بعد ازدياد حوادث (9) طويلة .. عرش العاصمة يهتزّ
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم الاسبوع الماضي أنفلاتات أمنية واسعة بداءت بخروج عصابة اجرامية لتقوم بعمليات نهب على طريق الشهيد هاشم مطر أحد الطرق الحيوية بمدينة بحري واثار تحرك تلك العصابة في وضح النهار ردود افعال وسط المجتمع السوداني وتداوله نشطاء بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي بيد أن شرطة الدوريات بوسط المدينة نجحت في توقيف نحو (12) من عناصر تلك العصابة المتمرسة واخضعتهم للتحقيق ، كانت تلك الحادثة التي ابتدرت الاسبوع الماضي بداية للفت الانظار لظاهرة انتشار عصابات النهب او مايعرف بعصابات (9 طويلة ) أو عصابات النيقرز التي اخذت تتحرك في أحياء العاصمة وبحسب مصادر غير رسمية أن عصابة مشابهة قد قامت بعمليات مماثلة باطراف مدينة امبدة ، ذلك التطور المريع في الساحة الاجرامية يطرح الكثير من الاسئلة حول أسباب الانفلاتات الامنية الاخيرة ويرى البعض أن الاجهزة الامنية باتت غير قادرة في السيطرة على الاحوال الامنية والجنائية بالعاصمة والولايات
ازدياد الجرائم
يؤكد يونس حامد وهو عضو سابق بالمباحث الفيدرالية تفاقم الاوضاع الامنية وازدياد معدلات الجريمة بالعاصمة من خلال عصابات (9) طويلة وعصابات النيقرز والعصابات التي تمارس الابتزاز تحت غطاء الاجهزة الامنية او الحركات المسلحة موضحاً أن تلك العصابات قد ترتكب في اليوم مابين (5 الى 10) حوادث بالعاصمة الخرطوم يصل بعضها لجرائم القتل والاذي الجسيم والإتلاف التي تحدث أثناء تنفيذ الجريمة مستشهداً بحادثة إغتيال أحد الأجانب بحي كافوري من اجل نهب هاتفه الجوال وقتل شاب بغرب امدرمان موضحاً أن هناك جرائم مؤثرة أطلع عليها الراي العام من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وقال حامد أن الاوضاع الامنية بهذه الوتيرة ستهدد أستقرار المجتمع وترويعه من خلال العصابات الاجرامية التي بدأت تدخل الاحياء السكنية وقلب المدن في العاصمة المثلثة مشيراً الى عدد من الشوارع بالاحياء الطرفية يطلق عليها (أخر مكالمة) وتعني ان هاتفك النقال سيتم نهبه في هذا الشارع واعتبره مؤشر لانفراط عقد الامن بالعاصمة خاصة مع الحالة الاقتصادية الصعبة منبهاً الى أن ظاهرة خطف الموبايلات واستخدام الدراجات البخارية ظاهرة منتشرة في كل دول العالم وموجودة بالسودان ولكنها اصبحت ظاهرة خطرة نتيجة العنف الذي تستخدمه تلك العصابات في ارهاب ضحاياها مشيراً الى أن عصابات النيقرز تعرف بحمل (السواطير) والمدي وأن الجرائم المصاحبة لعملياتهم هي الاخطر لانها تتعدى الاعتداء على الاموال لتصل الارواح وراح ضحية لها ابرياء قُتلوا من اجل اموال تافه معظمها من اجل نهب الهواتف النقالة وتجسد الخطورة حادثة اغتيال طالب جامعة امدرمان الاسلامية بالفتيحاب
الاسباب
يضيف رئيس (جمعية صحفيون ضد الجريمة ) الدكتور طارق عبدالله أن الجمعية تقوم بدراسات حول الانفلاتات الامنية الاخيرة وأن الاحصائيات التي توصلت إليها تشير أن (80%) من البلاغات المدونة خلال الاسبوع الماضي ضد النفس والمال تقع اثناء عمليات نهب تنفذها عصابات (9) طويلة وعصابات النيقرز مشيراً الى أن هناك عدة اسباب وراء تلك الظاهرة في مقدمتها ضعف التنسيق الذي كان قائماً بين الاجهزة الامنية في مجال مكافحة الجريمة والهجمة الشرسة على الاجهزة الامنية من قبل النشطاء واحالة الصفوف العليا من قيادات الشرطة للتقاعد وتقزيم دور جهاز الامن والمخابرات الوطني وحصر مهامه في جمع المعلومات فقط وكانت لديه ادارات متخصصة بامكانيات كبيرة تساند الشرطة في مهمتها بجانب مشاركة المجتمع نفسه في عملية الامن من خلال الشرطة الشعبية واللجان المجتمعية وقال احلال تلك المنظومة وإبدالها بمنظومة جديدة كانت بعيدة عن الخطط الامنية وانهاء دور المجتمع ومسئوليته في بسط الامن ترك مساحة كبيرة تتحرك فيها العصابات الاجرامية التي تكاثرت بفعل الظروف الاقتصادية والسياسية والسياسات الرعناء بالعفو عن التشكيلات الاجرامية واطلاق سراحها دون ان يصاحب العفو اجراءات اصلاحية ووقائية ونفى طارق ان تكون الاجهزة الامنية متقاعسة عن واجبها موضحاً بانها تحتاج لدعم الدولة وتوفير المعينات لها والاهتمام بمنسوبي تلك الاجهزة الامنية وعلى راسها الشرطة التي اضحت مهنة طاردة ولاتوفر ابسط سبل المعيشة وقال (الى وقت قريب كان افراد الشرطة يعادلون الفئة العمالية في الهيكل الوظيفي للخدمة المدنية )