(وطن النجوم) .. علي سلطان .. مائدة الحاج مهران الرمضانية في القاهرة
نحو الف صائم يتحلقون حول مائدة رمضانية تمتد من بداية شارع سليمان الحلبي المتفرع من شارع عرابي في التوفيقية في القاهرة-وسط البلد- وينتهي الشارع عن إشارة شارع عابدين او قد يمتد شرقا.. ولكن هذه المائدة الرمضانية الواسعة تنتهي عند الشارع الفرعي الذي يقطع شارع سليمان الحلبي من الجنوب الى الشمال، تمتد المائدة على جانبي الطريق كراسي وطاولات، كل طاولة عليها اربعة كراسي.
في وقت مبكر يجتمع الناس حول المائدة بجلسون علي الكراسي في هدوء ونظام دون جلبة او ازعاج.
هذه المنطقة من بداية شارع سليمان الحلبي معروفة بانها خاصة بمحال قطع الغيار للسيارات.
في وقت محدد يُجلب الإفطار على ثلاثة طناجر كبيره(حِلل) كبيرة. تبدأ عملية التوزيع بتوزيع الخبز من قبل عدد غير قليل من الموزعين ثم توزع اطباق الاكل، وتتكون عادة من ثلاثة اصناف. َويتم توزيع بعض الحلويات بعد ذلك.
قبيل موعد الاذان بقليل، يتجمع الصائمون حول المائدة، ولا تجد كرسيا خاليا.. وهناك جزء مخصص للنساء والعوائل.. يتم ايضا توزيع الطعام والعصائر على سائقي السيارات الذين يمرون على الشارع.
بعد الإفطار يتفرق الناس سريعا وتتم عملية النظافة وجمع الكراسي والطاولات في وقت وجيز.. قبيل صلاة العشاء.. تكون الاحوال في الشارع هادئة والشارع نظيفا.
والشارع منذ بداية رمضان مضاء اضاءة عالية وقوية، وكانك في منتصف النهار.
وراء هذا العمل الصالح الطيب واطعام هذا العدد يوميا بالحماسة ذاتها والهمة ذاتها والمحبة ذاتها، تجد يد الخير والبركة ممدودة من محسن مصري ورجل اعمال له محال في هذا الشارع اسمه الحاج( مهران) . لم اقابله من قبل، ولا اعرف عنه شيئا، ولكن اتابع بشكل يومي العمل الذي يقوم به ومساعدوه بحكم سكني في عمارة تطل على الشارع.. قيل لي: إن هذا الرجل الصالح ولا نزكيه على الله يوزع الصدقات قبيل العيد على من يجتمعون حول محله.
ارجو ان لا اقصم ظهر هذا الرجل الطيب بالكتابه عن عمله الصالح.. ولكن سرني واسعدني مايصنع.. ربما يكون ذلك دافعا لمحسنين غيره يحذون حذوه.. ويقدمون الخير للمجتمع.
وشاهدت امس قبيل الافطار مقطع فيديو ابكاني وخفت على عيني اليمنى التي اجري لي فيها قبل بومين عملية مياه بيضاء ان تتاثر بهذه الدموع. فككفت دموعي سريعا..الفيديو من تصوير وتعليق شخص كويتي يصور مجموعة من الأسر اليمنية نساء واطفال يسكنون في بيوت من الحطب لا تقي من الحر ولا من الزهمرير، لايملكون طعاما ولا قوتا ولاحياة.. مشاهد محزنة مبكية لاتُصدق. وكانك في العصر الحجري وليس القرون الرسطى..!! وهناك بيوت مثلها وحالات مثلها في السودان، لا يصل اليهم احدٌ..!!!
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
لا اله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين.
كان المتحدث الكويتي يعدهم بالخير والدقيق والزيت..الخ واظنهم قد فعلوا.. فاهل الكويت اهل خير ومعروف وشهامة.