قوة حماية المدنيين بدارفور الحكومة توفي والمجتمع الدولي يتهرب
في ظل اججام المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته وتعهداته تجاه تنفيذ بنود اتفاق جوبا لسلام السودان، قامت الحكومة بتوفير التجهيزات اللازمة للقوات المشتركة لحماية المدنيين بدارفور من مواردها الذاتية، حيث باشرت هذه القوات مهامها في عدد من المناطق. ونص برتوكول الترتيبات الأمنية باتفاق السلام بتشكيل قوة حماية المدنيين من 12 الف مقاتل مناصفة بين القوات الحكومية وجنود الحركات المسلحة. وقد تم تخريج الفي جندي من منسوبي الحركات وتم توفير ١٦٢ عربة ومعينات لوجستية للقوة المشتركة. واكد الخبير الأمني اللواء معاش محمد حسن خالد،الدور المتعاظم والمرتقب من القوات المشتركة لحماية المدنيين بدارفور في حفظ الأمن وتوفير الأمان للمواطنين والإسهام فى تعافي المجتمع من آثار الحرب. وقال إن المواطن الذي أبدى تجاوبا كبيرا مع إنتشار هذه القوات التى تكونت بموجب اتفاق جوبا للسلام ، ينتظر منها أن تقوم بتعزيز إعادة الثقة بين المزارعين والرعاة وحماية قرى العودة الطوعية ومنع التفلتات وحسم الفوضى والنزاعات القبلية. وأكد الخبير ان مباشرة هذه القوات لمهامها جاء في وقته تماما لمقابلة التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق السلام في بعض المناطق بدارفور. فيما أكد المتحدث بإسم القوات المسلحة العميد نبيل عبد الله، بان عدم التزام المانحين هو أحد معوقات تنفيذ برتوكول الترتيبات الأمنية وعامل رئيسي في تأخر إكمالها”. وقال إن نتيجة احجام المجتمع الدولي عن الوفاء بتعهداته، دفع بالحكومة للقيام بهذه التجهيزات للقوات المشتركة لحماية المدنيين وتوفيرها من مواردها الذاتية عقب تعذر وفاء الدول المانحة بالتزاماتها تجاه اتفاقية جوبا للسلام. ويأتي توفير المركبات في سياق إكمال التجهيزات اللوجستية تمهيداً لبدء توزيع القوة بعد تكامل عناصرها في المواقع التي كانت تنتشر فيها قوات البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة السابقة في دارفور “يوناميد”. وقد باشرت القوات المشتركة لحماية المدنيين بدارفور مهامها، حيث انتشرت بمناطق جنوب الفاشر “تابت ، أبوزريقة ، طويلة ، ود أبكر ، دار الســـلام” وغيرها من المناطق وسط استقبال وترحيب كبير من المواطنين . وحيا قائد ثاني القوات المشتركة المقدم بابكر ابراهيم صبرو مواطني محلية دار السلام ووقفتهم الصلبة ومساندتهم القوية لقوات حماية المدنيين حتى تقوم بواجبها كاملاً تجاه المواطنين، المتمثل في توفير الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات والطرق والأسواق . وشدد على عدم التهاون في أمن المواطنين والتعامل بحسم مع كل منفلت أو مجرم من شأنه المساس بأمن واستقرار المواطنين العزل، داعياً قطاعات المجتمع كافة للوقوف صفاً واحداً خلف القوات المشتركة والتعاون معها في القبض على المجرمين وتسليمهم للجهات القانونية، مضيفاً أن القوات المشتركة على قلب رجل واحد وهدفها الأول توفير الأمن والاستقرار للمواطنين بجميع ربوع دارفور وحراسة الحدود والعمل على نشر ثقافة السلام المجتمعي عبر المصالحات الإجتماعية بين المكونات الاجتماعية كافة. فيما ثمن العمدة الطيب محمد عيسى جهود القوات المشتركة المكونة من قوات الدعم السريع وحركات الكفاح المسلح لافتاً إلى مساهمتها الفاعلة في بسط الأمن وفرض هيبة الدولة وحسم أشكال الظواهر السالبة كافة والحد من الانفلاتات الأمنية التي تحدث من حين لآخر. ويرى المراقبون أن نجاح قوات حماية المدنيين المشتركة في دارفور يتوقف على مقدار تواجد هذه القوات بصورة دائمة لضمان توفير الأمن والعيش في استقرار ، وهو ما نجحت فيه الحكومة بتشكيل هذه القوات من مواردها بعد تهرب المجتمع الدولي من تعهداته.