هل يخرج السودان من عباءة الغرب الى ساحة ادارة علاقات دولية متوازنة ؟
في الوقت الذي يزور فيه وزير الخارجية الامريكي انتوني بلنكن القاهرة نرى ان مصر تحافظ على سياسة خارجية معتدلة. وزير الخارجية المصري سامح شكري قام بزيارة الى موسكو واقامة مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف . مصر لا تتخذ الاستحياء مسارا في علاقاتها الخارجية وتعمل على خلق توازن بين القوى العالمية لضمان مصلحتها، بيد ان بعض القوى في السودان تريد له يكون اثيرا لا يتحرك او ياتمر في ادارة علاقاته الخارجية الا باذن منها وهذه اشكالية تواجه الحكومة الانتقالية التي اسس لها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك هذا النهج . ويرى الخبير الاستراتيجي مصطفى عبد الرحيم ان ادارة العلاقات الخارجية بصورة جيدة لا يعتمد على المشاعر او العواطف ، وانما في النظر للاستفادة التي يمكن ان تجنيها، مشيرا الى ان الدول العظمى هي من اسس لهذا النهج وبقناعة، الامر الذي ينبغي ان تتخذ دول العالم الثالث من واقع حاجتها للدول الاخرى، مبينا ان مبدا الاصطفاف والتقيد الدبلوماسي بالمحاور يفقد الدولة كثيرا، بمعني ان الالتزام لمحور دولي او اقليمي ينبغي ان لا يمنع ادارة علاقات متوازنة مع دولة اخرى في محور اخر . ويقول عبد الرحيم انه آن الاوان للسودان ان ينتفض من الوصايا الغربية التى تحكم عليه الطوق وان يخرج من تحت تحكم الغرب الطامع في موارده وان ياخذ من مصر مثالا في ادارة العلاقات بصورة متوازنة. وفي السياق يقول الناشط السياسي على الدليل ان حكومة الانقاذ برغم اخفاقاتها السياسية الا انها استطاعت ان تؤسس لدولة مستقلة عن ضغوط المحاور والدول الكبرى خلال الثلاثين عاما ، وبذلك استطاعت خلال التعاون مع الصين استخراج البترول الذي رفضت الولايات المتحدة استخراجه في يوم من الايام الا بشروطها الطامعة، وفي المقابل تعاملت مع روسيا في عملية التسليح وعمليات التدريب حينما تكبر الامريكان بجانب التنسيق في المحافل الدولية، مشيرا الى ان الانقاذ في المقابل لم تغلق باب التعاون مع امريكا برغم العقوبات والضغوط التى تعلم الحكومة السودانية وقتها اسبابها، ويضيف الدليل ان الفرصة ما تزال مؤاتية لكي يخرج المسؤولون في السودان من عبائة الغرب وامريكا والا فان العواقب ستكون وخيمة.