ام اسماعيل (بالدارجي كدا) … دقلو و أفورقي الجوار الآمن …
*مبدأ حُسن الجوار من أهم المبادئ الأساسية التي تنظم العلاقات السياسية بين الدول المتجاورة وهذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة الأولى للأمم المتحدة وفيه تؤكد على إنماء الودية بين الدول على أساس إحترام المبدأ الذي يقضي بالمساواة في الحقوق بين الشعوب ، ويكون لكل منها حق تقرير مصيرها وإتخاذ التدابير لتعزيز السلم في العالم … وهذا المبدأ أقرته الديانات السماوية والقوانين الدولية كما قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ) … ومن هذا المنطلق كانت زيارة نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول/ محمد حمدان دقلو لدولة أرتريا*
*وأي خلل بهذا المبدأ السابق الذكر لا يؤثر على الجوار فقط إنما يشمل المحيط الإقليمي … وحُسن الجوار يلزم إحترام الحدود ومعلوم الحدود الكبيره (حوالي 605 كلم) مع الجارة أرتريا والتى تمتد من رأس قصار على البحر الأحمر وحتى أم حجر عند مثلث الحدود السودانية الارترية الاثيوبية ، وهي أرض خالية من التضاريس الجغرافية عدا نهرين موسميين ينبعان من أرتريا ليكون دلتي القاش وبركة … هذه الحدود السهلية الكبيره بالإضافة للتداخل القبلي ليس تداخل فقط بل يمكن الجزم بوجود ثلاثة قبائل كبيره مشتركة تتداخل وتتطابق اللغات غير العربية بين الدولتين … مهد الطريق لتمكين تجارة البشر والتهريب وخلق بيئة قوية ومتقدمة في تلك الحدود وتمتلك أسلحة ذات تقنية عالية جداً تجعل ملاحقتهم والقضاء عليهم شبه مستحيل … لولا تواجد قوات الدعم السريع بالمنطقة وحسم هذه الظواهر لتفاقمت الأزمة … فللدعم السريع قدرات إحترافية معروفه في التعامل مع ملفات مكافحة الإرهاب وتجارة البشر والتهريب … فقوات الدعم السريع لم تعد معنية بحفظ أمن حدود السودان فقط بل كل الحدود بحسم لتوفير الجوار الآمن … والحدود الشرقية تشكل عبء على المواطن السوداني لأن بها أكبر نقطة لمعسكرات اللاجئين خاصة من دول الجوار أرتريا وأثيوبيا فهم يشاركون المواطن الخدمات الأساسية وهذا يثقل كاهل المواطن … ويجب على المنظمات المعنية بهذا الشأن والمجتمع الدولي الالتفات لهذا الامر ودعم الدولة لتحفظ لهؤلاء اللاجئين حقهم الإنساني …*
*وخلال زيارة حميدتي لأسمرا كان ضمن الوفد المرافق وزير الخارجية السفير دفع الله الحاج علي ولهذا دلالات لتنمية وتعزيز الدبلوماسية الرسمية بين البلدين ، فالدبلوماسية الشعبية تحفها الحميمية على مر الزمان ولم تتأثر بالمقاطعة التى كانت بين الرئيس المخلوع والرئيس أفورقي … والآن الجوار آمن وتكاملت الدبلوماسية الشعبية والرسمية في عهد دقلو … ولهذا ناقش لقاء دقلو وأفورقي سبل تعزيز هذه العلاقات الأزليه ، وقدم دقلو شرحاً مفصلاً لأفورقي عن أوضاع السودان في ضوء الإتفاق الإطاري والاعلان السياسي ، الجدير بالذكر بأن ملف الشرق من الملفات المهمة لأرتريا لأن شرق السودان منطقة تماس لهم وإستقرارها يعني إستقرار البلدين … وتضمن الإتفاق الاطاري مجموعة ورش منها الورشة الثالثة تحت مسمى (خريطة طريق الاستقرار السياسي والأمني والتنمية المستدامة في شرق السودان) التي نظمتها الأمم المتحدة والإتحاد الافريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) …*
*وأتت الزيارة أكلها باتفاق الطرفين لتعزيز التعاون المشترك والتنسيق بين البلدين في كافة المجالات لخدمة مصلحة البلدين …*
*خالص إحترامي*
*🖋️ أم إسماعيل*