دمج الدعم السريع واقع ولكن ……
يتوافق معظم الساسة السودانين الحادبين على مصلحة الوطن على الهدف الاستراتيجي القومي فيما يخص المؤسسة العسكرية السودانية وهو الوصول الي جيش قومي واحد موحد وهو امر لا يختلف فيه إثنان وإن قوات الدعم السريع يجب ان تعمل وفق منظمومة القوات المسلحة السودانية وهذا هو الحديث الذي ظل يردده الكثير من قادة الجيش والبرهان نفسه خلال الأيام الماضية عبر منابر متعددة رغم توقيعه علي الاتفاق الاطاري الذي وضع جداول زمانية تحدد طريقة الدمج والإجراءات التي تتم في اطار ذلك وهو امر طبيعي ان تكون المؤسسة واحدة حتى لا يكون هناك خلل بنيوي في المنطلقات والاهداف اضافة الي العقيدة القتالية وغيرها من البرامج النفسية والمعنوية ، إلا انه في المقابل وفي هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان حيث يعاد بناء الدولة السودانية بمؤسساتها في محاروه المتعددة التي تؤسس لمستقبل اكثر تراضي بين المكونات الاجتماعية السودانية واكثر قبول بين القوى السياسية ويعاد تنظيم البنية الاساسية للدولة بما يجعل من امر معالجة المظالم التاريخية التي خلفت الكثير من الغبن واسهمت في اشعال الفتن والاحتراب وغيرها ، لذلك ، لابد من ملامسة الحقائق الماثلة والظاهرة بصورة واضحة من اجل عمل المعالجة و الحديث في المسكوت عنه من المسائل والتعقيدات التاريخية التي طالما عملت على تعزيز الغبن وزيادة معدل عدم الثقة …
رغم الاحترام الكبير الذي تُحظي به هذه المؤسسة في نفوس اغلب السودانيين بحكم التركيبة السايكلوجية والمهام الكبيرة التي تطلع بها وهو مستحق إلا انها تعاني من الخلل الظاهر منذ الاستقلال اذ يستشعر الكثير ان المؤسسة العسكرية السودانية محتكرة في شكل القيادة لفئة معينة كما الدولة السودانية مع تواجد بعض الترميزيات التضليلية الاخرى في السودان وعزز هذا الامر اكثر نظام الانقاذ خلال الثلاثون عاماً الذي هتك فيه المؤسسة اكثر من خلال العمل بمرجعيات سياسية حيث طاله التخريب فى كل مفاصله انطلاقاً من البعد السياسي في التراتبية العسكرية مروراً بالثقل الجهوي المتمظهر في القيادة مما جعل الثقة شبه مفقودة فيه من طيف كبير من الشعب السوداني عوضاً على خوض غمار بعض المعارك الداخلية غير المبررة ختاماً بقتل الشباب امام بوابة القيادة العامة بل عمد قادة الجيش على تسريح كل من وقف الى جانب الشعب ( الصالح العام ) و ظلت الكشوفات تتوالى من خلال الاحالات مما جعل الكثير من الشعب السوداني يرى ان هذه المنظومة العسكرية والامنية تحتاج الى معالجات في شقين بداية من ابعاده تماماً من المناورات السياسية أو التوصيف أو السند السياسي لضمان عدم قيامه بآي إنقلابات مستقبلاً من خلال الخلايا مروراً بمعالجة شكل الصورة التي يجب ان تكون متناسقة مجتمعياً للمشاهد والمراغب حيث يستوعب كافة اطياف وجغرافيات الشعب السوداني في كل المستويات والمؤسسات الداخلية التي يتم العمل فيها بإنتقائية سياسية أو جهوية حتي لا تكون الصورة معطوبة للوحة الخارجية ، وذلك يتطلب قطع الطريق امام الاجسام السياسية التي تريد ان تمتطي جواد المنظومة العسكرية خاصة عناصر ( الوطني) الذين خرجوا بالباب ويراودهم امل العودة بالشباك محاولين تغيير جلدهم مرة آخرى حتي يواصلوا ما استمرأوا فعله مما يساهم بصورة فاعلة و كبيرة في حيادية المؤسسة
و سعة البصيرة و عمق البصر لمجابهه تحديات المرحلة و حاجايتها حتى تطلع بأدوارها القومية كاملة وفق رؤية شاملة تحقق االامن والسلام والاستقرار بصورة أفضل ..
يظل الامران ، وهما مهمان ، الاصلاح الامني والعسكري والدمج ، امران يجب ان يسيران وفق تراتبية متوافق عليها على ان يسبق اصلاح المؤسسة العسكرية بما يعزز ثقة الشعب السوداني فيه حتى يمهد للمرحلة الثانية وهو دمج الدعم السريع بصورة كلية …
21/2/2023 م
