مقالات

المخدرات الخطر الماحق .. محجوب فضل بدری

-كانت بلادنا لا تعرف من المخدرات إلا ( *البنقو* ) أو الماريجوانا أو القنب الهندی وهو نبتة لها تأثير مخدر وهناك ثلاث أجناس معروفة لهذه النبتة، (قنب مزروع والقنب الهندي المخدر، والقنب البري المصغر.) ويعتبر إستخدامها مُجرَّماً بالقانون ،فی معظم بلدان العالم،وبعضها يتغاضی عنه ومنها نيجريا وزامبيا والولايات المتحدة وكندا،وفی بلادنا كان البنقو مُجَرَّماً يدين القانون الإتجار به،أو تعاطيه،وكانت العقوبة بسيطة لا تتجاوز السجن عدة أشهُر مع الغرامة للتجار،،وبضعة أيام لمتعاطيه ومن أطرف الحيثييات فی قضية من هذا النوع كان المتهومون بالتعاطی سبعة أشخاص،والمعروضات بقايا سيجارة واحدة،فسأل القاضی المقيم بنيالا – اظنه مولانا ابوسن- سأل المتحری وهو يشير لبقايا السيجارة،،مع من ضُبطت هذه المعروضات؟ فأجاب المتحری،مع المتهم الأول،وبقية المتهومين كانوا يجلسون معه!! فقال القاضی (يعنی لو المتهم ده كان ماسك السجارة دی فی السينما،حتجيب لی الجمهور كله فی المحكمة متهومين!!)
– كان ذلك فی زمانٍ مضی حيث كانت المُلَح والطُرَف تنسب للمسطولين،او أصحاب الخيال الواسع قبل أن تستحيل المخدرات الی خطرٍ ماحق،وسلاحٍ ساحق تستخدمه بعض دول الإستكبار لتدمير شباب الدول المستضعفة،وظهرت المخدرات المُخَلًّقة،ونشطت تجارة المخدرات العابرة للقارات،وجرت تعديلات جوهرية علی القانون الجناٸی السودانی،فبلغت عقوبة الإتجار بالمخدرات حد السجن المٶبد وحتی الإعدام،وأذكر إن الرٸيس البشير فی مخاطبته للسجناء الذين إحتشدوا لتأييده،وهتفوا (تُبنا تُبنا يا البشير) فرد علی استرحامهم بأنّه يمكن النظر فی الإفراج عنهم عبر الإجراءات المتبعة فی هذا المجال، ( *بإستثناء تجار المخدرات* ) وزاد بقوله (ديل عاوزين يدمروا مستقبل بلادنا بتدمير شبابها بالمخدرات)!! ثم دارت الأيام دورتها ،وناءت قحط -الله يكرم السامعين- بكلكلها علی صدر الشعب السودانی ،وصارت المخدرات تباع وتشتری وتستهلك بشكل واسع وإليها يُنسب الكثير من الجراٸم،وتحول السودان من دولة مِعبر للمخدرات، الی دولة مستهلكة لها!! وحيا الله الفريق شرطة محجوب حسن سعد،الذی كان سداً منيعاً فی وجه هذه الآفة منذ أن كان يحمل رتبة الراٸد فی بورتسودان،حيث وقف فی وجه شحنة مخدرات كانت فی طريقها للسعودية فی قصة ملحمية معروفة كادت ان تودی بحياته،وحياة أولاده،لكن بسالته واصراره وشجاعته قضت علی تلك الجريمة العابرة للحدود ثمَّ زاد من تلك الجهود عندما بلغ رتبة اللواء مديراً لمكافحة المخدرات،ولم يتوانی عن مكافحتها وهو مدير عام لقوات الشرطة الموحدة حياه الله وبيَّاه۔
– وإن تأتی متأخراً خير من أن لا تأتی،فقد التفت -أخيراً- الفريق البرهان رٸيس مجلس السيادة الإنتقالی،القاٸد العام للقوات المسلحة ودعی كل المسٶولين الأمنيين للنظر فی كيفية محاصرة هذه الظاهرة الخطيرة،وإجتثاثها، وهذه معركة كبيرة، واسعة الإرتدادات،ندعو الجميع من التكاتف والعمل يداً واحدة لقطع دابرها،والكف عن المزايدات،فالأمر أخطر من ذلك بكثير

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى