هل اوصلت المحاصصة الحزبية العملية السياسية إلى طريق مسدود؟
أكد خبراء ومراقبون للوضع الانتقالي في السودان أن العملية السياسية توقفت ووصلت إلى طريق مسدود رغم النصائح وحديث المنظمات الدولية والمحلية والسياسيين السودانيين وتنبيهاتهم المستمرة للإصلاح، إلا أن شيئاً لم يحدث ولم تتغير الأمور.
وعكس الاستقبال الخجول للذكرى الأولى لتوقيع اتفاق جوبا لسلام السودان هذا الوضع وحجم الصراع على السلطة والذي تجلى في النصوص الجميلة للإعلان الدستوري إلا أنه تبين أنها وثيقة عديمة الفائدة على الإطلاق.
وقد بات واضحاً للجميع انه لم يعد من الممكن تجاهل الوضع في البلاد من قبل السودانيين العاديين، فكل جوانب حياة الدولة تمر فعلياً بأزمة أعمق من أزمة الدقيق والوقود إلى عرقلة قطاعات بأكملها وعدم الوفاء بالتزامات الدولة الأساسية .
وقال الخبير والمحلل الدكتور بشير الحسن مؤسف أن يحدث هذا حرفياً منذ البداية وكان حاضرا نظام المحاصصة، المصمم لتبسيط وتسريع عملية التحول الديمقراطي وظلت رهينة لمن ابتدع هذه المحاصصة.
وأثبتت تجربة السياسيين الحالية في السودان أن الذين ذاقوا طعم السلطة لايريدون نقلها إلى أي شخص، حتى أثناء وجودهم في مناصب عليا بالاتفاق بشكل مؤقت.
واضاف ان السودانيين العاديين لايثقون بالأحزاب والساسة المتشددين،
وقال لهذا السبب :نرى أنه على طول التاريخ جميع من تذوقوا السلطة تغيروا بشكل كامل بعد أن وصلوا إلى السلطة حتى وإن أتوا بنوايا طيبة.
وبتوجيه سؤال واضح للسيد محمد الفكي عن مهده السياسي في حاصنته الحزب الاتحادي الديمقراطي، ماهي برامجه نحو مستقبل السودان .
ويرى المحلل السياسي الدكتور محمود تيراب أن ملخص تجربة الأحزاب والسياسيين في الفترة الانتقالية انها أكدت أن السودانيين العاديين لايثقون بالأحزاب والسياسين المتشددين.
فيما قال رئيس تيار نهضة السودان عبد الله مسار أن محمد الفكي ليس له حزب مسجل ويمارس السياسة بدون قانون.
ويجمع المراقبون أن كل ما فعله حزب محمد الفكي المنشق من الاتحادي انه
– لا يوجد قادة بارزون ماعدا سادة قطع الوعود ،
– لا توجد أفكار يمكن دعمها ، باستثناء اغتصاب السلطة ،
– لا يوجد برنامج ، نحن لا نتحدث عن برنامج وطني ، نحن نتحدث عن برنامج يدعمه على الأقل شخص ما ، باستثناء من يكسبون نقاطًا سياسية فيه ويبحثون عن فرص لإثراء أنفسهم.
بالتالي فإن حزب الاتحادي الديمقراطي التابع لمحمد الفكي ما هو إلا أداة خفية في يد الفكي ، جاهز لأي تطور سياسي للوضع: إنه راضٍ عن تمديد الفترة الانتقالية في مكانة كعضو مجلس السيادة ، وعقده. الانتخابات على نظام المحاصصة – فهو على استعداد لمد نفوذه ليشمل المجلس التشريعي غير المنتخب بعد، أو كما يقول أحد زملائه انه آثر مصلحته الشخصية عندما كان طالب وكرر عاما دراسيا ليحصل على منصب رئيس اتحاد.