أوي إلى القرآن الكريم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يقينا تاما وإيمانا ثابتا أنه الملاذ الآمن والمشخص والمعالج الأوحد لكل أزماتنا النفسية والصحية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والرياضية٠
هرعت إليه علني أجد إجابة حصينة شافية منيعة لماذا فشل حمدوك طيلة ثلاث سنوات طوال في أن يفتح الله عليه بإنجاز واحد محسوس يحسه ويشكره عليه المواطن المغلوب على أمره؟
لماذا تحولت شعبيته تلك الشعبية الطاغية الجارفة إلى شئ يشبه الكراهية والمقت والبغض بدرجة حولت نغمة (شكرا حمدوك) إلى (عنبلوك) وآخر متشابهات تحكي عن سخرية واستهزاء وتندر الرأي العام به؟
لماذا تحولت حياة الناس فجأة من رغد واستقرار قبله إلى جحيم واضطرابات في عهده لم تمكنه أن يهنأ ويسعد بكرسي الحكم ساعة وإن شئت الدقة دقيقة أو ثانية واحدة؟ لماذا كل تلك الخيبات التي حاصرته فاضطرته لتقديم استقالته؟؟؟!!!
لقد اهتديت إلى براحات خواتيم سورة العنكبوت تحديدا الآية (٦٩) الأخيرة منها والتي تليت :((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)٠ لا أخفي عليكم سروري وشعور براحة البال ينتابني حين قفذت هذه الآية الكريمة إلى ذهني تملكته وهو مشدود لواقع تجربة حمدوك الأليمة بكل شرورها وآثامها وخوازيقها وخطاياها الأثيمة وجرائمها العظمى وفسادها الكبير فلا يفتح الله عليه فتحا يضئ له طريق الرشاد والفلاح فإذا به ينتهي لمنحدر جعل كل الناس حتى شيعته من عتاة اليساريين يسارعون للتعبير عن فرحتهم العميقة وسرورهم البالغ بمغادرته كرسي السلطة بعد أن سجل في ذاكرة السياسة السودانية أنه أفشل وأسوأ رئيس وزراء مر ويمر على السودان فليس من بعد فشله هذا من فشل يسجل٠
نعم صدق الله العظيم فقد أخبرت آيته أن الله لم يكن يهدي رجلا حارب شريعته يوم أحل الربا وجعله نظاما مصرفيا قائما في البلاد وأباح الزنا والخمر والردة والدعارة والخمور فجعلها مقننة ليس لأي جهة أن تعترض سبيل المجرمين الذين يقترفون تلك الكبائر حتى ولو كانت جريمة حدود حدد عقوبتها الشارع الكريم نصا قرآنيا محكما٠ولم يهتد وهو يؤسس لدولة الظلم والجور ظلم بلغ به وبحاضنته من أحزاب اليساريين أن يعتقلوا خصومهم الإسلاميين منذ انقلابهم على البشير وحتى اليوم وغدا بلا مسوغ قانوني ولا تهمة ولاجناية وضعوهم في السجون دون أن يمنحوهم حق التقاضي إجراءات قانونية سليمة ليشهدوا التاريخ على أنفسهم أنهم أظلم من ظلم٠ بالطبع فإن حمدوك كبيرهم سيتولى كبر المسألة والمسآءلة بعد أن نسي أن التاريخ سيدونه مع كبار الطغاة الجبابرة العتاة الظالمين٠
لأجل ذلك عميت عليه الأشياء حتى لم يدرك من السياسة ماهو معلوم منها بالضرورة أن يهتدي إليه لقد أضله الله عنه ضلالا بعيدا٠
فلو كان قد هداه الله لأهتدي إلى مصالحة وطنية شاملة كانت ستجعله أعظم وأشمخ زعيم وطني جمع الأمة من شتات ووحد كلمتها من بعد فرقة٠
ولو هداه الله لكان قد فتح الله عليه أن يجلس إلى الإسلاميين يحاورهم ويحولهم طاقة جبارة تدعم مشواره الصوفية والمؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني وأنصار السنة والإخوان المسلمين والسلفية وبقية الأحزاب السياسية ذات التوجه الإسلامي لكن لم يرد الله به خيرا فعمي منهم ليتحولوا جلهم جلهم لرأية محتشدة ضده يكفي أن هناك صالحين منهم قنتوا ضده وسألوا الله أن يخزيه فكانت نهايته الحسرة والخزي والندامة على النحو الذي رأينا٠
ما يحدث له ينطبق تماما على اليساريين فكلهم ملة واحدة يعبرون عن رؤية واحدة وهوية واحدة ومشرب واحد هو النيل من دين الله وشريعته السمحاء٠
صدم الشعب السوداني صدمة عظيمة و(صعاليق) اليساريين يخرجون في مظاهرات تخريبية تسب الدين وتسئ إليه٠٠
فسب المتظاهرين للدين أسخط الشارع السوداني وظللته بموجة من الكآبة والسوء الكبير وأكدت على أن هذه المظاهرات الهدف والغاية الأسمى لها هو مسح هوية شعبنا الإجتماعية التي ترفض الإساءة للمعتقد وترى أن كل شاب يسب الدين ماهو إلا سفيه لم يجد من يحسن تربيته٠
أجزم أن الله أراد بعلمه وإحاطته أن يكشف زيف هؤلاء اليسار ويعريهم للرأى العام كما عرى (مؤسسهم) الطريد فجعل حناجر السفهاء منهم ترتفع في تفاهة عجيبة لتلعن دين الله وتسبه٠
حقا ما كان الله ليهدي هؤلاء الحمقى سبل الرشاد وهم الذين يبذلون هذه الأيام الغالي والنفيس لتنكيس رأية الجهاد ناهيك أن يحدثوا أنفسهم به ٠
ولذلك سيظلون في ضلالتهم يعمهون٠هو إذن قانون السماء سبق عليهم أن الله لايهدي كيد الخائنين الذين خانوا الله وشريعته فأصابهم بالفشل الذي فيه يرزحون٠٠
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك ياقوي ياعزيز٠