دعوة الاتحاد الافريقي لفتح (الاطاري) .. دعوة متاخرة تحتاج لوقفة حقيقية
شدد الاتحاد الافريقي على ضرورة عمل اصلاحات في الاتفاق “الاطاري” لعملية الانتقال الديمقراطي في السودان لضمان ان يكون اتفاقا شمالا يجد القبول من كل القوى المدنية والسياسية. وبدى واضحا ان كل من الامم المتحدة والاتحاد الاروبي والاتحاد الافريقي تحاصر الاطراف السودانية من اجل العبور بالاتفاق الي بر الامان ونجاح العملية السياسية. وشدد خبراء ومراقبون على ضرورة عدم التقيد بالضغوط الغربية والامريكية ، بالتوقيع على الاطاري دون اي ضمانات للاستمرارية او ضمان حدوث توافق سياسي. والتزم المجتمع الدولي في وقت سابق بدفع العملية السياسية في السودان الى الامام وتوفير الدعم المادي المطلوب للانتقال، بيد ان كل الدول لم تلتزم بوعودها وكذلك الصناديق المالية الدولية والاقليمية على حد سواء . ويقطع خبراء ومراقبون بان السودانيون قادرون على حل مشاكلهم وهم ليسو بحاجة للغرب ، لانهم اي الغرب يقدمون مصالحهم على مصلحة السودان. وعاب المحلل السياسي ناجي محمد عبد الله على الاتحاد الافريقي الصمت طوال الفترة الماضية وهو شاهد على اتفاق جوبا لسلام السودان والتزام الاصدقاء وعدد من الدول على تقديم الدعم اللازم لتنفيذ الاتفاق وتنزيله على ارض الواقع بيد ان الجميع صمت بما فيهم الاتحاد الافريقي مضيفا بالقول بان الاتحاد الافريقي انتظر كل هذا الوقت للقدوم بمثل هذا التصريح الخاوي. وفي السياق راى الناشط السياسي موسى محمدين بان الاتفاق الاطاري لابد له ان يكون مفتوح للنقاش ومفتوحا على القوى السياسية المختلفة وعدم حصره على قوى بعينها مشيرا الى ان هذا يكرس للإقصاء وابعاد الاخرين وهذه واحدة من الاسباب التي اطاحت بحكم الرئيس السابق عمر البشير. ونبه محمدين الى ضرورة اعمال الحكمة وصوت الحق حتى تنجح العملية السياسية في تحقيق توافق سياسي في القصايا الوطنية العليا والملحة ، مبينا انه دون ذلك فان الاتفاق الاطاري سيكون عبارة عن مسكن للازمة السودانية التي قال انها تحتاج لجراحات عميقة وعلاج شافي وراى محمدين انه من الاجدر دعوة الرافضين الى الجلوس والنقاش معهم بدلا من قفل الاتفاق وعزل القوى السياسية الاخرى دون النظر الى فاعليتها.