المجلس المركزي يتغيب ورشة القاهرة .. السيناريوهات المتوقعة ..!
تقرير : محمد جمال قندول
ينتظر أن تغادر الوفود المشاركة بدعوة مصر لورشة فيما يتعلق بالأزمة السياسية عبر حوار سوداني سوداني، وبغض النظر عن المشاركين يبدو أن التحركات المصرية قد أضحت أمراً واقعاً لربما يكتب فاصلاً جديداً من المشهد .
ورفضت قوى الحرية والتغيير المشاركة بمحفل القاهرة فيما ينتظر أن تشارك الكتلة الديمقراطية وكيانات أخرى على غرار الإدارات الأهلية والمجتمعية في خطوة لربما تحرك راكد الساحة السياسية.
وثمة ارتباك حيال وصف دخول القاهرة بالملف السوداني حيث يذهب البعض إلى توصيفها بالمبادرة فيما تتمسك مصر بأنها مجرد مقترح ودعوة لحوار سوداني سوداني وفي مجمل الأوضاع فإن الأنظار ستكون مصوبة لمعرفة تفاصيل وخبايا الورشة وما ستقدمه للأزمة رغم رفض المجلس المركزي أحد أركان الأزمة المشاركة بالمحفل .
تعاون واشنطن والقاهرة
ولا يبدو أن القاهرة ستمضي بعيداً عن الاتفاق الإطاري حتى لا تستعدي قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي والأطراف الراعية للعملية السياسية بقيادة الآلية الثلاثية والرباعية كذلك التي يتزعمها السفير المصري ومن المرجح أن تكون دعوة مصر بمثابة ترميم لبعض بنود الإطاري خاصةً المتعلقة بالقوات النظامية وذلك للعلاقة الوطيدة بين المؤسستين العسكريتين بالسودان والتي تجعل الأولى داعمة للجيش ولكن هذا لا يعني أن الإدارة المصرية تنوي فرض أجندتها على ورشة القاهرة خاصةً أنها بثت تطمينات بوقت سابق بأنها ستكون مجرد مسهل وتفضل الحوار السوداني السوداني .
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أصدرت بياناً أمس (الأحد) أعلنت من خلاله تعاون واشنطن مع القاهرة فيما يلي الملف السوداني حيث كشفت عن التعاون الأمريكي المصري بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام واستعادة الانتقال السياسي في السودان بقيادة مدنية خلال الاتفاق السياسي الإطاري .
وهذا يؤكد أن مصر لم تتحرك بالملف السوداني بمعزل عن أصدقائها والبيان يؤكد تواصل إدارتي السيسي وبايدن فيما يتعلق بالمشهد السوداني المعقد وأن هنالك تقارباً في مواقف البلدين وهذا يعلي من شأن الورشة التي ستنعقد بمصر ويجعلها محل ثقة واهتمام دولي وإقليمي خاصةً من جانب الرياض وأبوظبي وبمعنى أوضح أن واشنطن باركت تحركات القاهرة بالمسرح السوداني.
وبالمقابل فإن القنصلية العامة لمصر أعلنت عن اكتمال كافة الترتيبات لانطلاق ورشة الحوار السوداني السوداني بالقاهرة ، وأكد القنصل العام تامر منير أن هناك توافقاً كبيراً بين القوى السياسية والمدنية على المشاركة في ورشة القاهرة، مشيراً إلى أن كافة القوى السياسية السودانية ستشارك فى الورشة عدا المجلس المركزي للحرية والتغيير الذي اعتذر عن المشاركة وقال إن الورشة ستنطلق في الأول من فبراير وحتى الثامن منه بمشاركة أكثر من (70) شخصاً من مختلف القوى السياسية والمجتمعية.
اتفاق إطاري شامل
وكانت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) قد أعلنت رفضها المشاركة في (ورشة القاهرة) حيث ذكرت في بيان سابق صادر عن تلقي لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية دعوةً من الحكومة المصرية عبر القنصل العام بالخرطوم للمشاركة في ورشة عمل بالقاهرة في الفترة من الأول حتى الثامن من فبراير المقبل تحت عنوان (آفاق التحول الديمقراطي نحو سودان يسع الجميع) ووصفت خلال البيان القوى المشاركة بورشة القاهرة بمنبر قوى الثورة المضادة.
الخبير والمحلل السياسي د. عبد الرحمن خريس علق على معرض الطرح وقال لـ(الانتباهة) بأن تحركات القاهرة قد تحدث اختراقاً بالعملية السياسية ورفض خريس توصيف مساعي مصر بالمبادرة حيث أشار إلى أنها مقترح ودعوة لورشة وليست مبادرة بالمعنى الحرفي وأضاف بأن فرص نجاح الورشة التي من المرتقب أن تنعقد بالقاهرة مطلع فبراير ستكون كبيرةً وذلك استناداً على البيان المشترك بين الخارجية المصرية ونظيرتها الأمريكية حيث إن الأخيرة أشارت إلى التعاون فيما بينهم بخصوص الملف السوداني، ويشير خريس إلى أن الورشة المصرية قد تدعم الاتفاق الإطاري بتوسعة المشاركين فيه أو تعديله ولكنه عاد وقال : الإطاري الذي ورد كمسمى في نص بيان واشنطن ليس المعني به العملية السياسية الجارية ولكن في إطار اتفاق إطاري شامل .
تحركات واسعة
مشاركة واسعة من إدارات أهلية وطرق صوفية حيث كشفت مصادر عن ضم الوفد لـ(70 شخصية) من الإدارات الأهلية والسياسية والمجتمعية ومن المؤكد أن يتمخض رؤية جديدة للمشهد السياسي بالبلاد قد تتطابق وتختلف مع الاتفاق الإطاري ولكن بكل الأحوال الرؤية المتمخضة عن الورشة سيتم اصطحابها بالفترة المقبلة ومن المعلوم الاهتمام الكبير المتعاظم الذي تكنه المؤسسة العسكرية السودانية للقيادة المصرية بدليل ترحيب المؤسسة العسكرية بالمقترح المصري واعتبارها إضافةً تدفع للمزيد من التوافق .
ويبدو أن القاهرة رتبت بشكل جيد للمحفل وذلك بدليل تقديم الدعوات بسرعة وتحديد موقفها وميقات زمني محدد وتوجيه الدعوة للقوى السياسية علاوةً على التحركات الواسعة لسفيرها بالخرطوم هاني صلاح والذي استثمر بشكل كبير حفلات التكريم التي أقيمت لوداع القنصل السابق أحمد عدلي وأرسل من خلالها رسائل للترويج لدعوة مصر قبل الإعلان عنها كما أن القنصل المصري السابق بإحدى حفلات التكريم ذكر بأن السودان خط أحمر ولن تتخلى بلادها عنه .
تشكيل كتلة عريضة
وثمة سيناريوهات مرتقبة حيال القوى المشاركة بورشة القاهرة حيث انها ولاول مرة تجتمع في مائدة حوارية جامعة منذ توقيع الاتفاق الاطاري في الخامس من ديسمبر الماضي وهو ما يجعل مراقبين يتوقعون بان يتمخض عن محفل مصر إما تشكيل كتلة عريضة من المعارضين للاطاري مما يجعل حراس العملية السياسية من قوى الحرية والتغيير يقدمون تنازلات وفتح الحل السياسي الجاري واستيعاب اخرين وترميم العملية السياسية وجعلها أكثر شمولية، اما تنسيق وتناغم المشاركين بتشكيل جبهة معارضة عريضة قد تربك حسابات المنخرطين بـ العملية السياسية بالخرطوم.
ولكن ايضاً بالمقابل فان اخرين لا يعتقدون بان تُحدث ورشة القاهرة اي اختراق بالمشهد السياسي المعقد لجهة غياب الفاعل الاصلي بالازمة وهي قوى الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي وهو ما يخصم من جهود مصر وامكانيات تقديمها لمعالجات تسهم في انهاء حالة الاحتقان السياسي