د. خالد حسن لقمان يكتب : محمد حاتم سليمان .. هل هذه هي العدالة .. ؟؟!!
ط
.. هل نحن في هذا البلد نحتاج لإعادة تعريف مصطلحات القانون و العدالة و الإنسانية و الأخلاق ..؟؟!! .. إذاً كيف يمكن أن تقولوا في شخص يحبس لأكثر من أربعة أعوام كاملة و تزيد و يعرض علي قاعة المحاكمة لما يناهز الخمسين جلسة دون أن يصدر قراراً نهائياً بشأنه ويظل محبوساً في السجن طيلة تلك الفترة في انتهاك صريح لحقوقه الدستورية والإنسانية .. ؟
.. هل تصدقون ان السجين محمد حاتم سليمان المدير السابق للهيئة السودانية للاذاعة و التلفزيون يقبع الآن في السجن لأربعة سنوات و يزيد و قد منع خلال هذه الفترة من متابعة كل شئون حياته الطبيعية حتي حضور دفن شقيقه الأكبر الذي تولي رعايته حتي عبر المراحل الدراسية والجامعية و كان بمثابة والده الذي رعاه ووضعه علي مسار الحياة وهذا الشقيق ليس بالرجل النكرة وإنما هو سفير لجمهورية السودان بل و من أكثرهم ذكاءً و ثقافة و تأثيراً في فضائه الدبلوماسي الذي عرف به و فيه .. السفير إدريس سليمان الذي توفي خلال الأسبوع المنصرم و جيئ بجثمانه من دولة مصر الشقيقة و نعته الدولة السودانية علي كل مستوياتها بدءاً من مجلس السيادة و وزارة الخارجية و البعثات الدبلوماسية بالخرطوم والمنظمات الدولية والاقليمية كافة اضافة لمكونات المجتمع السوداني السياسية و الاجتماعية و القطاعات الاستثمارية و الاقتصادية و رجالات المجتمع السوداني .. كل هؤلاء عرفوا قدر فقيد البلاد السفير ادريس سليمان وجميعهم مثلوا جهاتهم الاعتبارية و الاجتماعية و استقبلوا الجثمان ثم واروه الثري في وفاء وطني ليس بغريب علي السودان و أهله .. ولكن الغريب هو أن يمنع أقرب الناس الي هذا الفقيد من أن يكون بين كل هؤلاء .. حتي محطة التلفزيون القومي الذي كان مديراً له نعت شقيقه الفقيد مع كافة الفضائيات والإذاعات !!!! .. ما الذي كان سيحدث اذا ما راعينا الحقوق الدستورية والانسانية بل و راعينا أخلاقنا و مثلنا الوطنية مع هذه الحالة ..؟؟ .. لماذا كل هذا الإيذاء المعنوي .. ؟؟!! .. فقط ساعة من الزمن يقبر فيها الرجل شقيقه الأكبر و يعود لمحبسه الذي فيه .. ذلك المحبس الذي حبس فيه أربعة سنوات كاملة دون صدور إدانة حتي الآن متعرضاً لأعلي معدل جلسات عرفناها لقضية علي ساحات القضاء السوداني .. خمسون جلسة ..؟؟؟!! .. هل هذه هي العدالة ..؟؟!! .. محمد حاتم سليمان كان فقط مديراً للتلفزيون القومي وقد شهد عهده أكبر القفزات في الإمكانيات الفنية و البرامجية للتلفزيون القومي .. بمعني أنه شخصية قدمتها البلاد لتمثل كبريات مؤسساتنا الوطنية ذات الإرتباط الوجداني بالشعب السوداني وقد رأيناه بالأمس في قفص داخل ( عربة نقل صغيرة ) بعد ان سمح له وبعد جدال طويل بالحضور لمنزل شقيقه ليتلقي العزاء بعد أيام من دفنه ومن قبل كان منعه من حضور زواج ابنته الكبري و منعه أيضاً من زيارة زوجته التي لا زالت تعالج من داء عضال في إحدي المستشفيات ..!! .. لأ أحد كبير علي العدالة مطلقاً بل علي العكس يجب ان يوضع في هذا القفص كل من يتعدي علي حقوق هذا الشعب و ماله و حرياته .. ولكن هل فعل محمد حاتم سليمان شئ من هذا ؟ .. إذاً حاسبوه و أصدروا قراركم القضائي العادل ضده وفق البينات اللازمة و نحن علي ثقة تامة بقضاء بلادنا الذي نحترمه و نوقره .. إذا فعلتم ذلك وأعلنتم الرجل مداناً فلن يدافع عنه حينها أحد .. ولكن ان يحبس شخص كالأستاذ محمد حاتم سليمان وبمثل ما عرف عنه من أخلاق وعفة و استقامة هكذا ولأكثر من أربعة سنوات دون صدور قرار ضده فإن هذا هو ما يدعوا للسؤال ألف مرة ومرة .. هل هذه هي العدالة ..؟؟!! .. الغريب ان التهم الموجهة لهذا الرجل تهم جنائية عادية تتلخص في تصرفات ادارية خارج اطار اللوائح و القوانين .. !!!! … نعم هذه هي التهم .. بمعني ان هذا السجين ليس بقاتل و لا ارهابي و لا قاطع طرق .. فقط كان مديراً لتلفزيون البلاد القومي .. هل هذه هي العدالة .. ؟؟!! ..
.. اللهم انا نسألك في هذه الأيام المباركات أن لا تورثنا في بلادنا ظلماً يحل به علينا غضبك .. إنك لطيف بعبادك ..