يوسف عبد المنان .. جبريل في البحير غرب الجبيل
تابعت كغيري ومن مقر وجودي الحالي في اقاصي جبال النوبة صورا مبثوثة عبر الفضاء لجماهير وحشود كبيرة استقبلت الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة الحاكمة أو الشريك في سلطة الانتقال الحالية
وبدأ من خلال مشاهد الصور وحدها من غير قراءة تحليلات الزملاء الصحافيين لإبعاد الزيارة وأسباب خروج الجماهير بتلك الكثافة ومطالب الجماهير الخدمية والسياسية وطبيعة اللقاءات التي عقدها جبريل في مدينة هي الثانية في السودان من حيث الكثافة السكانية بعد العاصمة الخرطوم وبالتالي هي مؤهلة أن تصبح العاصمة الثانية للسودان أن كانت نخب السودان ترغب في وحدة حقيقية لبلاد قابلت للتشظي والانقسام لأسباب تكوينية ولسؤء تقديرات حكامها
ومحاولة التفحص في ماوراء الصورة قد يبدو غير محيط بكل أبعاد الحدث وتفاصيلة ولكن لاباس من محاولة قد نصيب فيها أو نخطئ التقدير استنادا على معرفة سابقة أو تأويل مشهد نقلته كاميرات وعيون الهواتف الناقلة للأحداث
استقبلت نيالا دجبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة وابن إقليم دارفور ولم تستقبله بتلك الكثافة كوزير مالية؛؛
ما الفرق بين الاثنين؟؟ إذا كان الاستقبال لوزير المالية فالسوال هل قدم جبريل أو قدمت حكومته خدمات لسكان المدن كنيالا والتخوم البعيدة مثل كأس ورهيد البردي وعد الفرسان والملم مايجعل الجماهير تخرج بتلك الكثافة؟؟
بالطبع حكومة حمدوك وبعدها حكومة البرهان حميدتي الحالية لم تحفر بئرا لسقي العطاشا ولم تشيد فصلا دراسيا واحدا في مدرسة بالسودان يقي الطلاب من حر الصيف وبرد الشتاء ولم ترصف طريقا أو تطعم جائعا لكنه انصرفت لمدة ٤ سنوات في العراك اللفظي وانتظار هبات وعطايا الخليجيين والنصارى الغربين واليهود البخلاء ليجودون عليهم بفضلات من الإعانات ومصاريف الجيوب العميقة وقد خيبت الحكومة الانتقالية امال من هتفوا من الشباب الغر (جاتك كفاءات ياوطن)
لكن الأمل ورجاء الجماهير وعشمهم في دجبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة لم ينقطع بعد والتي قدمت حتى اليوم أداء سياسي جيد جدا ورفضت التماهي مع الحلول الأجنبية ويشعر المراقب لأداء أعضائها بأنهم قادة يشبهون هذا الشعب بعزته وكبريائه ومن غرائب وعجائب هذا البلد أن حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان هما الأكثر دفاعا عن الجيش القومي ورفضا لتفكيكه بدعاوي الإصلاح بينما الأيادي التي قدم لها الجيش المن والسلوي وحملها وهنا إلى السلطة هي الأكثر رغبة في تفكيكه واضعافه وحركة العدل بمعيار الكفاح والتضحيات تحتل مكانا غير مكانها وتجلس على مقاعد في السلطة أقل مما تستحقه فالحركة التي دخلت الخرطوم نهارا بجيشها قدمت من التضحيات مالم تقدمه كل القوى المدنية مجتمعة ولذلك جماهير نيالا حفظت لها ولرئيسها ذلكم العطاء
سبب آخر عاطفيا وسياسيا أحدث هذا الزخم الكبير احساس غرب السودان الجغرافي وغرب السودان الاجتماعي بأن ثمة استهداف معلن لأبنائهم من خلال الحملات العنصرية البغيضة الغاشمة والاستهداف المعلن لمناوي وجبريل ومبارك اردول والأخير له نصيب الأسد من حملة التشهير غير الأخلاقية التي تتولى كبرها قحت المركزية والنخب النيلية ومن قبل زكرت في مقال أن مشكلة جبريل إبراهيم نفسية من خلال النظر لون بشرته وطول لحيته وقد ازعن حمدوك مكرها على تعين جبريل إبراهيم وزيرا للمالية بعد حاولت جهات عديدة الزعم بأن المجتمع الدولي لايرغب فيه
وكلما أشتد اوار الحملة الإعلامية والسياسة على الرجل تمسكت به ولايات غرب السودان والجماهير التي خرجت في نيالا لم تعجب شركاء الرجل عسكرا ومدنيين ولكن الرأي العام أيقن أن من رماد الهزيمة تشتعل جزوة نار الانتصار وان مشاعر الجماهير لاتشتري بالمال
يوسف عبد المنان