صلاح حبيب يكتب في (ولنا راي).. ورحل نقيب الصحفيين تيتاوى!!
غيب الموت الاسبوع الماضى الدكتور محى الدين احمد ادريس الملقب بمحى الدين تيتاوى رحل عن دنيانا بعد رحلة حافلة فى مجال الصحافة والاعلام كان الدكتور محى الدين تيتاوى مدرسة من العلاقات الاجتماعية فقد اسس العديد من الصحف السودانية اخرها صحيفة الاسبوع الذى بداها مع تؤامه الاستاذ احمد البلال الطيب لقد كانت زمالة يسودها الحب والعمل منذ ان كانا فى جريدة الايام التى التحقنا بها فى العام ١٩٨٤ وجدنا الاستاذ تيتاوى والبلال وهما اكثر الصحفيين اهتماما بالصحيفة والصحفيين مع الراحل الاستاذ حسن ساتى فكان ثلاثتهم عماد صحيفة الايام فوجدنا بيئة صحية للعمل معهم فساعدونا ووقفوا الى جانبنا رغم قصر الفترة التى انتهت بانتفاضة رجب ابريل ١٩٨٥ ،الدكتور محى الدين تيتاوى كانت الصحافة السياسية. الرياضية تجرى فى دمه فكان مولعا بالصحافة الرياضية وكان من اعمدة الصحفيين المنتمين الى نادى الهلال كان يقاتل من اجل الهلال، لقد كان لى شرف تلك العلاقة المميزة معه ،وبعد ان استولت الجبهة الاسلامية القومية على نظام الحكم بالبلاد وكلف بانشاء صحيفة سياسية على شاكلة الايام والصحافة ..لقد اسس تيتاوى صحيفة الانقاذ فالتقيته بشارع البلديه فقال لى لقد طلبت من الاستاذ محجوب محمد صالح ووقتها استاذ محجوب كان يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة الايام التى كنت اعمل بها حتى مجئ الانقاذ، قال لى لقد استاذنت منه ان تعمل معنا ،ولكنى رفضت وقلت له كيف اعمل مع نظام لم تعرف هويته حتى الان وانا كنت اعمل فى نظام ديمقراطى؟ تركنى ولكن بعد ان مضت عدة سنوات كلما التقانى كان يقول لى (صلاح) الذى( ابى) اى رفضت العمل معه بصحيفة الانقاذ،امتدت علاقتى بالدكتور تيناوى علاقة تسودها المحبة والاخاء والصداقة والزمالة، حتى كلفته جامعة امدرمان الاسلامية ان يكون مشرفا على رسالتى للماجستير وكان لى هذا الشرف العظيم ، ثم كان له الفضل فى اخيارى لنيل جائزة التمييز الصحفى وهى جائزة خصصها المجلس القومى للصحافة والمطبوعات لتكون ضمن الجوائز التى تمنحها للصحفيين نهاية كل عام مثل جائزة التحقيقات والحوارات والخبر والصورة،فخصصت جائزة التميز الصحفى وكان لى شرف نيلها بفضل الدكتور تيتاوى، ان الراحل تيتاوى قدم للصحفيين الكثير خاصة فى مجال الاسكان فاستطاع بمجهوده وعلاقاته المميزة ان يجعل لكل الصحفيين سكنا فى الحارة ( مية) بالثورة والوادى الاخضر كما عملت على تمليك الصحفيين عربات لزيادة دخلهم خاصة وان مرتبات مهنة الصحافة لا تكفى لعيش الصحفيين ، لقد جاهد الدكتور تيتاوى من اجل الزملاء ومن اجل تلك المهنة، لقد عرفنا الاخ تيتاوى عفيف اليد واللسان ورغم الانتماء السياسي الذى كان يؤمن به ،ولكن لم يجعله ضد اصحاب التيارات السياسية الاخرى وهذا جعله خادما للجميع، لقد فقدت الصحافة قلما صحفيا مصادما ومميزا فنسال الله ان يتقبله المولى القبول الحسن مع الشهداء والصالحين، والعزاء موصول لاسرته الصغيرة واسرته الكبيرة اسرة الصحافة والصحفيين.