اسماعيل شريف يكتب : حميدتي (جوكر) بين كرتين
عندما اندلعت الثورة السودانية ووصلت جحافل الثوار برفقة الكنداكات الى تخوم القيادة مستجيرين من رمضاء (الانقاذ) بنارها المتقدة ومحتمين منها بحصنها الامين… في تحدي بطولي نادر بدخول الشباب عش الدبابير بارجلهم وهم لا يعلمون مصيرهم بشكل قاطع.
تردد الجيش كثيرا وهو يواجه نفسه بنفسه ويحاول تحديد وجهته القادمة بين طاعة اوامر قائده الاعلى حينها المشير البشير او مسايرة الثوار او قلب الطاولة والاستجابة لنداء الشعب باقتلاع النظام من جذوره… وهو في تلك اللحظات من الشرود الذهني والعواطف المتارجحة قطع الطريق امام الجميع قائد قوات الدعم السريع اللواء حينها محمد حمدان دقلو واعلن صراحة موقفه ودعمه للحراك الشعبي وحدد مكانه من الأحداث
تبعا لذلك وجد الجيش نفسه بين نارين… نار الشارع الاعزل… ونار قوات الدعم السريع القوية والمدججة بالسلاح.. ولم يكن امامه ماليس منه بد فقرر تنحية البشير والتحفظ عليه في مكان آمن وتشكيل مجلس ابنعوف… ولكن سرعان ما هاج الشارع وماج وطالب ضمنيا بوجود حميدتي والدعم السريع كضامن للانتقال وفي غصون يوم واحد وجد الجيش نفسه امام التحدي ذاته ولم يكن امامه سوى مواصلة الطريق فكان مجلس البرهان الذي اتى بدقلو نائبا له
من هنا بدات جميع الاطراف تلعب على ضمان وجود الجوكر ضمن طاقمها ومحاولة الاستئثار به وابعاده عن الاطراف الاخرى.. وكانت جريمة فض الاعتصام الاسفين الاول بين الجوكر والقوى المدنية.. واستمر دق الاسافين حتى اتسعت الهوة بين حميدتي وشارع الثورة السودانية
ما يحدث الان هو موسم حصاد ثلاثة مواسم من الدق المتواصل.. فهل يستطيع الجوكر تغيير المعادلة مجددا ام يتفهم ان مكانه الطبيعي والافضل هو خيار الشعب والشارع…