فتح الرحمن النحاس يكتب.. “بالواضح” .. *إستمرار الدروس المجانية..!!*
*قبل أن يأسف طرف أو أن يفرح ويشمت آخر، فإن (مشهد) 30 يونيو أمس، يحتم علي الجميع، في جانب (سلطة قحت) وفي جانب من تولوا (إدارة وترتيب) خروج التظاهرات ضدها، أن يفهموا أن خسائرهم تبدو (متساوية) في الحجم، فسلطة قحت خسرت الرهان علي شعارها الأهم(حرية سلام وعدالة)، وأصابت الديمقراطية في مقتل بهذه (الآلة الباطشة) التي استخدمتها ضد المتظاهرين (قمعاً وإعتقالات) في ظن (خاسر) منها أن كل من تظاهروا (كيزان فقط)، فأضافت لرصيدها المزري المزيد من (البغضاء) وسط جماهير الشعب، وأسقطت مصداقيتها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، كونها تمارس ذات (الأساليب القمعية) التي رفضتها إبان فترات معارضتها للنظام السابق، وأن (إدعاءآت) قادتها ونشطائها بالقضاء التام علي الكيزان، كانت مجرد (أمنيات سراب)، فكيف لعاقل أن يفهم أن تستخدم كل هذه (القوة المفرطة) ضد كيان ادعوا انهم قضوا عليه وأضحي في عداد الأموات..؟! هل هي إذن مواجهة مع (مقبرته) المزعومة..؟! أليس هو إعتراف منهم بأن الكيزان (قوة مؤثرة) لايمكن الإستهانة بها..؟! ثم إن كانوا يرون ان الحراك خرج فاشلاً، هل نسوا انهم استغرقوا (30 عاماً) في معارضة النظام السابق..؟! هل نسوا قولهم بأن (النضال تراكمي) قد يطول معه زمن الوصول للنتائج المرجوة..؟!
*أما من رتبوا وأداروا دفة المظاهرات، فقد وقعوا في (خطأ قاتل) حينما رفعوا (سقف التوقعات) عبر آلة إعلامية (مؤثرة)، أوحت للناس وكأن حراك 30 يونيو (سيسقط) سلطة قحت، رغم عدم توفر (ضمانات) تكفل حشداً جماهيرياً (اكبر) بكثير من حشد أمس، كما بدأ وأضحاً أن الأحزاب التي دعت قواعدها للخروج، كانت فقط تستعرض مواقف (نظرية) وليست (عملية) وجاءت في إطار نوايا لتثبيت مواقف إن حدث تغيير، ثم لم يكن هنالك أي (ضمان) لإنحياز قيادة الجيش التي هي أصلاً وفرت (التمكين والمساندة) لسلطة قحت منذ ميلادها، مع قناعة غالبية الشعب بأن قيادة الجيش اختارت في الفترات الأخيرة مقعد (الفرجة) علي مايجري في الساحة من (تجاوزات) سلطة قحت وخاصة خروقات مايسمي بلجنة التفكيك التي تحولت لدولة داخل دولة غير معنية بالعدالة ولا القانون… فالمناخ السياسي العام يعاني الكثير من (الإرتباك)، والإسلاميون كقوة فاعلة في معارضة قحت، لم يصلوا بعد (للإصطفاف التنظيمي) الذي يجعل منهم (كتلة صلبة) تتكسر عليها كل (النبال) المصوبة ضدهم، وربما ذلك لعدة أسباب معروفة وأخري غير معروفة، وقد (يستنفد) مثل هذا الإندفاع طاقاتهم المتوفرة الآن قبل أن يستعيدوا (مجدهم الأول) كاملاً..!!*
*إذن كلا الطرفين، سلطة قحت وصناع الحراك، خسرا مواجهات 30 يونيو…وبالطبع خسارة سلطة قحت هي (الأكبر)، فقد تكشفت الكثير من الحقائق التي تثبت أنها (هزمت) الديمقراطية ووثيقتها الدستورية، وتحولت لسلطة تعيش علي منطق (القوة الباطشة)، ونسيت عن عمد أو جهل أن هذا الخيار الوحش لم يمنع أي سلطة في العالم من (السقوط المدوي)، فإرادة الله غالبة و الشعوب لاتقهر..!!
*سنكتب ونكتب…!!!*