ابشر رفاي يكتب في (رؤى متجددة).. في عرس الشرق الكبير تمتم الزمن التمتام (جوبا لية وجوبا مالك علية)

ذكرت في قراءة سابقة بأن احداثيات وحيثيات التجارب الانسانية قسمت الزمن والازمنة إلى اربع مستويات : الزمن الفصيح ، الزمن الصريح ، الزمن الكئيب ، والزمن التمتام … هذا ولكل واحد من تلك الازمنة وفقا لثقافة الوسط الشعبي تمتم واغاني ، ومن اغاني تمتم الزمن التمتام في زماننا هذا وتحديدا في عرس الشرق الكبير هذه الايام اغنية ( جوبا لية وجوبا مالك علية ) والشاهد أن الامثلة الشعبية وهي في معظمها تجارب عملية ناضجة يمكن أن نسقط كثير منها في الوقت الراهن على مشاهد الشرق والشرق ومسارات جوبا وكذلك بين الشرق الكبير والمركز مثال : الني مقبل للنار ، ونار الشرق تخطت اليوم كتمة الدخان وحرقة الملة أم جمرا حي ، وطأة الجمر الوقاد في طريقها مسرعة إلى النار أم شلو أم لهيبا يلفح فهل انتم مدركون أم عن ذلك غافلون..ومن الأمثلة الشعبية موضوع الاسقاط ، العود لو ما فيهو شق ما بقول طق ، والتعشر في الخلا تلد في البيت ، والكلام لو في ما بارك الله في السكات ، ودم الرأس مابخطا الاكتاف ، والجفلن خلن اقرع الواقفات ، والمودر بفتح خشم البقرة ، والبحاوت الجافلات بيلق الجفلن ، واللقمة الكبيرة تشتت الضرا ، وماتجيب الكلمة التتور الجمل ، احذر غضبة الحليم ، الكابسك ما بسمع جعيرك ، ما ضاع حق وراؤه مطالب ، بيت الشورى ما خرب ، والضيق ما رأي ، والفش غبينو خرب مدينتو ، وخشيم مع خشيم ماتو غاد وفهيم مع فهيم وصلو القاضي ، وحلا بالايد ولا حل بالسنون ، وحسادك اجاويدك ، والكضب قلة اكيدة ، وما عندو كبير افتش لو كبير ، وراء كل رجل عظيم امرأة ، والرجال مواقف ، وكذلك دناقر ما كبر عناقر ، والمقالدة كتر محنة ، والقلد بيت الحكمة ، وفلان مع فلان عسل في لبن ، وفلان وعلان وعلانة كلامهم الكلب شايلة ، وجودية المرأة لو كربت الضحى ورا راجل والرجال نوعان رجل مطمح واخر محرش ، البيأكل وحيدا وحدو بموت وحيدا ووحدو ، الضيف مابشيل راس الميت ، والبحرش مابقاتل ، والحاكم لو ما شافاك طاطر قدامو ، وثلاثة مابدورو الخراب ، سيد المال وبيت الحكم وأبو العيال الصغار ، نستخلص من تلك الأمثال عصير قيم مشكل حلو المذاق باردا شرابه مشعشعا بمكعبات ومكسرات ثلج الثقة والتواثق والصبر الجميل نقدمه للراغبين بميادين نزال المركز والشرق الكبير وشركاؤه ( اون لاين وبدون لاين ) .. هذا وللحقيقة والتاريخ ان للشرق الكبير قضية ونضالات تاريخية معروفة قبل كافة الحكومات والانظمة الوطنية المتعاقبة التي يصنف على اساسها ظلما وبهتانا الكوادر المناصلة ، قضية تاريخية تسببت فيها وبشكل مباشر عقب خروج المستعمر الاستراتيجية التأسيسية للدولة المركزية التاريخية العميقة القابضة مقروءة مع سياسات وتدابير وترتيبات انظمة الحكم المتعاقبة ، وممانعتها في عدم دفع استحقاقات المواطنة المتساوية في إطار مشروع دولة التعايش ، واعتمادها كليا بالمقابل على فلسفة دولة العيشة التي لا تقر سياساتها ومفاهيمها ونظرتها ومعاملاتها لاتقر مبدأ منح الحقوق وتقديم الواجبات على اساس المواطنة . والشهادة لله والتاريخ بأن مواطن الشرق الكبير بمختلف تنوعه ومكوناته قد سلك شتى الطرق والاساليب والنضالات والكفاحات المشهودة في سبيل رفع المظالم التاريخية والمرحلية ورد الحقوق لأهلها الصابرين . نعم قضية الشرق الكبير أكبر من النظام السابق ونظام قحت وقبلهما الانظمة التي سبقت ، بدليل أن النظام السابق حاول معالجة مشكلة نظام الحكم الادارى بالشرق الكبير معالجتها عبر تطبيق نظام الحكم الفدرالى ولكنه للاسف الشديد بدلا من تطبيق الفدرالية المقتدرة طبق الفدرالية المسيسة وما أكثر عيوبها ومنها على سبيل المثال تقصير الظل الاداري الجغرافي انشاء ( الولايات والمحليات والوحدات الاداريةوغير الادارية ) وتعبئتها بمركزية نظام الحكم السياسي القابض شديد الإقصاء والتصنيف والوصايا ، وحينما اتجه نحو التنمية والخدمات صحيح انشأ النظام السابق صندوق تنمية الشرق بموجب اتفاقية سلامه ولكن تبقى مسألة وحقيقة نجاح الصندوق من فشله على ذمة مواطن الشرق الكبير . ولكن وللحقيقة والتاريخ أيضا أن الحراك الاهلى والسياسى والشعبي لأهل الشرق حول اتفاقية الشرق كان اقوى وأكثر انسجاما من الذي يحدث اليوم داخل مسار الشرق واهل الشرق الكبير والحكومة المركزية باتفاق جوبا مع الاخذ في الاعتبار صور الاقصاءات والتصنيفات التي مارسها النظام السابق بحق قيادات الشرق الذين اختلفوا معه حول المشهد العام ومشهد الشرق وقضيته على وجه الخصوص . بعد الثورة وفي ظل الحرية التغيير تفاجأ الشرق الكبير ومواطنه الصابر وقضيته التاريخية تفاجأ بعملية التعاطي مع قضيته بنفس اساليب الانظمة السياسية المتعاقبة كأنك يا الثورة لاقمت لا ثورتي ، ويا ابوزيد لاغزيت ولاشفت الغذو ، وانتي يا الكانداكا وانت الكان داك لا صبيت ولا شفت الصبة ..ولكن أهل الشرق الكبير وطبقته السياسة ينبغي ان يتحملوا جزءا كبيرا من معاناة الشرق التاريخية والظرفية والممرحلة ، كيف ذلك ، نعم حينما قدمت بعض الكوادر والطبقة السياسية مصالحها الذاتية الحزبية وغير الحزبية بأنانية مفرطة وغفلة تامة بمختلف مرجعياتها الايدلوجية والسياسية والتنظيمية قدمتها على مصالح قضايا الشرق الكبير السياسية والدستورية المعززة لمبدأ التعامل العادل علي اساس المواطنة . وبهذا الشأن يحضرنا تماما عندما أعلن عن مفاوضات جوبا في ظل الحرية والتغيير واتخذ المفاوضون من فلسفة وطريقة المسارات وسيلة لتقصير الظل السياسي الذي من شأنه تمكين اهل ومواطني المسارات المختلفة من مخاطبة جذور قضاياهم بانفسهم بعيدا عن كبار الاوصياء وصغار الوسطاء ، بهدف رفع المظالم ، حيث لا يوجد في ذلك الاثناء وعلى الاطلاق لايوجد مايعيب مفهوم ومضمون الفلسفة الادارية لادارة عمليات التفاوض بجوبا عن طريق تعدد المسارات خاصة أن الفلسفة والاسلوب قد ابتكر على الخلفية التراكمية لادارة ملفات السلام بطريقة شمولية ممركزة لاتخلو عن الوصايا السياسية الحزبية الاستعلائية المستكثرة والحلول الدكتاتورية الاملائية الباصمة . ولكن مع الاسف الشديد ثمة اشكالات خطيرة قد ضربت فلسفة المسارات مبكرا ومؤخرا ضربتها في مقتل وهى استشراء وسيادة روح الذاتية والانتهازية وغسيل تبادل المنافع الخطرة والقذرة ، ثم الهيمنة الناعمة للاجندة السياسية والسياسية الحزبية التي اتسمت بروح التصنيف الاقصائى والانتقائية والتهميش داخل مكونات مجتمع الشرق الكبير وطبقته السياسية ، يعني باختصار شديد ومن الاخر كده ، نظام الحرية و التغيير قد مشى وقع الحافر على الحافر مع سياسة النظام السابق في مجالات عدة ومنها مجال إدارة ملف السلام وملف سلام الشرق على سبيل المثال ، فقط أن كان ثمة فرق فقط ، استبدال طلاء النظام القديم بجداريات ملف السلام بطلاء الحرية والتغيير بريشة جديدة عبارة عن ( وهمة في شكل قلبة ) حنبنيهو ونلو حتي تختفي الصورة عفوا تكتمل الصورة !!! اليوم مسارات الشرق والشمال والوسط ومن خلفهم قطاعات واسعة من المواطنين وقفت (حر درت) رافضة مسارات اتفاقية جوبا مطالبة بألغائها بالمرة وهذا هو الني المقبل للنار كما يقولون نحن نسأل ومن حق الجميع كذلك اين ؟ نخب المسارات الحصرية التي ظلت طوال جولات مسارات جوبا تتهجد وتقيم وتشيل الليل من اجل حماية المكتسبات ، أم الحكاية قد تحولت إلى رأي المثل الشعبي ( زيت النعام بشيلو جلده) اين ؟ زملاء المسارات والكفاح المسلح من البحصل ده ولا انطبق عليهم ايضا رأي المثل الشعبي ( المرايدات جزان الصبر ) وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من ظلم الاغراب … اما عن أهل الشرق والشمال والوسط او ما اصطلح عليه بأتلاف البحر والنهر لرفع الظلم ورد الحقوق ، في تقدير الرؤى هي قضية سياسية من الدرجة الاولى يجب تداركها اليوم قبل الغد ، قبل أن تتحول إلى قضية امنية ثم الى امنية سياسية دستورية تصل بالمركز إلى محطة شعر هو ما عندو له رقبة ، فمن هنا تؤكد الرؤى بأن ثمة خيارات حلول سياسية متنوعة لها القدرة والكفاءة الفكرية والسياسية والدستورية لنزع فتيل أزمة المسارات وغير المسارات داخل بيئة ملف السلام ، شريطة إبداء حسن النية وعقد العزائم ، والتوكل ، وحشد الإرادة السياسية والشعبية المفضية للحلول الموضوعية والمنطقية . وعن الناظر محمد احمد الامين ترك هو شخصية حسب معرفتنا المحدودة به شخصية قيادية فذة رمز لايصنف ولاتخطئه العين السليمة ، رجل إدارة اهلية من طراز الرعيل الاول وهو مسئول مسؤلية تأريخية واخوته الكرام رجالات الإدارة الأهلية على امتداد البلاد مسئول بالاصالة عن مجتمعه وجغرافيته وقيمه وعن المكتسبات التراكمية لتنوع أهل الشرق الكبير ، فأي محاولة للتحرش السياسي والسياسي الايدلوجي والتصنيفي الاستعدائى للناظر محمد احمد الامين ترك ، كما الحال بالنسبة للنخب السياسية مثل الكوز والاستدعاء السياسي والمسيس لرمزيته الانتخابية في حقبة النظام السابق التي وسعت الجميع على الطاولة وتحتها ومحرومون كذلك . هذا النوع من كلام الغير مجد يعقد المشهد السياسي والاجتماعي والوطني بشكل اكبر واخطر ، الشئ المهم هو ضرورة النظر وشموله والبصيرة وحكمتها اعمالها على مطالب ترك والذين معه من المسارات الاخرى ، فما هو المانع من استدراك ومعالجة الاخطاء والمظالم المرفوعة ، ليتم معالجتها عبر اتفاقية جوبا ومساراتها بدلا عن الاسراف في الاساءات والتخوين السياسي والسياسي الحزبي ، السؤال ، الا يوجد باتفاقية جوبا ومساراتها أي أبواب طوارئ وخارطة طريق وممرات امنة في حالة حدوث اي تقلبات ورداءة في الاجواء السياسية مثل التي نشهدها اليوم بالمسارات وبالشرق الكبير وهي ملبدة بغيوم الحقوق الغائبة والمسلوبة برأي اصحابها ، وبالفتنتين القائمة والنائمة وبمطر المنزرين !!