رئيس حزب الشعب الديمقراطي:ورشة القاهرة صارت كالمستجير من الرمضاء بالنار.
أعلنت عدد من الأحزاب والقيادات السياسية مقاطعة ورشة القاهرة التي تسعى للم شمل الفرقاء السودانيين بسبب تدخل المخابرات المصرية في بعض الأمور والترتيبات. وقالت كتلة مجلس حكماء وشباب ونساء السودان أنهم رحبوا في البداية بالمبادرة المصرية بإعتبارها ترمي لحوار سوداني سوداني دون تدخل، وشددت الكتلة على أن مبدأهم يقوم على رفض التدخل الأجنبي أياً كان، لذلك يرفضون الآن المبادرة وورشة القاهرة بعد تدخل المخابرات المصرية. وتضم كتلة مجلس حكماء وشباب ونساء السودان أكثر من 30 حركة وحزب ونظارات قبائل ومعاشيي قوات نظامية ولجان مقاومة. وتعتبر كتلة المجلس من أكبر الكتل التي خرجت في الخامس من فبراير 2022م رفضاً للتدخل الأجنبي في شؤون السودان الداخلية. وهي أول كتلة حملت شعارات رافضة للإقصاء، ونادت بالحوار السوداني السوداني بعيداً عن التدخلات الاجنبية والأجندة الحزبية الضيقة، والأطماع الشخصية. وأكد رئيس حزب الشعب الديمقراطي يحي حاج نور أن ورشة القاهرة صارت كالمستجير من الرمضاء بالنار. ووجه يحي رسالة إلى المكون العسكري بضرورة حسم الفوضى والتدخل السافر في شؤون السودان، بصورة لا تقلل من إحترام حسن الجوار. ودعا حاج نور الجهات المختصة للإسراع في الترتيب لقيام إنتخابات مبكرة، سداً لذرائع التدخلات الأجنبية في شؤون السودان الداخلية. وفي مطلع يناير 2023م كشف سفير مصر بالخرطوم، هاني صلاح، عن طرح القاهرة لمبادرة للتوصل إلى تسوية سياسية سريعة في السودان، منوهاً إلى أنه تم الإتفاق على توضيح عناصر المبادرة بشكل أكبر وبصورة فاعلة لمختلف الدوائر الرسمية والإعلامية والشعبية بالسودان. وجاء ذلك في أعقاب زيارة قام بها رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، إلى الخرطوم، في يناير الجاري، إلتقى خلالها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونقل له رسالة شفوية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها. من جانبه أكد الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر في مقابلة خاصة مع (عربي 21) أنهم لن يسمحوا لمصر بإختطاف العملية السياسية الجارية في السودان وتحويلها إلى مبادرة دولية. وقال عمر: (لن نقبل بإختطاف مبادرة الإتفاق الإطاري من قبل أي شخص أو جهة والذهاب بها لدول الجوار، فالمجتمع الإقليمي والدولي مجرد وسيط سلام). وأضاف كمال عمر: (من المعلوم أن القاهرة ظلت على مدار تاريخها تتعامل مع ملف العلاقات السودانية كملف إستخباراتي وأمني، وحان الوقت لتغيير العقلية المصرية في تعاملها مع الأزمة السودانية). وتسللت بعض التسريبات إلى وسائل الإعلام، كاشفة عن حجم الوفد المغادر للقاهرة والذي يتجاوز المائتي شخص، سيقيمون ويسافرون على نفقة المخابرات المصرية. وبحسب التجهيزات فإن وفد المقدمة يغادر يومي 2/3 فبراير لمناقشة أجندة الحوار مع المخابرات المصرية، وبعض القيادات السودانية السابقة التي لجأت للقاهرة عقب ثورة ديسمبر. وأكدت مصادر مقربة أن المبادرة المصرية ولدت ميتة ولن تمضي للأمام بعد أن تكشف للجميع أن المخابرات المصرية تقف من وراءها وتدعمها وتتدخل في إختيار الشخصيات السودانية المشاركة من إعلاميين وسياسيين وأحزاب وكتل سياسية.