بيانات

محمد الهادي محمود يكتب: رسالة الي الرعيل الاول من الحركة الوطنية . استعادة الدولة السودانية لحضن شعبها

.

جمهورية السودان تلك الدولة وسيادتها التي حققها الرعيل الاول من الحركة الوطنية بقيادة الزعيم الراحل الازهري المؤسس الاخضر النبراس المليون ميل مربع بجنوبها قبل شمالها وغربها قبل شرقها هي الوطن في قلب الشرفاء والمناضلين من ابناء وبنات الشعب السوداني الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون .

واجهت الحكومة الوطنية الاولي براسة الزعيم الازهري بعد اتفاقية الحكم الذاتي متاعب ومصاعب جمة كما واجهت كل حكومات الانتقال بعد الثورات السودانية المجيدة التي ادهشت العالم من حولنا بعد ثورة اكتوبر عام 64 وانتفاضة رجب ابريل عام 85 وثورة ديسمبر 2018 كانت هي بمثابة امتحان صعب لهذه الحكومات ولكن قد نجح الرعيل الاول وحكومته الوطنية الاولي نجاح منقطع النظير في مواجهة تلك الصعاب بالوحدة الوطنية والجبهة الداخلية المتماسكة بكل الوان الطيف السياسي والمجتمع الاهلي وناخذ امثلة من تلك المصاعب لتكون لنا عبرة واعتبار ونحن اليوم نعيش اصعب واعقد مراحل تاريخ الوطن السودان في ان لا تنزلق الدولة السودانية الي الفوضي واتون الحروب وما لا يحمد عقباه فكانت تلك الصعاب التي واجهت الحكومة الوطنية الاولي التي كان يشكلها الحزب الوطني الاتحادي منفردا هي

اولا تحقيق السودنة اي سودنة الوظائف في الخدمة العامة التي كان يشغلها الانجليز والشوام والمصرين في عهد الاستعمار واحلال الكادر السوداني المؤهل لشغل تلك الوظائف والتي تمت بالحيدة والنزاهة المطلوبتين وتركت لنا خدمة مدنية نضاهي بها اكبر الدول هذه الحيدة والنزاهة التي مارستها لجنة السودنة وعلي راسها المناضل محمود الفضلي وبقية العقد الفريد من لجنة سودنة الوظائف والتي شهد بها الخصوم قبل الاصدقاء لحكومة الاستقلال .

ثانيا حققت الحكومة الوطنية الاولي جلاء قوات المستعمر الانجليزي من البلاد فواجهتها الحكومة الوطنية بفكرة التبرع بدفع قرش بماسمي بمال الفداء وفي ذلك قال شاعر االاتحادين من ولاية نهر النيل
شوف نداء الزعيم كيف سري في شعبه
حتي ود كرجا ( بكسر الكاف ) الباين تعبه ( يقصد فقره ) باع حماره واتبرع بو
فكانت ملحمة جمع مال الفداء لدفع استحقات الجنود والموظفين الاجانب كانت هي بمثابة ملحمة وطنية اثبت فيها الشعب السوداني قوة ارادته وعزيمته في مواجهة الصعاب والتحديات التي تواجه الوطن .

ثالثا اعلان الاستقلال من داخل البرلمان والذي كان قد افضت اتفاقية الحكم الذاتي مع الانجليز ان يتم استقلال السودان عبر الاستفتاء الشعبي العام ولكن تفتقت فكرة اعلال الاستقلال من داخل البرلمان المنتخب من الرعيل الاول للحركة الوطنية التي كانت تبيت النية لذلك فكان لابد من الاجماع الوطني لتحقيق الاستقلال فكانت الدعوة من الزعيم الازهري للنصف الاخر من المعادلة السياسية للبرلمان وهم حزب الامه برعاية السيد عبد الرحمن المهدي فكانت الموافقة من جناح المعارضة في البرلمان فكان ذلك الاجماع الفريد الذي ادهش الجميع واسقط في يد المستعمر الانجليزي فما كان منه الا ان يرضخ لارادة الشعب السوداني في ان يحقق استقلاله وان يصبح السودان وطن حر ذا سيادة ويرتفع علمه زو الالون الثلاث ازرقه واصفره واخضره فوق سارية القصر يرفرف عاليا خفاقا معلنا عن جمهورية السودان دولة ذات سيادة بين دول العالم .

رابعا واجهة الحكومة الوطنية الاولى ايضا تمرد الجنوبين في العام 1955 والذي كان يطالب بفصل الجنوب عن السودان وذلك نتاج لسياسة فرق تسود التي ابتدعها المستعمر الانجليزي بزرع الخلاف بين ابناء الشعب الواحد فكانت سياسة المناطق المقفولة لجنوب البلاد لسنوات طويلة التي فرضها المستعمر علي جنوب السودان مما ادي لعزلة الجنوب عن الشمال فكان تمرد الاخوة الجنوبين والذي واجهته الحكومة الوطنية بالحكمة والصبر والحوار حتي تم اخماد هذا التمرد ولكن للاسف نظام الانقاذ المباد جاء وفرض السياسات العنصرية والحرب الدينية مما ادي لانفصال الجنوب عن الوطن الام السودان .

خامسا واجهة الحكومة الوطنية الاولي ما عرف لاحقا باحداث مارس عام 1954 عند زيارة الرئيس محمد نجيب رئيس جمهورية مصر للسودان فاراد حزب الامه وهو من الاحزاب التي كانت تنادي بالاستقلال التام دون اي ارتباط مع جمهورية مصر التي كانت علي راسها حكومة ثورة 23 يوليو 1952 فارادت قيادة حزب الامة ان تظهر الراي المنادي بالاستقلال دون اي ارتباط مع مصر فحدث في تلك المظاهره اشتباك ادي لاقتيال عدد من ضابط وافراد من قوات الشرطة التي تدخلت للسيطرة علي الموقف وعدم الاحتكاك مع القوي الاخري من السودانين وتم اعتقال بعض قيادات حزب الامة وقد وجهت لهم تهمة القتل ولكن تدخلت حكومة الزعيم الازهري وتم العفو العام عن المعتقلين وتفويت الفرصة علي الحاكم العام الانجليزي الذي كان ينتظر مثل هذه الفرصة في الخلاف بين قيادان الحركة الوطنية السودانية والذي كان يريده الحاكم العام الانجليزي تفعيل المادة في الاتفاقية التي تنص علي الانهيار الدستوري في حالة الفوضي لتمكينه من اعلان الاحكام العرفية والبقاء في الحكم بهذه الحجة وعدم الخروج من السودان ولكن حكمة الرعيل الاول للحركة الوطنية مجتمعة فوتت الفرصة بهذا الاجماع الفريد في الحكمة والصبر علي حل كل المشاكل التي تواجه الحكومة الوطنية حتي تستطيع تحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والحكم المدني كما يجب علينا نحن الان في هذه الظرف الدقيق والصعب من عمر الوطن والازمة السياسية تمسك بخناق الوطن وشعبه في تطلعه للحرية والمدنية والسلام والعدالة والكرامة الانسانية ان نتمثل هذه الروح الوطنية في التسامي علي الصغائر من اجل الوطن .

و نقول نحن للرعيل الاول من الحركة الوطنية وعلي راسه الزعيم الخالد اسماعيل الازهري ان ابناؤكم وبناتكم واحفادكم ماشين في سكة الثورة الديسمبرية العظيمة نمد حاملين الراية خفاقة لن تسقط ابدا طالما هنالك الازاهير حاملين للمبادئ الوطنية الحقة هدفهم
رفعت هذا الوطن العزيز ووحدة اراضيه وحريته وسلامه واستتباب امنه والعدالة للناس كافة خاصة وعامة واستقرار وتنمية وازدهار الوطن كل ذلك قدامنا هدف استراتيجي لن نحيد عنه ابدا رغم الصعاب والاحن والمحن وكثرة الاعداء الحاملين لجنسية الوطن زورا وبهتانا وهم اصحاب المصالح الذاتية الضيقة .
هذا الوطن كبير بتاريخه المتد عبر العصور والقرون بشموخ الرجال وكبرياء النساء
نقول لرواد الحركة الوطنية الخالدة ارقدوا بسلام فهذه الراية لن تسقط دونها الارواح والمهج والدماء الغالية التي بذلها الشهداء الابرار عبر التاريخ الطويل للوطن والثورة التراكمية في سبيل تحقيق دولة المواطنة المتساوية والحرية والسلام والعدالة والكرامة الانسانية .

محمد الهادي محمود
الثلاثاء 7 مارس

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى