من المستفيد من تحويل البطانة لمعركة لتصفية الحسابات السياسية ؟
لم يفلح وفد الحكومة برئاسة دكتورغازي صلاح الدين العتباني في مفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في عام 2004 من نزع فتيل أزمة بند الترتيبات الأمنية، حينما أصرت الحركة الشعبية بسحب القوات المسلحة من كافة ولايات جنوب السودان وعندما رفض وفد الحكومة، قامت الحركة الشعبية بقلب طاولة التفاوض بالإستيلاء على منطقة توريت وانسحب وفد الحكومة من التفاوض. وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية وقتئذ على عثمان محمد طه أن وفد الحكومة لم يعد إلى المفاوضات إلاً بعد تحرير توريت وسارع الوسطاء بممارسة ضغوطات مكثفة للحركة الشعبية بالخروج من توريت ولكنها رفضت، ولكن القوات المسلحة استطاعت تحرير مدينة توريت وهيأت الأجواء لعودة وفد الحكومة للتفاوض من جديد. بالمقابل قالت قوات درع السودان التي اعلنت عن نفسها في السابع عشر من ديسمبر من العام الماضي من خلال عرضًا عسكرياً كبيراً في جبال الغر بمنطقة البطانة وسط البلاد، بأنها جاءت من أجل فرض قوتها بالسلاح وتعمل ضد حركات الكفاح المسلح التي وقعت إتفاق جوبا لسلام السودان بعد ان جهزت نفسها وتأسست قبل عامين ماضين. ويتساءل اهالي منطقة حطاب بشرق النيل لمصلحة من يتم استخدام ارض البطانة للعمليات العسكرية ، ومن المستفيذ من درع السودان ؟ ومن الضحية ؟ وهل الحكومة ليست على علم بما يجري من تجيش في العاصمة،؟ في الوقت الذي اعترضت لجان المقاومة باحتلال رفاعة من قبل قوات ذات صلة وثيقة بالعسكر والنظام المعزول على حد وصفها، من دون اعتراض السلطات الأمنية بالمدينة. ويكشف المراقبون للمشهد السوداني ان عدد قوات درع السودان بلغت الآن (30) ألف جندي معظمهم من الدفاع الشعبي والأجهزة الأمنية ومليشيات تخطط لإسقاط الحكومة المترتقبة إذا لم تستجب الى مطالبها واتخذت اتفاق جوبا لسلام السودان شماعة لتجيش القوى المدنية المعارضة للاتفاق، ونصح المراقبون بتعديل أو إلغاء اتفاق السلام المُبرم في جوبا وبالأمس الجمعة كشفت مصادرعسكرية شاركت في أجتماع مغلقة برئاسة والي الخرطوم المكلف، أحمد عثمان حمزة، عن معلومات في غاية الخطورة تفيد بان قوات درع السودان تخطط لتدشين عملها السري في كل ولايات السودان اليوم السبت بمحلية شرق النيل، منطقة حطاب استعدادا للمرحلة المقبلة قبل تشكيل الحكومة المرتقبة باتخاذ تدابير كافية لتنفيذ قرارها، من دون إعطاء تفاصيل إضافية وطالبت الأجهزة الأمنية بولاية الخرطوم بإتخاذ الحيطة والحذر واسراع الخطى لملاحقة قوات درع السودان بالإجراءات القانونية قبل فوات الأوان. وفي ذات السياق كشف بيان صادر عن عموم نظارة قبيلة البطاحين محمد المنتصر خالد طلحة عن اعتراض اهالي المنطقة قيام قوات درع السودان في منطقة حطاب بمحلية شرق النيل عمل أي استعراض لقواتها بدعوات التجييش والعسكرة التي تزعزع الأمن في المنطقة وقال ان ذلك مرفوض جملة وتفصيلا من حيث المبدأ، وأن الواجب الوطني يحتم أن ننأى بالقبيلة ومجتمع شرق النيل كافة، عن هذا العمل غير المسؤول، وتحويل مناطقهم الآمنة إلى ساحات حرب وعسكرة القبائل وتكوين المليشيات المسلحة والعبرة والعظة بما حدث في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق . وأعرب المراقبون للمشهد السوداني عن بالغ اسفهم لحالة الإنسداد في الأفق السياسي بين الأطراف المتنازعة ولكن ان يتحول الأمر إلى تعريض حياة وأمن المواطن للخطر المحدق في ضواحي العاصمة القومية من أجل تفتيت النسيج الأجتماعي لايمكن السماح به، مشيراً إلى ان قوات درع السودان انهت قبل أيام عرضاً عسكرياً في مدينة رفاعة بولاية الجزيرة جنوبي العاصمة تخللته عمليات تسجيل وتجنيد لعناصر جديدة. ويتسأل اهالي منطقة حطاب بشرق النيل لمصلحة من يتم استخدام ارض البطانة للعمليات العسكرية ، ومن المستفيذ من درع السودان ؟ ومن الضحية ؟ وهل الحكومة ليست على علم بما يجري من تجيش،؟ في الوقت الذي اعترضت لجان المقاومة ما اسمته احتلال رفاعة من قبل قوات ذات صلة وثيقة بالعسكر والنظام السابق على حد وصفها، من دون اعتراض السلطات الأمنية بالمدينة وتحاول جهات تسويق شائعات بحدوث خلاف بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، لبلبلة الرأى العام السوداني والتحرك وتنفيذ اجندتها وتسميم الأجواء والإنقلاب على الوضع الراهن بإسناد خارجي من دول الجوار وتقلص نفوذ حميدتي الذي يدعم الإتفاق الإطاري .