(فنجان الصباح) … احمد عبدالوهاب .. الإصلاح الأمني والعسكري.. عفوا (ممنوع الإقتراب والتصوير)!!
نقطة غالية كسبها الفريق أ حميدتي بكلمته التي ألقاها في ورشة الاصلاح الأمني والعسكري.. كانت كلمة سياسية بامتياز وجاءت عامرة بالموضوعية والالتزام ونأت بنفسها لأول مرة عن كل مايثير حفيظة المؤسسة العسكرية وتفوقت على كثير مما يهرف به أدعياء السياسة.. وفي هذه الورشة بات حميدتي أقرب إلى رفقاء السلاح من الرفاق حلفاء اليوم.. فقد اوصد سيادته الباب بعنف أمام كل المزايدات السياسية، عندما طلب اخراج( بند الاصلاح الامني والعسكري) من أي سجالات سياسية فهذه العملية بالذات يتعين معالجتها خلف غرف موصدة بإحكام على حد قوله.. مما يعني وبكل صراحة وبدون لف ولا دوران انه ممنوع ( الاقتراب والتصوير) على غير أهل الشان والمختصين ومن يهمه الأمر ..
إلى ذلك.. فقد وفقت كلمة حميدتي في تأكيدها على ضرورة تزامن الإصلاح العسكري الذي من شأنه الوصول إلى جيش واحد، وبين عمليات إصلاح تطال كافة أجهزة الدولة لإخراج البلاد من حالة التوهان السياسي..
وفي الوقت الذي جدد فيه حميدتي انحيازه ودعمه خيار التحول الديمقراطي دعا كل قادة البلاد – السياسيين بالذات- بتحديد الخطوات وتقديم التنازلات الواجب اتخاذها وصولا للحل السياسي النهائي..
وبذا قطع حميدتي الطريق على كثيرين – وطنيين وأجانب – كانوا وطنوا أنفسهم دخول المطبخ العسكري ليكونوا جزءا لا يتجزأ من فريق الطهاة الذي يسعده أن يقدم (الجيش والدعم السريع) لقمة سائغة إلى أنياب المؤامرة الغاشمة، وعلى طبق من ذهب..
مافهمته من وراء كلمة حميدتي أن العسكر حين نأوا بأنفسهم عن الشأن السياسي، ودخلوا في عملية اصلاح شائكة وشاقة ومعقدة، يتوجب على السياسيين أن يحذوا حذوهم بالنأي ايضا عن الشأن العسكري تماما، والانشغال بترتيب بيوتهم السياسية من الداخل، والاستعداد لجراحات وتقديم تنازلات مؤلمة و عميقة.. و مكافأة ذهاب العسكر للثكنات، بعمليات احماء ساخنة استعدادا للانتخابات.. وكما قيل( كما يدين الفتي يدان) ..