ابشر رفاي يكتب في (رؤى متجددة).. جرعات وقائية مبكرة للشعب السوداني ضد جائحة الفتنة المصنعة
قبل أن تكتمل فرحته بازاحة النظام السابق بواسطة ثورة ١٩ ديسمبر المجيدة حتى تفاجأ الشعب السودانى الصبور بمصيبة اخرى اكبر بدرجة عارض وشيطان مارد كانت تقف في قلب ومنحنيات سكة مستقبله الذي صنعه بسواعده الخضراء وسواعد شبابه الواعد شباب شاطر سابق لزمانه تجرد واداء وعطاء من أجل وطن شامخ يسع الجميع بالحق والحقيقة ومواطن في النهاية هو امانته التي ينبغي أن يحافظ ويصون ، اذن السؤال الذي يفرض نفسه من اين جاءت هذه المصيبة ؟ المصيبة ( جاية ) من خمس اتجاهات ، الجهة الاولى القوى السياسية التي تكتكت وخططت وتقاتت بخبث شديد على اختطاف الثورة وتجييرها على نحو سياسي وسياسي حزبي ايدلوجي اقصائى متطرف من جهة وانتهازي انتقامي متصرف من اخرى ، مسخرة الثورة واهدافها وحراكها الجماهيري الثوري روافع سياسية تعبوية تنظيمية ترهيبية تهديدية لتحقيق وتمرير مكاسب سياسية حزبية ضيقة إطارها الزمني فترة انتقالية حربائية ليس في وجهها مزعة لحم لاتمل سؤال الايام والسنين عند تقاطعات سكة الزمن ومحطاته وطرقاته الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المناسبات المفصلية ، هذا النوع من السلوك السياسي الصادم يتناقض تماما واهداف ومقاصد الثورة العليا وشعارها المحترم حرية سلام وعدالة وكذلك الوثيقة الدستورية ( شروط التوجه والتكاليف وتولى المهام ) المصيبة الثانية : – فتح الوطن بكامله للتدخلات الاجنبية التي تستغل وتتخذ على المكشوف المؤسسات الإقليمية والدولية ساترا جيدا لتحقيق مصالحها المشتركة مع الوكلاء والعملاء خطورة هذه المصيبة توظف البعد الخارجى بخبث شديد لاغراض الوعيد والترهيب والترغيب الاجوف عبر الخطاب المسيس والالة الاعلامية العاملة فى مجال غسيل السياسات المحلية والاقليمية والدولية القذرة وشديدة القذارة وهي سياسة اثبتت فشلها التام في كافة دول العالم التي مرت بذات الظروف التي يمر بها السودان الان ، المصيبة الثالثة : – زمهرير حرب الجبهة الداخلية الباردة بين النظام السابق ونظام قحت الاولى التي خطفت الثورة وقحت الثانية التي خطفت الحكومة والهياكل وفرضت مركبة التوجه الاحادي باسم المدنية والمدنية منها براء فهي مركبة حزبية من طراز الكركابة ، فالمدنية السياسية والدستورية المتحضرة وفقا للمفهومين الانساني والرسالي لاتنعقد الا في ظل حكومة وهياكل منتخبة من انتخابات حرة نزيهة ، لاتقوم ( بروز) ولا سلألأ فهي منتوج انتخابي يقوم على عمليات فلاحة سياسية دستورية قانونية تحضيرية مبكرة طرف قانون الانتخابات العامة والمفوضية المختصة ، اما مدنية الثورات الشعبية فهي بمثابة مدخلات ومقدمات للعملية المدنية وليس بمقدورها بأن تنهض شاهدا على المدنية المقتدرة ، وشهادتها لا تبرأ الذمة المدنية ولكن صحيح تثبت من حيث المبدأ قيدك ورقمك الجامعي في الكلية المدنية التي لاتفسر تفسيرا قاصرا بأن المدنية يقصد بها الجلابية والفل ست مقابل البزة العسكرية لا هذه سواقة سياسية حزبية بالخلا فالعسكريون كما أشرنا من قبل في مفهوم المدنية الطبيعية والمتقدمة هم انفسهم مدنيون كيف ذلك ، نعم هم فيها نشأوا واليها تارة أخرى عند التقاعد ، مصيبة هذا النوع من الصراع السياسي الايدلوجي التاريخي الماكر بين النظام السابق ونظام قحت الاولى والثانية هذا الصراع متخذ بكل اسى واسف الساحة الشعبية منصة لتسوية الحسابات الحالية والقديمة وكذلك الهالكة ، فالمصيبة عند الطرفين تؤمن ايمانا قاطعا بمبدأ اما انا او انت ، وكذلك مبدأ السارح بيك ابدا ما بودرك ، ففي الوقت الذي دفنت فيه وتربصت قحت الاولى والثانية تربصت وضمرت العداء والخصومة الفاجرة على مدى ثلاثين عاما والذي جيرت فيها كافة صنوف الاعداء والعداوات حتى آخر لحظة من سقوط النظام وواصلة محاولات الانقضاض عليه بلاتردد ورحمة ، فإن النظام السابق هو الآخر لن يدع قحت الأولى والثانية تهنأ بالسلطة ابدا وسيظل عظمة حوت على حلقها وشوكة كعب على رجلها وخاصرتها لاتمشي الا انحناءة اوحبوا وقعودا في المثل الشعبي ( المابشيل التار ابوه حمار) فقحط الأولى والثانية شالت تارها بسقوط النظام والنظام الذي سقط جدد معركة ثأره مع قحت ، إذن النتيجة المأساوية التي يدفع ثمنها غاليا الشعب السوداني الصابر انت تثأر ، وانا اثأر ، والشعب ساحة مفتوحة لصراع الفيلة وثاراتها اللانهائية المصيبة الرابعة :- نحن الشعب السوداني ، ندري اولا ندري قد شكلنا عبر تجارب انظمتنا السياسية المتعاقبة شكلنا لهم حواضن سياسية اجتماعية يدار عبرها الصراع السياسي التاريخي المدمر للوطن ولانفسنا ولمكتسباتنا التراكمية على قلتها او كثرتها ، فالقوي السياسية موضوع الصراع استمرأت سواقة الشعب بالخلا السياسي الايدلوجي وعبر تصنيفات وهمية وكذلك المصالح الضيقة ، نعم البعيد والقريب يعلم اليوم جميل الشعب السوداني الذي وسع
جميع القوي السياسية حكما وسلطة وجاه على مدى أكثر من ستين عاما ، بكل مرجعياتها السياسية والفكرية والايدلوجية والروحية والحزبية حكم عبر الانتخاب المباشر ومن خلال الانقلابات العسكرية ذات الخلفية الحزبية ، إذن والحديث موجه للشعب لا داعي لتكرار المكرر وتجريب المجرب الفرصة اليوم مواتية للشعب السوداني لتأسيس وبناء السودان الكبير المتنوع شعاره من أجل وطن يسع الجميع بالحق والحقيقة والمصالحة الشاملة ولو كره الحزبيون المؤدلجون والساسة الانتقاميون والعنصريون والاقصائيون وعلي الشعب واجب اكبر بتفويت الفرصة الخبيثة لاستخدامه وقودا للفتنة والحروبات والحرب الاهلية المباشرة والحرب الاهلية بالوكالة وان يحكم الخصوم والفرقاء وليس من حق الفرقاء استغلال الشعب اداة لضرب نفسه بنفسه وهي خطوة خبيثة تمهد للتدخلات الاجنبية وتكرس للتحرش السياسي الاستباقي بالمنظومة العسكرية والامنية وبفرص الترتيبات الامنية وبملف السلام بشقيه السياسي والمجتمعي وهذا في النهاية سيذهب بالوطن إلى حيث الضياع والمواطن الى المجهول حكمة اخيرة ( الاستقرار الكلى والنسبي تاج على رؤوس المستقرين لايراه الا المقلقلين ) سوريا اليمن ليبيا افغانستان نموذج ولسع الكلام يتدافع بسيقان العبارات ومناكب الكلمات وبانفاس الحقيقة الحارة بلا شلع كم وتكمكم وكمامات ..