(وطن النجوم) … علي سلطان .. لين لمعان السيوف وثغر الابتسامة..!
ولقد ذكرتكِ والرماحُ نواهلٌ وبيض الهند تقطر من دمي.. لله درك ابوالفوارس عنترة.. وانت تجمع بين فروسية الحب وحب الفروسية..َثغر عبلة الباسم المضئ مع لمعان السيوف..! وددت تقبيل السيوف لانها لمعت كبارق ثغرك المتبسم..! ياللجمال وياللحب..!
يادار عبلة بالجواء تكلمي.. عمى صباحا دار عبلة واسلمي.
ياله من حب رفيع جليل عفيف.. ويحق لعبلة ان تزهو بحب عنترة الفارس العاشق المهيب..!
كنت استمع من نافذة البيت المطلة على فضاء الميدان الى كلمات من مغنية صوتها كفحيح يشق عنان السماء.. و تثير الشفقة وهي تردد كلمات بائسة من مكب القمامة مع الاعتذار.. كلمات تُركب في الحال وترتجل ارتجالا.. وتلصق على المكان الذي فيه مكان الحفل، إن كان الكلاكلة ام الثورة ام شرق النيل.. واذا كانت اسرة العروس كاهليه ولا حسانية ولا جعلية ولا شايقية!! ابتذال عجيب..! وتزدحم الحلبة بالراقصين والراقصات مع لحن نشاز وكلمات لا قيم لها، وايقاع مشاتر.. الخ
اما الازياء.. فحدث ولا حرج.. لا تناسق ولا رابط ولا جمال ولا ذوق ولا حشمة.. من كل لون ولون وتنافر في الالوان والاشكال.. اما شَعر الراس.. فذلك هو الضلال المبين بعينه.. بين اصل مسدل وباروكات وتقليعات.. كانت مثالا للقبح في ابشع صَوره..!
ما الحجاب فقد صار تاجا نادرا هناك..
يا حليل شعر ليلي المسدل كالليل الفاحم الذي ارخى سدوله على قيس!!
فوضى مسموح بها مرضي عنها من الجميع، الاسر والعريس والضيوف.. اصبحت ليلة العرس ليلة تحللٍ خارج نطاق الضوابط والموانع والكوابح.. ليلة كان ميزان الحسنات والسيئات مغلق فلا حساب ولا عقاب.. خروج عن المالوف والتقاليد ومدفوعة التكاليف الباهظة على حساب العريس المسكين.. ثم يخرج الضيوف وهم بين قادح ومادح ومنتقد للاكل وللحفل والعروس والعريس؟
اكبر ليلة فيها خصم من رصيد العريس..!
متى نتفاكر حول تكاليف العرس في السودان وما صحبته ورافقته من تقاليد مؤذية..؟