها بالتأرخية وهي للامانة الكتابية كانت فعلا مبادرة تاربخية شمل نداؤها الجميع دون اقصاء وتصنيف وتعزل وعزل سياسي ، استدعت الهوية والسلام بشقيه السياسي والاجتماعي والاقتصاد ونظام الحكم الاداري والسياسي ، ولكن مع الاسف الشديد لم يمض الوقت طويلا حتى اصيبت بخلل في الموازنة الفكرية والسياسية والتنظيمية الذي من مظاهره القبضة الحزبية المباشرة وعبر الحزبية المكملة لروح الاقصاء والهيمنة والتقاسم الوظيفي ، ثم سواقة الحوار الوطني ومخرجاته بالخلا السياسي والتنظيمي الى حيث محطة ( شيلني اشيلك ونشيل البشيلنا )فدون المساس بأراء الذين رفضوا مبادرة حمدوك من حيث المبدأ ، وعن مبدأ عدم اكتمال شروط وجوبها وصحتها القومية الاستراتيجية ، وكذلك الذين رفضوا كما رفضت جهات سياسية ايدلوجية معروفة تابعة للتغيير الان رفضت زمان فكرة مشروع الحوار الوطني فقط من باب النكاية والعدائيات والغيرة الحزبية رفضته ولو جاء مبرأ من أي عيوب فدون المساس برأي ومواقف هؤلاء الا اننا نؤكد مجددا بأن فرص التأهيل الفكري والسياسي للمبادرة ونجاحها لازال قائما ، عبر ثلاثة منافذ منفذ التنمية الرأسية والافقية لمشروع المبادرة ، وفرص الشراكات الذكية لكل الافراد والجهات والمؤسسات والمرجعات التي تقدمت او في طريقها لتقديم مبادرات تحمل ذات الهم والملامح والسمات الاساسية لمبادرة حمدوك الاصلية والتي ينبغي ان تتعاطي معها على اساس قاعدة سياسية فكرية ذكية مرنة وهي أن مبادرة حمدوك ناقصة تحتاج للتكميل ومكتملة تتطلب البحث في فرص التنزيل وغيرجيدة وما نافعة خالص فمطلوب البديل .. فقط الشيئ غير المقبول بتاتا نحو بيئة المبادرة جلوس القوى السياسية الحاكمة والمعارضة والشعب والثوار وبتاعين الثورات والثورجية والمستثورون جلوسهم القرفصاء علي قارعة الزمن وفي قلب التغيير يسألون الناس واقدارهم ماذا نحن فاعلون لوطن تسرع به الخطى نحو الهوى والهوا والهاوية وهذه للاسف تسمي السلبة بعد العطاء والعجز الممل عند تمام المقدرة !!