ابشر رفاي يكتب في : (رؤي متجددة) .. حميدتي حمايتي
ظلت وما إنفكت عبقرية الشعب السوداني تجود باروع وأظرف درر مفردات ثقافة الوسط الشعبي في مختلف المجالات والأتاحات والتي كانت ذروة سنامها أجواء ثورة ١٩ ديسمبر منها على سبيل المثال مفردات الكوز الموز القحاتة العملاء الفلول التوافق والإغراق المدنية والمدنيااااو واللاءات والعسكر للثكنات والأحزاب للإنتخابات وهلموا جرجرة في قراءة اليوم تقف الرؤى المتجددة عند واحدة من تلك المحطات التعبيرية الشعبية الطريفة التي برزت في أوج فعاليات الثورة وحركة تدافع السادة الثوار وهي عبارة حميدتي حمايتي وهى عبارة تنطوي على بعدين طريف واخر يعبر عن دور الرجل وقواته قوات الدعم السريع في إنجاح الثورة وتأمينها ودعم ترتيباتها السياسية والدستورية بداية من سقطت أول وثاني وثبتت ثالث وترنحاتها بين الفينة والأخرى إلا إن دور الرجل وقواته وفقا للقانون لم يتخلف وتتخلف عن مهامها وواجباتها المنصوص عليها في القانون تأمينا للوطن والمواطن ومكتسباته والثورة ومسيرة الأنتقال المدني الديمقراطي أختلف الناس مع أم إتفقوا .
إن العبارة موضوع القراءة ( حميتي حمايتي ) ليست لها أدنى علاقة بمفردة كسيير التلج للرجل حسب ظرفها المكاني والزماني ومنطلقات الذين أطلقوها ، وإنما اذا صحة التقدير لها علاقة مباشرة بحالة الزلزلة والفتنة الكبرى وركوب الرأس الذي ترافق مع الساعات واللحظات الأولى من سقوط النظام والاعلان السياسي والدستوري عن نجاح الثورة ، وبتالي حجم الهجوم الكثيف الذي تعرض له الرجل وقواته بجانب عمليات التشهير السياسي والاستفزازات والإساءات المفرطة والفجور في الخصومة الشخصية والإجتماعية والسياسية التي كانت تعج بها البيئة السياسية وقتذاك ، ولكنه وقواته قد تصدوا لتلك الحملات الممنهجة والمنظمة تصدوا لها بالصبرين صبر بلال بن رباح وصبر أيوب وبالتوعية والشروحات الاعلامية الواسعة والتي ساهمت فيها الرؤى المتجددة مساهمة فاعلة من خلال قراءات وطنية متجردة دون إيعاز من احد لأن معالم ومسرح المعركة كان مكشوفا ( ديك النعقة وخيل الهجعة ) فكم يتذكر الجميع بيانات وتصريحات الرجل التي لم تخلوا في تلك اللحظات العصيبة الرهيبة من قيم الشجاعة والصراحة والشفافية وقواته قوات الدعم السريع وتلاحمها التاريخي مع القوات المسلحة والمنظومة العسكرية والأمنية وهي ترابط ليل نهار وفي الحر اللافح والناس صيام ترابط في مداخل الكباري ومقرات الدولة الإستراتيجية وأعلام الوطن والثورة ترفرف معلنة بأن الوطن والثورة مؤمنة فلن تؤتي من باب التأمين العسكري والأمني وقد كان والحمد لله .
الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي لم تجمعنا به حتى اللحظة أي معرفة وتعارف مباشر على الرغم أن هناك عدد من المناسبات أفراح كانت أو أتراح قد جمعتنا ولكن بطبعي غير ميال للتواصل مع المسئولين في مثل هكذا ظروف ولم افكر يوما في أن ( اطاطر) له كما في رأي المثل الدارفوري الطريف ( المسئول كان ماشافاك طاطر قدامو ) المطاطرة المقاطعة أمام المسئول وهى مهارة شعبية قديمة للتواصل الذكي مع كبار وصغار المسئولين خاصة أولئك الذين تحيط بهم حلقات كثيرة من الدوائر والبطانات المنعية وغير المنعية حيث يقال تحت تحت في هذه الجزئية بأن الفريق أول حميدتي محاط أربعة حلقات ( بطانات ) وخامستها حلقة القلاجة والسيد حميدتي من بيئة تعلم من هو القلاجي والصرقالي وام بتاري والشلانقي والرمالي والكضاب أبو نعيلات ، من الفرص النادرة التي جمعتنا والرجل بالصدفة كانت قبيل سقوط النظام السابق في مناسبة زواج أحد أبناء القيادات بصالة مارومينا بحدائق ستة أبريل بالخرطوم حيث تنبأت في تلك اللحظة بالمشهد والأدوار الوطنية الكبيرة التي إطلع ويطلع بها القائد حميدتي وقواته قوات الدعم السريع في ظل التغيير والتحول السياسي الكبير الذي إنتظم البلاد منذ سقوط النظام السابق حينما قلت له من مسافة وهو في طريقه الى سيارته مع إخرين قلت له السيد حميدتي خلي بالك أوع تدلوا السروج من ظهر الصافنات الجياد في إشارة إلى أن الوضع وقتذاك قد أخذ في الترنح والدنيا إتجهت نحو الولود بلا (درة) بمعنى ضرع فإنصرفنا كل منا وشأنه حيث لم تمض أيام من تلك المقولة حتي ظهر الفريق أول محمد حمدان دقلوةحميدتي رمزا من رموز الثورة والتغيير والتحول الديمقراطي وقد ظل جواده( بناتل) في كل إتجاهات الفزع والفازعة بمختلف ميادينها السياسية والأجتماعية والأنسانية والاقتصادية والدستورية والتأمينية والدبلوماسية ، ولكن على الرغم من جهوده السيادية والعسكرية التي لاتخطئها العين الطبيعية المنصفة إلا أن والنصيحة هنا لوجه الله ، امامه اليوم قبل الغد جملة من التحديات الوطنية الكبيرة على الصعيد الشخصي والدستوري وقائدا لقوات الدعم السريع ، التحدي الأول وحدة القيادة السياسية الدستورية العليا أمام مسئوليتها التاريخية للخروج بالبلاد الى بر الأمان ، التحدي الثاني كيفية ادارة تقاطعات القوى السياسية عبر لملمة مرجعياتها السياسية الوثائقية موضوع التقاطعات والخلافات بما يفضي إلى مشروع وطني سياسي إجتماعي اخلاقي مقتدر يحقق الاستقرار والتنمية المستدامة بالبلاد من خلال العدالتين الإنتقالية والعدالة الدستورية الأنتخابية المستدامة ، التحدي الثالث ، كيفية تأمين مكتسبات سلام جوبا وتلافي سلبياته واستكمال مسيرة السلام مع الذين لم يفاوضوا ويوقعوا بعد ، التحدي الرابع الترتيبات الأمنية والعسكرية التي تفضي الى منظومة عسكرية أمنية مهنية دستورية مقتدرة تعمل بيد واحدة من أجل صون وحماية الوطن والمواطن ومكتسباته عبر الدستور والقانون ، التحدي الخامس كيفية خلق معادلة سياسية دستورية اخلاقية توائم بين فرص تحقيق مطلوبات تبادل المصالح والمنافع الوطنية مع الشعوب ومنظومة العلاقات الثنائية والأقليمية والدولية بجانب عملية الحد من خطر التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية تدخل مباشر وغير مباشر ، التحدي السادس كيفية وضع التدابير الإسعافية والإنعاشية للواقع الحياتي المعيشي المرير الممسك الآن بتلابيب المواطن مع وضع خارطة طريق من خلال سياسات الانعاش الاقتصادي المبكر للدخول في مرحلة الإقتصاد المقتدر ، التحدي السابع كيفية التوافق على أساسيات مشروع وطني قومي وحدوي شامل يجنب البلاد والعباد خطر التجارب التراكمية السابقة الفاشلة وخطر التشرذم والتفكك والضياع ، ولسع الكلام راقد …