أبشر رفاي يكتب في ( رؤى متجددة).. اية من كتاب الطوفان السياسي في العهد الجديد
حدثنا الشعراء الافذاذ والشاعرات الجميلات طلعة بهية واطلاع مبهر ، حدثونا في سفر كفاح القلوب السعيدة والسعيدة نسبيا والشقية حدثونا عن أن المفارق عينو قوية.. وعن ناس ظالمين كتير وعن ناس اظلم من ظلم وعن ناس هم الظلم بعينه ، وعن أن الشعب إذا أراد الحياة يوما لابد أن يستجيب القدر …. وفي سياق عبقرية الشرطة في مواكبة تطور الجريمة والسلوك والمسلكية الجنائية ، اخبرنا ذات مرة شرطي عن واقعة لاتخلو عن طرفة قائلا : كنا ذات اليوم ونحن جلوسا في ضرانا العريض بأحد احياء مدينة سنار الجميلة فجأة خرج علينا على مايبدو قد أطلق ساقيه على الريح من مكان بعيد فالتنهيدة شايلة التنهيدة قلنا له يازول الحاصل شنو قال (ساكي) حرامى ( م جاكم بي جاي ) رد شرطي من أهل الضرا كان يرتدي لباسا مدنيا ، نعم تفضل خذ شوية نفس واشرب ليك موية الحرامي قبضناه تب نحن الان بصدد اقتياده للحراسة ، فحتار ناس الضرا في حديث رجل الشرطة مع هذا الضيف ، الذي اتضح لاحقا بأنه ضيف خيف اليد ثقيل الظل والدم ، فهمس أحد حضور الضرا في إذن رجل الشرطة قائلا والله نحن مافاهمين أي حاجة ، قال الشرطي اصبروا شوية تفهموا كل حاجة ، وفي الاثناء ظهرت كمية من الناس مهرولة تجاه الضرا كل واحد حاملا لعصاة ضخمة عاضا طرف جلبابه ، واخرى لافحة ثوبها لفح قائلين بصوت جماعي ، ياجماعة ( م جاكم حرامي بجاي) ، رد الشرطي نعم جاء الحرامي وقبضناه واودعنا الحراسة كمان ، والان الأمر قد أخذ مساره القانوني ، كتر خيركم تفضلوا اشربوا ليكم موية وعايز منكم نفر نفرين لتمام الاجراءات ، فتعجب الحرامي من ذكاء الشرطى السوداني ، والذي ولاول مرة يصطاد المرء أربعة عصافير بحجر واحد …وهي عصفور كشف الحرامي ، وعصور سترته وحفظ كرامته الانسانية ، عصفور التقيد بالاستحقاقات الجنائية ومنع ارتكاب جريمة او جرائم اكبر بسبب جريمة محددة يحاكم عليها القانون ، وعصفور حفظ هيبة الدولة والحكومة والشرطة بأعمل القانون بمهنية عالية وبفقه قانوني وذلك من خلال التصرف الجيد بتوسعة مفهوم زمان ومكان التحفظ الجنائي والحماية الذكية ، وكذلك اعمال الفكر القانوني المطور المتصل باتجاهات الجريمة وسلوكها ودروبها الوعرة والعويرة …. وباسقاط الواقعة على مشهدنا السياسي يمكننا القول وبكل صراحة ووضوح ، فبينما الشعب السوداني جالسا في ضرا ثورته الفسيح وتجاربه الثورية الافسح ، يتفاكر حول ماضي تجاربه الثورية ومستقبل بلاده الذي رسمته ثورته الشعبية الشبابية الظافرة ، تفاجأ الشعب بشخوص انى بعضهم من مكان قريب والبعض الاخر من مكان بعيد وقفوا يتنهدون يتصببون عرقا تسأل يا ناس ما في حرامي جاء بيجاي ، رد الشعب السوداني بسؤال استفسارى قائلا حرامي شنو !!، قالوا حرامي سرق زاملة الثورة بما حملت ، قال الشعب في سره ومن واقع تجاربه وعبقريته قائلا للمجموعة المتعقبة السارق ، اجلسوا خذوا قسطا من الراحة انتم الحرامية ولكن تتعابطون ، حيث لم يمض الوقت طويلا حتي وضح جليا بأن المهرولين هم الذين سرقوا الثورة بمكتسباتها سرقوها على طريقة ، حاميها حراميها ….. نعم وحينما نربط الثورة بأهدافها العليا ومقارنة ذلك بالاوضاع السياسية الراهنة التي اخذت البلاد في عدة اتجاهات بالغة الخطورة ، اتجاه الفشل الكل في ادارة ملفات الفترة الانتقالية بشهادة القائمين على الأمر بانفسهم ، تشظي مكنونات المشهد ، اعتصام القصر الثابت للحرية والتغيير الإصلاح والميثاق ومكونات الكفاح التراكمي والمكونات الوطنية الحية من أجل وطن يسعى الجميع بالحق والحقيقة ، واحتجاجات المسيرات المتحركة التي دعت لها مركزية الحرية والتغيير ، ثم تردي الاوضاع المعيشية والخدمية وتشييع فرص التنمية إلى مثواها الاخير ، ثم تروس الولايات وترس ترك ، تمترس الحركتيتن حركة عبد العزيز وعبد الواحد وتعاملها مع القضية والمشهد الراهن على طريقة سهر الجداد فالقط اذا لم يبلغ ذيله جداريات القفص فصوت القط الاحرش والقطة الرقيقة مكملا للناقصة المهم نوم مافي عديل ، ثم حالة الغاء وتجاهل صوت ودور المعارضة الرشيدة في تقويم وتقوية مسيرة الحكم بالبلاد ، ثم المستثمرون في خلافات الجبهة الداخلية بالداخل والخارج .. جملة هذه التحديات جعلت اعتصام القصر يتبني مخرجا للازمة بوابته السياسية تصفير منصة تأسيس الحرية والتغيير والشركاء لصالح الحرية والتغيير الميثاق والتوافق الوطني يرافقه شعاري حرية سلام وعدالة وشعار : معا من أجل وطن يسع الجميع بالحق والحقيقة عبر اعمال العدالتين العدالة الانتقالية والعدالة الدستورية المستدامة بعيدا كل البعد عن خطاب إلمحاكمات السياسية الإعلامية وخطاب الكراهية الاجتماعية والسياسية وكذلك خطاب الكراهية الحزبية الايدلوجية الاقصائية والانتقامية البغيضة ، ثم يأتي خطاب خط الحرية والتغيير الأولى والثانية والثالثة في الاتجاه المعاكس تماما لمنصة اعتصام القصر ، أما المصطادين بالداخل والخارج في مياه الفرقاء العكرة فهؤلاء يلعبون حربائيا بفرصتين فرصة خراب دار ابوك ، وفرصة فرض الابوية علي المشهد برمته تارة بالترغيب واخرى بالترهيب وثالثة سواقة بالخلا ( راسو عديل ) عليه أن مالات هكذا مشهد تلافيها والخروج منها من واقع المسئولية التاريخية والاخلاقية طرف رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء ، رئيس الوزراء كما أشرنا من قبل هو المسئول الأول عن حسن إدارة الحكومة ، والحكومة اليوم سياسيا واخلاقيا ودستوريا اصبحت في قبضة نصوص الوثيقة الدستورية المحكمة التي نصت على أن الفترة الانتقالية تدار بكفاءات وطنية مستقلة بمعنى الكلمة وليس بحزبية مستغلة ، تنفيذيا تقف الحكومة عند محطة فشلنا الأولي والثانية والثالثة بدليل تردي ورداءة الاوضاع الحياتية والمعيشية بشهادة الرواد والمروضين واطفال الرياض . اما رئيس مجلس السيادة فهو معني بحسن إدارة الدولة والدولة اليوم اصبح مشهدها الداخلي والخارجي يتهدده بصورة مباشرة واحد من ثلاث السقوط والانهيار المباغض ، ثانيا اندلاع الحرب الاهلية الضروس الشاملة بغتة التي لاتبقي ولاتزر وقد اكتملت مقوماتها واسبابها الوجيه والموجهة من زمن بعيد . ثالثا بلوغ مرحلة الدولة الفاشلة من الدرجة الناعمة ظاهرها الدولة وباطنها التدويل المزل القائم على العمالة والارتزاق التي اساسها سيادة مبدأ الارادة مقابل الايرادات ايرادات السياسة اللاوطنية القذرة وصولا إلى آخر محطات الدولة القطرية الفاشلة بمعاول ادوات الهدم الناعمة وهى محطة دولة خضراء الدمن … ختاما والشهادة لله والوطن وللتاريخ وللذين تسببوا في المشهد الماثل من اساسه تقرأ الرؤى اية من كتاب الطوفان السياسي في العهد الجديد ، وهى أن الذين سرقوا الثورة ولم يقروا ويتوبوا لهم عذاب لعنة الثورة والثوار والضمير ولعنة الجماهير .