الاضحية ..عدد جديد من “مذاق خاص”
بمصافحة سطور هذا العدد أعين القراء، تكون مجلة (مذاق خاص) قد أكملت مصفوفة الأعداد الموسمية الخاصة هذا العام 2021، التي تتزامن والمناسبات الاجتماعية والدينية الكبرى عيدي الفطر والأضحى المباركين، وهما موسمان قد اصطبغا ولا ريب بحالة المزاج السوداني التي تكيّف حتى الشعائر بطابع سوداني مستمد من تراثنا وبيئتنا، فهما مزيج من العرف والتدين الفطري والثقافة.. تتجلى انعكاسات هذا المزيج في أبهى صورها في تنوع خيارات المائدة السودانية والأطعمة الطقسية، وهل عيد الأضحى إلا طقس عشائري للفداء، فداء الإنسان المكرّم بالحيوان الذبيح؟!
شعب السودان وهو يجدد هذه السنة الإبراهيمية يستصحب مواريث الكرم والضيافة والإيثار، التي هي أصلاً من طبعه وعاداته، بل شملت هذه المآثر كل من استظل بسماء السودان من كل الملل والأديان والأعراق التي توافدت عبر الهجرات.
تقدم الشيف إسعاد في هذا العدد فنونها المبتكرة في إعداد صنوف مائدة الأضحى، بتلك الخصوصية المعهودة عنها في كل ما تقدم، سيما إضفاء النكهة الشعبية في قوالب معاصرة.. وقبلاً يفرد البروفيسور حمزة أبو قرون وهو الخبير في اللحوم وتقاناتها وأنواعها ملفاً متكاملاً، سكب فيه عصارة خبراته في المجال بداية باختيار الذبيح، مروراً بمراحل إعداده، كاشفاً عن أسرار علمية وعملية لكيفية الاستفادة القصوى من الأضحية.
وكالعادة، لا يخلو عدد من أعداد (مذاق خاص) من مفاكهات الحبيب فخر الدين صالح حميدة، وهو نجم استراحة (مذاق خاص) بحروفه الضاحكة التي ترسم الابتسامة على الوجوه.
د. مها عبيد الله تواصل مادتها العلمية المجوّدة عن التوازن الغذائي، وكالعادة تناسب مادتها مقتضى الحال والمقال وفق روزنامة المواسم.
يكتب د. محمد مجدي مادة فريدة الطابع في الطب والفلك ونصائح للاضحية.. كما لم يغفل العدد مقبلات الأضحى وأدوات هضمها- (الشربوت)- التي تجسد عبقريات الخبرة السودانية في صناعة الأطعمة والمشروبات.
تتنوع مادة العدد بين الاستطلاعات الرشيقة والمواد العلمية المحكمة والمنوعات الخفيفة، بجانب الوصفات التي تحرص أعداد المجلة على توثيقها للمتزوجات حديثاً، خاصة تلك الوصفات المفرقة في الثقافة الغذائية الشعبية وكلاسيكيات الاضحية ، كما يحمل العدد بشريات من كنانه ومشروعات جديدة للغذاء والطاقة.
القارئ العزيز
لا شك أن الإعلام في عالم اليوم لم يعد كما كان في الماضي (مرسل ورسالة ومتلقٍ)، بل عدّلت العولمة وثورة الاتصال الرقمي في تركيبة المعادلة، لتصبح الرسالة هي المتلقي بتفاعله وردود أفعاله معها، ولم يعد ذلك المتلقي السلبي موجوداً، فقد أتاحت له التقنية أن يشارك.. و(مذاق خاص) تسعد بهذا التواصل وتنشده وتحثّ عليه القراء الكرام سواء في نسختها الورقية أو موقعها المتاح على الوسائط.. ولا نذيع سراً إذا قلنا إننا ندين لقرائنا المشاركين الداعمين بمسيرة التطور التي تشهدها (مذاق خاص) منذ عددها الأول، وهي في حوار موصول مع القارئ.
لا نملّ شكر الرعاة والمعلنين، لوقفتهم ومساندتهم مشروع (مذاق خاص) لتكريم تقاليد المائدة السودانية، والاحتفاء بغنى وتنوع خياراتها، وصمودهم معنا نتيجة للإيمان العميق بجدوى المشروع ووطنيته، فالوطن يحتاج منا للبناء كلٌّ في المجال الذي يحسنه ويجيده.. وهكذا تبنى الأوطان.
وكل عام وأنتم بخير،،
مذاق خاص ٢٠٢١
مجلة التغذية والصحة الاولي في السودان
d=n