إعلان الحكومة يضع المجتمع الدولي على المحك
أعلن الناطق الرسمي بإسم العملية السياسية خالد عمر يوسف عن اجتماع، ضم نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، والقوى المدنية الموقعة على الإتفاق السياسي الإطاري، بحضور الآلية الثلاثية تم فيه الإتفاق على إعتماد مواقيت نهائية للعملية السياسية، والتي تبدأ بتوقيع الإتفاق النهائي في الأول من أبريل وتوقيع الدستور في السادس من الشهر نفسه، وتشكيل مؤسسات السلطة الإنتقالية في الحادي عشر من أبريل. وأوضح خالد عمر أن إجتماع القصر الجمهوري كان إمتداداً لإجتماع عقد ببيت الضيافة بحضور رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ونائب رئيس مجلس السيادة وتم من خلاله إعتماد المواقيت النهائية للعملية السياسية. ويدخل السودان مرحلة حاسمة من تاريخه السياسي عقب التوافق على الإتفاق الإطاري وإعلان الزمن المحدد للتوقيع على الإتفاق النهائي وتشكيل الحكومة، مما يشير إلى قرب إنتهاء الأزمات التي أحاطت بالبلاد طوال السنوات الماضية. وأبدت عدد من الأطراف غير الموقعة على الإتفاق الإطاري، رغبتها في التوصل لإتفاق سياسي ينهي أزمة البلاد الراهنة، وطالبت نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو خلال إجتماعها معه، بمواصلة مساعيه الحميدة لتقريب وجهات النظر وجمع الأطراف، من أجل التوصل إلى توافق حول الترتيبات اللازمة لإستكمال العملية السياسية. من جانبه توقع رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس أن يتم دعم السودان بعد التوقيع النهائي على الإتفاق. وأضاف فولكر أن الأمم المتحدة ليست طرفاً بصندوق، لكنها تنسق مع الدول المانحة. وكشف بيرتس عن عقدهم لإجتماعات تحضيرية مع الدول المانحة والبنك الدولي وغيره، وقال أن على المجتمع الدولي الإستعداد لمساعدة السودان للعودة إلى المسار الديمقراطي، مؤكداً دعم الأمم المتحدة للسودان، وقال بيريتس: (نحن ندعم السودان في المرحلة الإنتقالية فإذا بدأت مرحلة إنتقالية جديدة بالتأكيد سنكون هنا لدعم الإنتقال، وأتوقع أن يكون شركاؤنا في الإتحاد الأفريقي والإيقاد معنا ومع السودان). وقالت الباحثة والمهتمة بالشؤون الدولية رفيدة الشيخ أن السودان يدخل مرحلة جديدة يحقق فيها آمال وتطلعات الشعب السوداني عقب ثورة ديسمبر. وأكدت رفيدة أن المجتمع الدولي صار أمام تحدي كبير للوفاء بتعهداته بدعم الحكومة المدنية في السودان، وهو ما إقترب تحقيقه الآن. وشددت رفيدة على أن محاولات التنصل عن دعم السودان سيفضح المجتمع الدولي ويعريه تماماً، لأنه تعهد وإشترط ولا مجال للتنصل بعد ذلك. وقالت الباحثة أن المجتمع الدولي رهن في وقت سابق تقديم الدعم للشعب السوداني بالتطورات السياسية، وهو خطأ كبير أن تربط الدعم الإنساني بشروط سياسية تفرض من خلالها أجندتك ومصالحك. ونوهت رفيدة إلى أن السودان إعتمد قبل ذلك على الدعم الدولي، الذي وعدت به كثير من الدول الغربية حال تشكيل الحكومة المدنية، ولكنهم تنصلوا عن ذلك، ولم تأت مؤتمرات دعم السودان التي تم الحشد لها بأية نتائج. وطالبت رفيدة الحكومة القادمة بعدم التعويل على الدعم الغربي والوعود الزائفة، مشيرة إلى ضرورة إعتماد السودان على موارده الذاتية، والإستفادة من الروشتة التي قدمها نائب رئيس مجلس السيادة في خطابه الأخير، والتي تحدث فيها عن الإهتمام بالقطاعات الإنتاجية، وإستثمار خيرات البلاد الزراعية والحيوانية والطبيعية وتوجيهها نحو المواطن في كل أرجاء السودان بعدالة وإنصاف، والإهتمام بالتعليم والصحة كأهم عوامل النهضة الشاملة.