صلاح حبيب يكتب في (ولنا راي).. التراخي وعدم الحسم سبب الانقلابات العسكرية!!
صحا سكان الخرطوم بمحاولة انقلابية امس قيل قائدها ضابط يسمى ابكراوى وقد سبق ان احيل للمعاش ابان حكم الانقاذ وتمت اعادته، ان المحاولة الانقلابية التى احبطها الجيش السودانى لم تكون وليدة اللحظة بل تم التمهيد لها قبل فترة وسبق ان تم التداول عبر الوسائط عن محاولة انقلابية يجرى الاعداد لها من قبل بعض الاحزاب السياسية، ولكن وعلى الرغم من رشح تلك المعلومات الا ان العقل لم يكون مستوعبا لتلك الاخبار التى جرى نشرها عن المحاولة الانقلابية والتى كان يجرى الاستعداد لها ،ببساطة العقل لن يستوعبها لكن كل المحاولات الانقلابية غالبا تتم فى السر ولا يعرفها الا من هم يحاولون تنفيذها،فارجعوا للتاريخ فثورة مايو تم الاعداد لها من خور عمر ولم يعرفها احد الا بعد ان استولت على السلطة ،وكذلك الانقاذ التى استبقت العديد من المحاولات التى كانت تجرى وما محاولة المشير الراحل الزبير محمد صالح ببعيدة،لذا كل الانقلابات العسكرية يتم الاعداد لها بسرية تامة،اما المحاولة التى جرت بالامس وتم احباطها لا اعتقد ان عسكرى عاقل يغامر فى تلك الايام بقيام انقلاب، الا اذا كانت وراؤه جهة مستفيدة او تحاول حمايته حتى ولو فشل الانقلاب.. ان محاولة الانقلاب تمت وتم احباطها من قبل القوات المسلحة ولكن السبب فى مغامرة هذا الضابط او هؤلاء الضباط ضعف الحكومة الانتقالية وعدم تعاملها بالحسم والردع اللازم لكل من يجاول افشال الفترة الانتقالية، ان حكومة الفترة الانتقالية تساهلت فى قضية الشرق حتى لو كان لاهل الشرق قضية عادلة فيجب الا تتركهم باغلاق المعابر القومية او اغلاق الميناء او اغلاق اى طريق اخر فهذه امور قومية لا يتدخل فيها حزب او قبيلة فكان على الحكومة اما الجلوس مع كل الاطراف او حسمهم فى نفس الوقت ولكنها تركت الحبل على القارب فهذا اضعف هيبتها واصبحت مثل الطفل الذى يتعلق بلعبة واذا لم تشترى له سوف يفعل كذا وكذا ولكن اذا( ضرب الاب او الام الولد او نهروا نهروه قوية) فلن يطالب بها مرة اخرى، لذا فان الحكومة الانتقالية لم تتعود نهر المتفلتين او حسمهم لتنتهى الاكور فى وقتها ،ان الحكومة ومنذ ان تم التوقبع على الوثيقة الدستورية لم تحسم الامور فتركت الامر لكل قبيلة ولكل منطقة حتى فلت منها العيار واصبحت عاجزة عن وقف اي( احد فى حده) لذا فان المحاولة الانقلابية الفاشلة لابد ان نعيد للمكونيين العسكرى والمدنى عقلهم للعمل فى تناغم مع بعضهم البعض بدلا من التشاكس والتناحر والضرب تحت الحزام ..فاذا احبطت تلك المحاولة هذه المرة فلن تسلم الجرة المرة القادمة وستكون عواقبها على الجميع ولن يسلم منها المكون العسكرى ولا المدنى.. لذلك لابد من مناقشة الامور بكل هدؤ حتى تمضى الفترة الانتقالية الى غاياتها ،ومن ثم يتم الاعداد الى الانتخابات الديمقراطية الشفافة والا سنكون دائرين فى نفس الحلقة ونفس الصراع والخصام والمتضرر المواطن المسكين الذى ظل يمنى النفس بحياة كريمة، ان تلك المحاولة الفاشلة لابد ان تكون الحكومة اكثر شفافية مع شعبها وتمليكهم المعلومات الحقيقية بدلا من الدس، فالان هناك من يسخر للمحاولة الانقلابية زيعتبرها امر مرتب من قبل القوات المسلحة للتغطية على قضية الشرق لذا لابد من دحض كل الاكاذيب عبر المعلومات الحقيقية، فهل تتعلم الحكومة من تجارب الاخرين وتواجه الشهب بالحقائق نامل ذلك.