*ماتَ تلميذٌ فی المدرسةِ* !! .. محجوب فضل بدری-
-كان هو الوحيد من بين إخوته، الذی تربیٰ فی كنف عمه صِدِّيق بقرية صراصر بالجزيرة بينما،عاش بقية إخوانه وأخواته بين حوش بانقا، وحی كوبر،لذلك جاء( *مُحَمَّد حسن أحمد البشير* ) مختلفاً عن إخوانه بعدما إكتسب (طولة بال ناس الجزيرة) ونال خفض العيش فی بيت عمه صديق بصراصر،(مقارنةً) بالحياة فی منزل ابيه العامل بمزرعة (كافوری) !! -التی أصبحت ضاحية كافوری الآن،ويستنكر البعض ،تشييد الرٸيس البشير وإخوان الرٸيس،منازلهم فی كافوری- وماعلٍموا كيف كانت تعيش تلك الأسرة الكريمة فی بيت جالوص -داخل المزرعة-وفی غرفته شقوق يدخل منها الضب،كما يصفها الرٸيس۔حتی إنها من بٶس شكلها الظاهر للعيان،ظَنًّ دفعة البشير فی الكلية الحربية(سمير خليل،إبن الخرطوم إتنين)،إنها أنادی!!
– تخرَّج محمد فی كلية الآداب جامعة الخرطوم الجميلة ومستحيلة ،وسافر إلی الأمارات العربية المتحدة،وعمِلَ فی مجال الترجمة والنشر،وبقی هناك حتی فَجَّر شقيقه الأكبر (عمر) ثورة الإنقاذ الوطنی،فعاد كبقية الذين هجروا رغد العيش فی دول المهجر،تلبية لنداء الوطن،ونصرة لدين الله،وركلاً للدولار الذی إستعبد غيرهم ورضوا بأن يكونوا مع المواطن فی عيشه،وكده وجهده من أجل حياة كريمة،أو موتاً فی سبيل الله،ميتة تسُرّ الصديق،وتغيظ العدو۔
– عكف محمد علی العمل الخيری الإنسانی فأسس منظمة *معارج* المعارج: مصاعد الملائكة، وهي السلالم. وقيل: الفواضل العالية و النعم. والعروج: ذهاب في صعود. آه
وأنشا مدارس المواهب الخاصة والتی كانت تقوم علی فلسفة الأخذ من أموال الأغنياء وردَّها علی الفقراء،وقد كان فقد قامت المدارس علی مبانٍ راٸعة متناسقة،مشتملة علی أفضل بيٸة،معتمدة علی كوكبة متميزة من المعلمين والمعلمات،من مرحلة الحضانة وحتی المرحلة الثانوية،تخرج فيها آلاف التلاميذ والطلاب وعرجوا فی مدارج العلم حتی أعلی الدرجات،كل هذا (والأستاذ محمد حسن) رٸيس مجلس الإدارة،لايكاد يعرفه أحد،فی جلبابه البسيط ،وحياته التی لا يحيط بها أی مظهر من مظاهر الترف،ولا تُميَّزها أی علامة من علامات السلطة،حتی يقال لك (ده شقيق الرٸيس البشير !!)۔
-بذل محمد جهده ماوسعه الجهد،فی الزود عن إسم السودان بصفته رٸيساً لمنظمة مدنية طوعية عاملة، فی كل المحافل الدولية ذات الصلة مثل مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة والذی ناصب بلادنا العداء،ولا يزال !! وكان لمنظمة معارج حجة وبرهان علی سلامة صفحة بلادنا من إی إنتهاكات لحقوق الإنسان،أو مقارفة للإرهاب بالتصنيف الغربی للإرهاب !!
-أصدر محمد كتابه الموسوم ب (تلميذ فی المدرسة) سطَّر فيه مذكراته وذكرياته بدقة وأمانة،حتی ليحس القارٸ بأنّه لايزال تلميذاً فی مدرسة الحياة،وهو المعلِّم الذی أفنی حياته فی إضاءة الطريق لغيره،وهو يحترق يوماً بعد يوم حتی نضب زيت مصباحه وانطفأت شمعته علی السرير الأبيض بمستشفی يونيفرسال بالخرطوم بعد فرحة قصيرة جداً ببراءة شقيقة الأصغر المهندس علی،وكان يتحرّق شوقاً للفرح الأكبر بنصرة شقيقه الأكبر (المشير عمر) وخروجة المظفر من محبسه !! لكن إرادة الله شاءت أن تختار (تلميذ فی المدرسة) فتخرجه من ضيق الدنيا إلی سعة الآخرة،وما عندالله خيرٌ وأبقیٰ۔
– التعازی الحارة نسوقها للمشير البشير أسد أفريقيا الرابض فی محبسه راضياً بحكم الله،مُحتسباً الأجر والثواب من عنده جلَّت قدرته وتقدَّست أسماٶه،والتعازی موصولة لأسرته الكبيرة ولأسرته الصغيرة۔ولأهل قرية القدار مسقط رأس الشهيد المشير الزبير،وقد بنی لهم مركزاً صحياً وفاءً لذكری ذلك البطل المٍقدام۔
-اللهم إن (محمد حسن) كان يشهد إنك أنت الله وحدك لا شريك لك،وأن محمداً عبدك ورسولك،ومات علی ذلك،ونحن نشهد،اللهم فتقبله قبولاً حسناً،وأنزله منازل الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين،وحَسٌنَ أولٸك رفيقاً،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلی العظيم،ولا نقول إلا مايُرضی الله،إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون،وصلی الله علی سيدنا محمد وعلی آله وصحبه وسلم۔