الحرب الروسية الأوكرانية.. هل أخرج الغرب “المارد من القمقم”؟
يرى كثير من المراقبين والخبراء بأن الحرب الروسية الأوكرانية ذات تأثير كبير على المشهد العالمي من نواحي عديدة إقتصادية وسياسية وأمنية و تغييرات في موازين القوى العالمية.
وفي التفاصيل وخلفية الأزمة يقول خبراء انها بدأت في العام 2014 في أوكرانيا حينما تم تنفيذ انقلاب مسلح في كييف بدعم من أمريكا وأوروبا.
القوى المتطرفة عندما وصلت إلى السلطة بكييف والت الغرب و نشرت الكثير من القيم المخالفة ورفض سكان القرم الاعتراف بالحكومة غير الشرعية بكييف وأرسلت عصابات أوكرانية لقمعهم من بينها عصابة “ازوف”وتأزم الوضع الإنساني وبدأت معالم المواجهة وقد شكلت روسيا حماية كبيرة للقرم وتم ضم شبه جزيرة القرم من قبل الاتحاد الروسي في مارس عام 2014 بعاصمتها سيمفروبول حيث كانت جزءاً من الأراضي الأوكرانية منذ عام 1954 ضمن الاتحاد السوفييتي، تدار الآن ككيانين فدراليين روسيين وهما جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول الاتحادية، حتى عام 2016 تم تجميع هذه الكيانات في ما يُسمى «منطقة القرم الاتحادية». ورافق الضم تدخل عسكري من روسيا في شبه جزيرة القرم الذي حدث في أعقاب الثورة الأوكرانية عام 2014، وكان جزءاً من اضطرابات أوسع في جنوب وشرق أوكرانيا وفي 23 فبراير، أقيمت مظاهرات موالية لروسيا في مدينة سيفاستوبول عاصمة القرم. واستولت القوات الروسية على المجلس الأعلى أو ما يُعرف ببرلمان القرم في يوم 27 فبراير،كما استولت كذلك على مواقع إستراتيجية في جميع أرجاء شبه جزيرة القرم، مما أدى إلى تنصيب حكومة سيرغي أكسيونوف الموالية لروسيا على شبه الجزيرة، وإجراء استفتاء حول حالة القرم وإعلان استقلالها بتاريخ 16 مارس عام 2014 وتزامن ذلك مع إعلان روسيا عن ضمّها لشبه جزيرة القرم يوم 18 مارس عام 2014.
يعارض الاتحاد الروسي تسمية الضم، حيث يدافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الاستفتاء بحجة امتثاله بمبدأ تقرير حق المصير للشعوب. قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في شهر يوليو من عام 2015 أن القرم قد اندمجت تماماً مع روسيا.
وفي فجر 24 فبراير من عام 2022، شنت روسيا حربا على أوكرانيا أطلقت عليها اسم “العملية العسكرية الخاصة”، و كان يفترض أن ينتهي خلال فترة وجيزة امتد إلى أكثر من عام، في حين لا يلوح في الأفق أي نهاية للقتال الذي أوقع العديد من القتلى ، ودمارا كبيرا في أوكرانيا.
خروج المارد
وفي خطاب ألقاه في الجمعية الفيدرالية، أمام النخبة السياسية في البلاد وعسكريين حاربوا في أوكرانيا، اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الغرب ببدء الصراع، معتبراً أن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تسعى إلى إلحاق الهزيمة ببلاده.
وأضاف في خطاب أمام البرلمان، الثلاثاء، أن “تدفقات المال الغربية لتزكية الحرب لم تنحسر”، معتبراً أن الدول الغربية “أخرجت المارد من القمقم”. وقال: “هم من بدأوا الحرب وفعلنا كل شيء لمنعها”.
كما شدد على أن الغرب سعى لتحويل صراع محلي إلى صراع عالمي. ورأى أن بلاده تواجه خطراً وجودياً، مؤكداً أنه “من المستحيل هزيمة روسيا في أرض المعركة”. وأردف أن كييف أجرت محادثات مع الغرب بشأن إمدادات الأسلحة قبل العملية العسكرية.
كذلك اتهم الغرب بالسعي إلى تفكيك النظام العالمي الذي تم التوصل إليه بعد الحرب العالمية الثانية.
إلى ذلك، أشار إلى أن الناتو طلب الإشراف على قوات الردع النووية لبلاده، معتبراً هذا “الطلب هو العبث بعينه”.
ولوح مجدداً بالنووي، قائلاً: “لو نفذت الولايات المتحدة تجارب نووية فسنفعل المثل”.
وعن المعاهدة مع واشنطن، قال إن روسيا علقت مشاركتها في المعاهدة مع الولايات المتحدة التي تضع قيودا على الترسانات النووية الاستراتيجية لدى الجانبين. وقال “أجد نفسي مضطرا للإعلان اليوم أن موسكو علقت مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية”.
كذلك أوضح بوتين أن بلاده مستمرة في قتالها على الأراضي الأوكرانية، قائلا إنها ستقرر مهام العملية خطوة بخطوة. وتابع: “فعلنا كل ما هو ممكن لحل مشكلة دونباس سلمياً، لكن الغرب أعد سيناريو مختلفاً”.
أما على الصعيد الداخلي فتوعّد بمحاكمة “الخونة” في روسيا. وقال إن “كل الذين اختاروا خيانة روسيا يجب أن يُحاسَبوا أمام القانون”، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأمر ليس عبارة عن “مطاردة ساحرات”.
وفيما خص إقتصاد بلاده، أكد أن موسكو تتحدى محاولات الغرب لتدمير الاقتصاد الروسي عن طريق حزمة غير مسبوقة من العقوبات. وأضاف أن تريليونات الدولارات على المحك بالنسبة للغرب لكن تدفقات الدخل الروسي لم تنضب.
أخطاء غربية
يرى الدكتور سمير عطار الخبير في الشؤون الدولية ان الغرب سلح أوكرانيا وشجعها على شن حرب على المناطق المتاخمة لروسيا وحدودها وعلمت المخابرات الروسية ذلك.
وأكد عطار ان الغرب يدعم الانقلابيين في أوكرانيا ويدعي الديمقراطية بينما يهاجم الدول التي لا تتوافق مع رؤيته بمزاعم الإنقلاب ذاته.
وأضاف عطار إن الدب الروسي حول المعادلة بالكامل ضد التوجهات الغربية وتجري المعركة لصالحه إلى الآن.
وقال على الغرب أن يحذر من خطورة تمدد الصراع خصوصاً مع تواصل التسليح لكييف في معادلة غير متكافئة لافتاً إلى أن موسكو تمتلك قوى عظمى لا تستطيع الدول الغربية مجتمعة هزيمتها ناهيك عن أوكرانيا التي تبدو وكأنها وقعت في فخ غربي انجر وراءه زيلنسكي بغباء وعدم قراءة واقعية للمشهد.